الخميس، 31 يوليو 2025

06:31 م

جيل يقود التحول.. كيف يعيد شباب السعودية رسم خارطة الاقتصاد؟

الأربعاء، 30 يوليو 2025 11:49 م

الشركات الناشئة السعودية

الشركات الناشئة السعودية

في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، تبرز معالم جديدة لاقتصاد أكثر حيوية، قائم على الابتكار وريادة الأعمال.

الاقتصاد السعودي

اللافت في هذا التحول أن مفاتيحه باتت في أيدي الشباب، الذين لا يشكلون فقط النسبة الأكبر من السكان 62.8% تحت سن الثلاثين، بل أصبحوا أيضًا رواد التغيير الاقتصادي في البلاد.

الأرقام تتحدث.. الشباب يستحوذون على حصة كبيرة من الاقتصاد

وفقاً لبيانات وزارة التجارة للربع الثاني من عام 2025، فإن الشركات الشبابية تمثل 38% من إجمالي السجلات التجارية النشطة، أي نحو 474 ألف منشأة يقودها شباب. 

هذا الرقم ليس مجرد دلالة على حماس ريادي، بل مؤشر قوي على تحول ثقافي واقتصادي عميق، يستهدف خلق اقتصاد ديناميكي لا يعتمد على النفط كمصدر دخل رئيسي.

والمثير في هذه المعطيات ليس فقط نسبة المشاركة، بل أيضًا نوعية القطاعات التي تشهد إقبالاً شبابيًا لافتًا، حيث يظهر بوضوح توجه نحو قطاعات الاقتصاد الرقمي والإبداعي، وهي محاور أساسية في رؤية 2030.

 

اقرأ أيضًا:

السعودية تُسرع التحوّل في قطاع الطاقة، مشاريع بـ20 جيجاوات بحلول 2030

القطاعات الصاعدة.. التكنولوجيا تفتح أبواب المستقبل

الشباب السعودي يوجه اهتمامه نحو مجالات جديدة تحمل إمكانات نمو هائلة:

تطوير التطبيقات: القطاع الأسرع نموًا بنسبة 28%، مع أكثر من 18,700 منشأة ناشطة، يعكس ذلك اهتمامًا واضحًا ببناء حلول تقنية محلية تعالج تحديات السوق السعودي والخليجي.

الذكاء الاصطناعي: سجل نموًا غير مسبوق بلغ 34%، ليصل إلى 14,409 منشآت، هذا النمو يعكس إدراك الشباب لأهمية البيانات والتحليلات الذكية في مستقبل الأعمال، خاصة في قطاعات مثل الأمن السيبراني، الرعاية الصحية، والخدمات الحكومية.

الألعاب الإلكترونية: بزيادة سنوية قدرها 32%، تقترب من 8,260 منشأة، ما يعكس ليس فقط شغفًا ترفيهيًا، بل وعيًا تجاريًا بقدرة هذا القطاع على توليد فرص عمل ومداخيل عالية في اقتصاد رقمي سريع النمو.

الإنتاج الإعلامي والفني: سجل نموًا بـ 20%، مدعومًا بسياسات الانفتاح الثقافي والاستثمار في صناعة السينما والترفيه، وهو ما يعزز الهوية الثقافية ويضيف قيمة اقتصادية جديدة للمملكة.

المملكة العربية السعودية

التمكين عبر الشراكات.. منظومة متكاملة لاحتضان المواهب

لم يأتي هذا التحول من فراغ، فقد تبنت الحكومة السعودية نهجًا يقوم على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتهيئة بيئة أعمال داعمة لرواد الأعمال الشباب، وهناك أمثلة بارزة على ذلك تشمل:

برنامج "همم" من PwC، والذي يهدف إلى تنمية المهارات الريادية والفنية لدى الخريجين الجدد من خلال مشاريع واقعية وتدريب عملي في مجالات مثل التكنولوجيا والاستشارات المالية.

مبادرات البحر الأحمر العالمية التي تركز على تطوير القيادات الشابة في قطاع السياحة المستدامة، من خلال التدريب في مشاريع حقيقية ترتبط بواحدة من أكبر الوجهات السياحية قيد الإنشاء عالميًا.

مسرعات الأعمال وحاضنات الابتكار مثل The Garage في الرياض، التي باتت منارات لريادة الأعمال، توفر للشباب بيئة متكاملة من التمويل، التوجيه، والتشبيك مع مستثمرين محليين ودوليين.

اقرأ أيضًا:

من الرياض لأوروبا، السعودية تتوسع في تصدير الهيدروجين الأخضر

الفرص لا تخلو من تحديات

رغم كل هذا الزخم، يظل هناك تحدٍ أساسي يتمثل في عدم مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل، فالعديد من الخريجين لا يمتلكون المهارات العملية التي تؤهلهم للانخراط في القطاعات التقنية الجديدة. 

وفي هذا السياق، من الضروري تبني عقلية ريادية منذ سن مبكرة، وأن الابتكار لا يجب أن يكون خيارًا، بل ثقافة سائدة، إن المرونة والتعلم المستمر هما مفتاح النجاح في سوق سريع التغير، لا يرحم من يتوقف عن التطوير.

التحول الرقمي في السعودية

السعودة الذكية.. التركيز على الكفاءة لا الكم

في موازاة هذا التحول، تواصل الحكومة دعم برامج السعودية الذكية التي لا تكتفي بتوطين الوظائف، بل تسعى لتأهيل شبابها لقيادة المستقبل.

وتركز هذه المبادرات على التدريب المهني، وربط التعليم بالتقنية والاحتياجات الفعلية للمشاريع الاقتصادية الكبرى، ما يجعل السعوديين ليس فقط موظفين، بل شركاء في التنمية.

 

اقرأ أيضًا:

الهيدروجين الأخضر، ورقة السعودية الرابحة في سباق الطاقة العالمي

 

جيل التغيير يصنع المستقبل

ما تشهده اليوم  المملكة العربية السعودية ليس مجرد طفرة مؤقتة في عدد التراخيص أو المبادرات، بل تحول هيكلي عميق في بنية الاقتصاد والمجتمع.

جيل جديد من السعوديين لا يكتفي بالبحث عن وظيفة، بل يصنع الفرصة، ويعيد تعريف معنى "النمو الاقتصادي ليشمل الإبداع، التكنولوجيا، والثقافة.

رؤية 2030 لم تعد مجرد وثيقة طموحة، بل أصبحت واقعًا يوميًا تعيشه منشآت يقودها شباب طموحون، يبنون اقتصادًا رقميًا لا يُقاس فقط بالناتج المحلي، بل بمستوى الجرأة، الابتكار، والقدرة على التكيف مع المستقبل.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search