80 ألف طن من البن، ماذا يخبرنا عشق المصريين للقهوة عن الاقتصاد؟

الخميس، 01 مايو 2025 03:52 م

القهوة

تحليل/ ميرنا البكري

كان المعروف قديمًا، أن" مصر بلد الشاي"، وكان يتركز طلب المستلهكين على كوب الشاي، لكن التطورات في آخر 10 سنوات تحديدًا، تعكس أن القهوة ليس داخل المشهد فحسب، بل قلبته رأسًا على عقب، لتصبح عادة يومية عن المصريين، وسوق بالمليارات، وصناعة توظف الكثير من الناس، فتحولت من مجرد مشروب، إلى صناعة غير صناعية لها أثر اقتصادي.

من 6 آلاف لـ80 ألف طن، القهوة في كل منزل

وبلغ الاستهلاك المحلي 6 آلاف طن فقط في 2006م، حيث ارتفع لـ80 ألف طن بنهاية 2024م، وهي قفزة جنونية معناها أنها أصبحت أساسية في يوم المواطن المصري وليست رفاهية، الأمر الذي له معنى اقتصادي كبير، وهو إن السوق ينمو والطلب يتزايد، والعادات الاستهلاكية تغيرت، وهذا يعني فرصًا ضخمةً للاستثمار والتوزيع والتجارة.

المصري يشرب أكثر، وعلى استعداد على الدفع أكثر

وفي 2008م، كان استهلاك الفرد 100 جرام فقط في السنة، لكن الآن وصل لـ500 جرام، وهذه ليس مجرد إحصائية، بل مؤشر على أن عدد الزبائن يكبر، وأنهم يدفعون لكي يأخدون منتجًا مختلفًا عن الشاي أو العصير.

مصر لا تزرع البن، لكن تصنع حوله صناعة ضخمة

ورغم أننا لا نزرع البن؛ نظرًا لإن البيئة غير مناسبة، لكن حول حبة البن، تم بناء صناعات كاملة منها شركات استيراد وتوزيع، مصانع تعبئة وتغليف، ومحمصات وروسترات، ودعاية وتسويق وتوصيل، أي ببساطة، أصبح البن يخلق فرص عملٍ، ويفتح بيوتًا، ويساهم في تكوين اقتصاد موازي صغير قائم على الاستهلاك اليومي.