الأربعاء، 18 يونيو 2025

01:49 ص

وداعًا للوحة المفاتيح، لماذا أصبح البحث الصوتي ضرورة لكل علامة تجارية في 2025؟

الثلاثاء، 17 يونيو 2025 05:01 م

البحث الصوتي

البحث الصوتي

لم يعد البحث الصوتي تقنية مستقبلية أو ترفًا رقميًا يُستخدم عند الحاجة، بل أصبح في عام 2025 أحد الركائز الأساسية في تشكيل تجارب المستخدم الحديثة، متداخلًا بشكل متسارع مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

ولا يعيد هذا التحول فقط تعريف علاقة المستخدمين بالتكنولوجيا، بل يفتح آفاقًا جديدة من الاستقلال الرقمي لذوي الإعاقة، ويحدث تحولًا جوهريًا في سلوك الأجيال الرقمية.

استخدام عالمي متنامي.. من ضبط المنبه إلى التسوق وتنفيذ المهام

وتشير الإحصائيات الحديثة إلى أن 32% من المستهلكين العالميين استخدموا مساعدًا صوتيًا خلال الأسابيع الماضية، ولم يعد الاستخدام مقصورًا على الأوامر البسيطة مثل معرفة الطقس أو تشغيل المنبه، بل توسع ليشمل وظائف أكثر تعقيدًا، مثل طلب المنتجات وتنفيذ المهام اليومية.

ويُظهر الاستطلاع أن 21% من المستخدمين يعتمدون على البحث الصوتي للحصول على معلومات، فيما يستخدمه 20% لأداء مهام فعلية كتشغيل الموسيقى أو الشراء الإلكتروني، وفقًا لما نشره موقع trendx.

أدوات المساعدات الصوتية تسجل قفزات في الاستخدام

في الولايات المتحدة، سجّلت أدوات البحث الصوتي نموًا لافتًا بين عامي 2020 و2024، حيث ارتفع استخدام Google Assistant بنسبة 46%، وSiri بنسبة 40%، وAlexa بنسبة 26%.

وتؤكد هذه القفزات أن الصوت voice search أصبح وسيطًا رئيسيًا في تفاعل المستخدم مع الأجهزة والخدمات الرقمية، وأن المساعدات الصوتية دخلت مرحلة الاستخدام اليومي بدلًا من التجريب.

أثر ملموس لذوي الإعاقة البصرية.. الاستقلال الرقمي في متناول الصوت

وتعتبر هذه التقنية ذات أهمية حاسمة بالنسبة لذوي الإعاقات، خاصة المكفوفين وضعاف البصر، حيث يعتمد عليها 1 من كل 3 من ذوي الإعاقة البصرية أسبوعيًا، بينما يستخدمها 32% من ذوي الإعاقات الجسدية كوسيلة تفاعل رئيسية.

ويظهر التحليل أن 10% من أصحاب الإعاقة البصرية يعيشون بمفردهم، في حين يشتري 27% منهم احتياجاتهم الأسبوعية عبر الإنترنت، ما يعكس قدرة البحث الصوتي على توفير أدوات اعتمادية واستقلال غير مسبوقة.

جيل الألفية يقود الاستخدام.. وSiri وAlexa تتصدران المشهد

فيما يتعلق بالفئات العمرية، يحتل جيل الألفية الصدارة بنسبة 34% في استخدام البحث الصوتي أسبوعيًا، يليه جيل Z، وينتمي هؤلاء المستخدمون غالبًا إلى الفئات المرتفعة الدخل ويعيشون في المدن الكبرى، حيث يتسمون بانفتاح على تبني التقنيات الحديثة.

كما تختلف تفضيلاتهم حسب البيئة التقنية، فجيل الألفية يفضل Alexa، بينما يُظهر جيل Z ميلاً أكبر إلى Siri ضمن منظومة Apple.

من الناحية الجغرافية، تنتشر تقنية البحث الصوتي بشكل أكبر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تليها أمريكا اللاتينية، ثم أمريكا الشمالية، ما يعكس تباينًا واضحًا في التبني بحسب البنية التحتية الرقمية والأنماط الثقافية.

تكامل الذكاء الاصطناعي مع الصوت.. تجربة أكثر ذكاءً وترابطًا

يتطور البحث الصوتي، اليوم ليصبح جزءًا من منظومة الذكاء الاصطناعي، لا مجرد أداة مستقلة، حيث اكشف ثلث مستخدمي المساعدات الصوتية عن استخدامهم لـ ChatGPT خلال الشهر الماضي، واعتبر 59% منهم أن تكامل التطبيقات عامل أساسي في استمرار استخدامهم لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويُظهر جيل Z تقدمًا في هذا الاتجاه، حيث يرى أكثر من 10% منهم أن دمج الأوامر الصوتية مع أدوات الذكاء الاصطناعي هو الميزة الأهم، ما يبرز فرصة كبيرة أمام العلامات التجارية التي تسعى إلى استقطاب هذه الفئة التقنية الطابع.

من التصفح إلى الشراء.. البحث الصوتي يدخل مجال التجارة الرقمية بقوة

لم يعد البحث الصوتي وسيلة للحصول على المعلومات فقط، بل أصبح قناة رئيسية للشراء الفوري. وأشارت البيانات إلى أن مستخدمي المساعدات الصوتية لديهم احتمال أعلى بنسبة 33% للشراء الأسبوعي عبر الإنترنت مقارنة بغيرهم، كما أنهم أكثر بنسبة 51% في استخدام تطبيقات توصيل الطعام.

وتعكس هذه الأرقام حاجة المستهلكين إلى السهولة والسرعة في عمليات الشراء، ويعتقد 18% من المستخدمين أن إضافة زر شراء مباشر على منصات التواصل الاجتماعي سيزيد من احتمالية الشراء، وهو ما يتجاوز المعدل العام بنسبة 55%، ما يجعل من الاستثمار في واجهات المستخدم الصوتية ضرورة استراتيجية للشركات.

البحث الصوتي ليس المستقبل.. بل الحاضر والواقع المتسارع

وبذلك أظهرت البيانات بوضوح أن البحث الصوتي لم يعد تكنولوجيا قادمة فحسب، بل واقع حاضر يعيد تشكيل العلاقة بين المستخدم والتكنولوجيا. ومع اعتماده المتزايد من قبل مختلف الفئات، خاصة ذوي الإعاقة، أصبح تحسين تجربة المستخدم الصوتية ضرورة للمؤسسات والعلامات التجارية التي تسعى للبقاء في طليعة السوق.

ويجب على الشركات والمعلنين إعادة النظر في استراتيجياتهم، من خلال تحسين محركات البحث لتناسب طبيعة الاستفسارات الصوتية، وتطوير محتوى يُخاطب المستخدم بلغة سهلة وطبيعية، والاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي لبناء تجارب صوتية متكاملة ومؤثرة تعزز ولاء العملاء وتحفز قرارات الشراء.

اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي، سلاح فتاك في حروب الإعلام والتضليل الاقتصادي


 

Short Url

showcase
showcase
search