الذكاء الاصطناعي، سلاح فتاك في حروب الإعلام والتضليل الاقتصادي
الثلاثاء، 17 يونيو 2025 01:37 م

الذكاء الاصطناعي في الحروب
تحليل/ ميرنا البكري
في الحروب التقليدية، كان العالم يخشى الطلقات والصواريخ، لكن الآن الخطر أصبح قادم من صور وفيديوهات مزيفة، تم إعدادها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتنتشر على السوشيال ميديا أسرع من الرصاص. والمشهد لم يعد ميداني بل تحول لـ إعلامي ونفسي، والصورة أصبحت أقوى من الحقيقة.

الذكاء الاصطناعي يخلق حقيقة مزيفة
يستطيع الذكاء الاصطناعي الآن أن يولد صور وفيديوهات دقيقة لدرجة إنها تخدع أي فرد، حتى الصحفيين والمحققين. أدوات مثل Midjourney وStable Diffusion وDeepfakes أصبحت تصنع مشاهد لحروب ومجازر وأطفال مصابين، وكل ذلك قد يكون مزيفًا بالكامل.
النتيجة؟ الجمهور يتلخبط، والصورة تتحول من مصدر للمعلومة لمصدر للتضليل، وساحة الحرب تخرج من الأرض وتدخل للهواتف والشاشات.
لماذا يحدث ذلك؟ ومن خلف هذا التزييف؟
في الحروب، كل طرف يريد أن يسيطر على "السردية". فنرى حكومات تستخدم التزييف لكي تكسب تعاطف، أو تخوف العدو، أو حتى تبرر تصرفاتها. أيضًا هناك جيوش إلكترونية تستخدم الصور المزيفة لدعم وجهة نظرها أو إرباك خصمها. والمشكلة الكبرى، إن الأدوات أصبحت مجانية، ومتاحة لأي فرد. فأي شخص قد يزور صورة أو فيديو وينشره.
كيف يمكن كشف الصور والفيديوهات المفبركة؟
هناك أدوات تقنية تحاول كشف التزييف مثل “Content Credentials” من أدوبي، أو “Truepic” الذي مدعومة من مايكروسوفت. لكن التزييف يتطور أسرع من هذه الأدوات.
ما يتبقى هو التفكير النقدي، إننا نراجع المصدر، ندقق في التفاصيل، نستخدم منصات تحقق مثل “Snopes” أو “Bellingcat”، ونجعل عقلنا هو خط الدفاع الأول.
التداعيات الاقتصادية والإعلامية، حينما يصبح الكذب تجارة
ضرب الثقة في الإعلام: الناس لم تعد تثق في ما يُنشر، مما يؤثر على الصحافة الحرة والمستقلة، ويفتح الباب للدعاية السوداء.
عرقلة العدالة: الصور المزيفة تصعب توثيق الجرائم الحقيقية، وتضرب مصداقية المنظمات الحقوقية، وهذ يعني إن الجناة قد يهربوا من المحاسبة.
التأثير على أسواق التكنولوجيا: منصات التواصل تواجه ضغوطات كبيرة لتنظيم المحتوى، مما يؤثر على استثماراتها وتقييمها السوقي.
تكاليف مكافحة التزييف: شركات كبيرة مثل أدوبي وجوجل ومايكروسوفت أصبحت مضطرة تستثمر ملايين الدولارات في أدوات تحقق وتوثيق المحتوى.
هل هناك أمل في السيطرة على التزييف؟
الأمل موجود، لكنه يحتاج تشريعات تلزم المنصات إنها تعلن عن المحتوى المُنشىء بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع تعليم وتوعية المستخدمين كيف يميزوا بين الحقيقي والمفبرك، واستثمار أكثر في أدوات الحماية الرقمية، وإنشاء قواعد بيانات مفتوحة للمحتوى الحقيقي.
اقرأ أيضًا:
الحرب أصبحت صورة، الذكاء الاصطناعي يتحول لسلاح تزييف فتاك (فيديو)

توقعات وتحذيرات للمستقبل
1.من المتوقع إن حجم الإنفاق العالمي على أدوات مكافحة التزييف الرقمي يصل لـ 5 مليار دولار سنويًا خلال خمس سنوات مقبلة.
2.التزييف البصري قد يتحول لأداة ضغط اقتصادي وسياسي، خاصة في أوقات الأزمات والحروب.
3.المنصات التي لا تتبنى الشفافية والمصداقية، ستفقد جمهورها ومعلنيها، وهذا يعني خسائر بملايين الدولارات.
ختامًا، الذكاء الاصطناعي لا يخدم البشرية دائمًا، أوقات يستخدم في تضليلها. والمحتوى المزيف ليس يشوه الحقيقة فقط، بل يهدد الاستقرار السياسي، العدالة، الثقة المجتمعية. المعركة الآن ليس على الأرض، المعركة أصبحت على الحقيقة نفسها.
وعلينا كلنا، كأفراد، كصحفيين، كصناع سياسات، إننا نكون دائمًا على وعي، لأن الحروب المقبلة ليس كلها طائرات وصواريخ، في منها يبدأ بصورة مفزيفة وبوست على فيسبوك.
Short Url
40 مليار دولار تجارة غير نفطية، والإمارات تواصل ضخ المليارات في أمريكا
17 يونيو 2025 03:47 م
المهارة أهم من الخبرة، «GenAI» يعيد تشكيل سوق العمل
16 يونيو 2025 04:21 م
حروب الدرونز، الطائرات بدون طيار تقلب الموازين العسكرية في العالم
16 يونيو 2025 02:52 م


أكثر الكلمات انتشاراً