الجمعة، 18 يوليو 2025

10:26 م

"ميتا تجرد آبل من عقولها"، هل المال وحده يكسب سباق الذكاء الاصطناعي؟

الجمعة، 18 يوليو 2025 08:20 م

ميتا تجرد آبل من عقولها

ميتا تجرد آبل من عقولها

في خضم سباق الذكاء الاصطناعي المحموم، لم تعد الحرب بين عمالقة التكنولوجيا تُخاض عبر الابتكار وحده، بل باتت تُحسم غالبًا في ميدان المواهب، وهذا ما تؤكده أحدث ضربة وجهتها شركة "ميتا" إلى منافستها التقليدية "آبل"، بعدما تمكنت من استقطاب عدد من أبرز مهندسي الذكاء الاصطناعي، العاملين في فريق AFM التابع لآبل، الفريق المسؤول عن تطوير نماذج اللغة، والذكاء الاصطناعي التوليدي داخل الشركة.

ميتا ضد آبل

نقلة هجومية تقودها ميتا، بـ200 مليون دولار

ومن خلال منح باحثين سابقين في آبل عروضًا مالية ضخمة، وبعد استقطاب رئيسهما مقابل حزمة تعويضات تفوق 200 مليون دولار، تثبت ميتا أنها ماضية في تنفيذ إستراتيجية هجومية، تقوم على بناء جيش من العقول بهدف كسب السباق نحو الذكاء الخارق (AGI).

وما تفعله ميتا اليوم، هو استثمار مباشر في رأس المال البشري، وليس في الأجهزة أو البرمجيات فحسب، وهي بذلك تراهن على أن المعرفة العميقة والموهبة الفردية، يمكنها تسريع وتيرة التقدم أكثر من أي بنية تحتية تقليدية.

اقرأ أيضًا:

«ميتا» تستهدف قيادات «أبل» لتعزيز سباق الذكاء الاصطناعي

المال يُغري لكن البيئة تحسم

إن نجاح ميتا لا يقتصر على الحوافز المالية فقط، بل يمتد إلى قدرتها على توفير بيئة عمل أكثر ديناميكية، وأقل بيروقراطية من تلك التي يُعرف بها هيكل آبل التنظيمي، وهذا التفوق في الثقافة الداخلية، يسمح للمهندسين بحرية التجريب والتفاعل السريع مع البيانات، وهي عوامل ضرورية، لتسريع تطور النماذج الذكية.

وبينما تغازل ميتا المهندسين عبر الرواتب الفلكية والمكاتب القريبة من مكتب مارك زوكربيرج نفسه، لا تزال آبل مترددة، ومحكومة بنهج تقليدي صارم يوازن بدقة بين حماية الخصوصية والابتكار، وهو ما يرى فيه البعض، قيدًا لا يمكن تجاهله في العصر الجديد للذكاء الاصطناعي.

آبل 

 

آبل في أزمة أولويات.. والنتيجة تأجيلات وخسائر

منذ عام 2024، واجهت آبل تخبطًا استراتيجيًا واضحًا في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، ما بين تطوير نماذج داخلية أو الاستعانة بشركات خارجية مثل OpenAI وAnthropic، وهذا الارتباك في الرؤية، أدى إلى تأجيل إطلاق تحديثات "سيري" الجديدة إلى 2026، بعد أن كانت وعدت بها في 2024، ما أضعف ثقة السوق في قدرة آبل على المنافسة في هذا الميدان عالي التسارع.

ومع ارتفاع وتيرة تسرب المهندسين، تفقد آبل ليس فقط موظفين، بل المعرفة الداخلية والميزة التراكمية التي بنتها على مدى سنوات، كما أن سياسة التقشف المالي التي تبنتها منذ 2023 للحد من الإنفاق على البنية التحتية الحوسبية، أصبحت عقبة حقيقية في وجه أي محاولة للحاق بركب المنافسة.

اقرأ أيضًا:-

حملة صارمة من ميتا ضد المحتوى المكرر، لا أرباح دون قيمة حقيقية

آبل تواجه ثمن الحفاظ على الخصوصية

ورغم أن التوجه لحماية بيانات المستخدمين، لطالما كان أحد أبرز أعمدة إستراتيجية آبل، إلا أن هذا النهج بدأ يبدو مكلفًا جدًا في عصر، تتغذى فيه نماذج الذكاء الاصطناعي على كم هائل من البيانات المفتوحة، فبينما تصر آبل على العمل ضمن حدود صارمة من الخصوصية والانضباط، وتمنح شركات مثل ميتا ومنافسيها المهندسين، حرية التعامل مع بيانات واسعة النطاق، ما يسمح بتدريب نماذج أكثر فعالية.

 

الميزة لا تقاس بعدد العقول فقط

لكن استقطاب العقول لا يضمن النجاح الفوري، بل يوفر فرصة فقط، وتحويل هذه الكفاءات إلى منتجات حقيقية، ذات قيمة سوقية وتأثير تقني ملموس، هو التحدي الأهم، وميتا تشتري اليوم تذكرة إلى طليعة المنافسة، لكن الفوز يتطلب انسجامًا بين الرؤية، والتنفيذ، والتوقيت.

ميتا ضد آبل

 

بداية تحول جذري في موازين القوى

وعلى المدى القصير، تبدو ميتا أكثر جرأة وقدرة على المناورة، بينما تتخبط آبل في مأزق إستراتيجي، قد يكلفها ريادتها في قطاع من المتوقع فيه أن يُعاد تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي خلال العقد المقبل، ما يحدث اليوم هو أكثر من مجرد انتقال موظفين من شركة إلى أخرى، إنه مؤشر على تحول في مركز الثقل داخل صناعة التكنولوجيا. 

فالميزة التنافسية لم تعد في الأجهزة أو أنظمة التشغيل، بل في من يملك العقول القادرة على تخيل وصنع الجيل التالي من الذكاء، وفي هذا السباق، لا يبدو أن الاحتفاظ بالعلامة التجارية، يكفي ما لم يتم دعمه بعقلية مرنة وقدرة على المجازفة والإنفاق السخي.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search