الهيدروجين الأخضر، ورقة السعودية الرابحة في سباق الطاقة العالمي
الجمعة، 18 يوليو 2025 05:13 م

الهيدروجين في السعودية
في خضم التحولات العالمية المتسارعة في قطاع الطاقة، يبرز الهيدروجين كأحد الحلول الواعدة لتحقيق انتقال الطاقة وخفض الانبعاثات، لا سيما في القطاعات التي يصعب تقليل بصمتها الكربونية مثل النقل والصناعة الثقيلة وتوليد الكهرباء.

وبفضل تطور تقنيات التحليل الكهربائي وتحسين كفاءة خلايا الوقود والتقدم في حلول التخزين، يتزايد الاعتماد على الهيدروجين كمصدر نظيف وفعال للطاقة، وهو ما تعكسه تقارير من منظمات دولية مثل IEA وIRENA.
في هذا السياق، تقف المملكة العربية السعودية على أعتاب فرصة تاريخية لتكون في صدارة مشهد الهيدروجين العالمي، مدفوعة بمقومات طبيعية هائلة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب التزام سياسي قوي بتحقيق الحياد الصفري للكربون ضمن «رؤية السعودية 2030» ومبادرة «السعودية الخضراء».
اقرأ أيضًا:
السعودية تُشعل سباق الطاقة الشمسية بنمو سنوي يتجاوز 51% حتى 2030
الهيدروجين ضمن الاقتصاد الدائري للكربون
لا ينظر للهيدروجين في السعودية كخيار بيئي فقط، بل كجزء لا يتجزأ من استراتيجية أشمل تعرف بالاقتصاد الدائري للكربون، التي تهدف إلى التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه بدلاً من إطلاقه في الغلاف الجوي، وفي هذا الإطار، يتموضع الهيدروجين كأداة مركزية تسهم في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة دون التضحية بالنمو الاقتصادي.
ويحمل الهيدروجين، خصوصًا الأخضر منه، أهمية مضاعفة للمملكة، ليس فقط لما له من دور في خفض الانبعاثات، بل كرافعة اقتصادية جديدة تفتح أسواقًا للتصدير وتدعم التصنيع المحلي والتوظيف في قطاعات تقنية ناشئة.

نتائج استطلاعية.. توافق وطني نحو الهيدروجين
قدم بحث أعده مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) عام 2024، صورة شاملة عن توجهات أصحاب المصلحة في المملكة بشأن تقنيات الهيدروجين، وشمل الاستطلاع ومجموعة التركيز مشاركة واسعة من جهات حكومية، وقيادات صناعية، وخبراء أكاديميين، وممثلين عن المجتمع المدني.
أظهرت النتائج توافقًا عامًا حول أهمية دمج تقنيات الهيدروجين في السياسات المناخية والاقتصادية للمملكة، كما برزت تحديات تتعلق بالبنية التحتية، والتمويل، والحاجة إلى أطر تنظيمية واضحة تدعم الابتكار، وتشجع الاستثمارات طويلة الأمد في هذا المجال.
اقرأ أيضًا:
السعودية تدخل سباق السيارات الكهربائية باستثمارات ضخمة
فرص اقتصادية وتحديات بنيوية
من الناحية الاقتصادية، ينظر إلى الهيدروجين كفرصة لتنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط، من خلال خلق سلاسل قيمة جديدة.
إلا أن هذا الطموح يواجه تحديات حقيقية أبرزها كلفة الإنتاج المرتفعة حاليًا، وحاجة الأسواق العالمية إلى مزيد من الاتساق في المعايير والطلب.
كما أن دمج تقنيات الهيدروجين مع البنية التحتية الحالية يتطلب استثمارات ضخمة وتعاونًا بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب تعزيز القدرات البحثية والتعليمية في هذا المجال، وهو ما تسعى إليه المملكة من خلال دعمها المتزايد للابتكار والبحث العلمي.

السعودية على الطريق، لكن بحذر محسوب
كشفت الدراسة أن السعودية تمتلك العناصر الأساسية التي تؤهلها لتكون لاعبًا محوريًا في سوق الهيدروجين العالمي، لكنها بحاجة إلى خطوات مدروسة تجمع بين الطموح والاستدامة.
فالتحول إلى اقتصاد الهيدروجين ليس مجرد خيار تقني، بل يتطلب رؤية سياسية، وبيئة تنظيمية محفزة، ومشاركة مجتمعية واعية، تقود المملكة نحو المستقبل المستدام.
الهيدروجين قد لا يكون نفط المستقبل بمعناه الحرفي، لكنه يمثل بوابة المملكة نحو عصر جديد من الطاقة النظيفة، وفرصة لتصدير نموذج اقتصادي بيئي متكامل، يتماشى مع المتطلبات العالمية لمواجهة تغير المناخ، ويعزز من مكانة السعودية كمركز طاقة عالمي، تقليدي ومستقبلي على حد سواء.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
إكسبو أوساكا 2025.. الرهان الاقتصادي على المستقبل
18 يوليو 2025 07:16 م
"8.5% من الاقتصاد، كيف تحولت المكسيك إلى نموذج عالمي للسياحة الشاملة؟
18 يوليو 2025 06:31 م
التحول الرقمي، وقود صناعة السيارات لمواجهة تحديات المستقبل
18 يوليو 2025 04:19 م
أكثر الكلمات انتشاراً