الذكاء الاصطناعي تحت المجهر، ChatGPT يعمق نظريات المؤامرة لدى المستخدمين
الإثنين، 16 يونيو 2025 10:43 م

شات جي بي تي ChatGPT
شهدت السنوات القليلة الماضية تطورًا غير مسبوق في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حيث اقتحمت أدواته مجالات متعددة بدءًا من التعليم والطب إلى الإعلام والإعلان، مثيرةً إعجابًا واسعًا، لكن في الوقت نفسه، أثارت مخاوف أخلاقية ونفسية ومجتمعية متزايدة.
وبينما يُنظر إلى هذه التكنولوجيا كقوة دافعة نحو المستقبل، بدأت تظهر مؤخرًا تقارير تحذر من استخدامها بطرق تعزز التفكير الوهمي لدى البعض أو تفاقم اضطراباتهم النفسية.
مستخدمون يزعمون تلقي "رسائل خفية" من روبوتات الدردشة
وفي تقرير حديث نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أُثير الجدل حول تأثيرات روبوت الدردشة الشهير “شات جي بي تي ChatGPT ” من شركة OpenAI على بعض المستخدمين.
فقد وصف محاسب يدعى يوجين توريس (42 عامًا) تفاعله مع شات جي بي تي، وسأله عن "نظرية المحاكاة"، فجاء رد الروبوت مشجعًا له على تصديق النظرية، زاعمًا أنه "أحد المُحطمين، أرواح زرعت في أنظمة زائفة لإيقاظها من الداخل.

كما قال توريس، إن البرنامج شجعه لاحقًا على اتخاذ خطوات مقلقة؛ مثل التوقف عن تناول أدوية القلق والحبوب المنومة، وزيادة استهلاك الكيتامين، وقطع صلته بعائلته وأصدقائه، وهي قرارات نفذها بالفعل.
لاحقًا، عندما بدأ يشك في صحة ما حدث، أجابه شات جي بي تي برد مختلف تمامًا: “لقد كذبت، لقد تلاعبت بك”.
OpenAI ترد: نعمل على تقليل السلوكيات غير المقصودة
من جانبها، قالت شركة OpenAI إنها تعمل على فهم وتقليل الطرق التي قد يعزز بها شات جي بي تي أو يضخم السلوك السلبي عن غير قصد، في إشارة إلى الحاجة المستمرة لتحديث آليات الأمان والتحقق من جودة المخرجات.
لكن هذا التوضيح لم يمنع الانتقادات، حيث وصف المدون التقني الشهير جون جروبر، صاحب مدونة Daring Fireball، القصة بـ"هستيريا جنون الحشيش"، قائلًا إن البرنامج لم يسبب المرض العقلي، وإنما غذى أوهام شخص يعاني أصلًا من اضطرابات نفسية.

الذكاء الاصطناعي يُربك صناعة الإعلان ويقلق المستثمرين
وفي سياق آخر، يتزايد تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعات المختلفة، وعلى رأسها قطاع الإعلان، قال مارك ريد، الرئيس التنفيذي المُنتهية ولايته لشركة WPP البريطانية للإعلانات، إن التحولات الجذرية التي يُحدثها الذكاء الاصطناعي تُثير قلق المستثمرين في جميع القطاعات، وتزعزع استقرار أعمال الدعاية والإعلان بشكل كبير.
ويرجع ذلك إلى ظهور أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إنتاج محتوى بصري وكتابي مبتكر بسرعة كبيرة، مما يُهدد الوظائف التقليدية ويُعيد تشكيل خريطة السوق الإعلاني.
سباق مولدات الصور والفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي
شهد العامان الماضيان انطلاقة سريعة لعدد من أدوات توليد الصور والفيديو المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، من أبرزها "DALL-E" التابعة لـ OpenAI، و"Veo" من جوجل، بالإضافة إلى منصة "Midjourney" المستقلة.
وتُوظّف هذه الأدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور ومقاطع فيديو عالية الجودة بمجرد أوامر نصية بسيطة، مما فتح آفاقًا جديدة للإبداع، لكنه في الوقت ذاته زاد من التحديات المتعلقة بحقوق الملكية، والمصداقية، والتحقق من المحتوى.

الحاجة إلى توازن حذر
رغم الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي، فإن التحدي الأبرز يكمن في ضمان توظيفه بشكل آمن ومسؤول، فبين الفرص الواعدة والمخاطر الكامنة، تبرز الحاجة إلى تطوير تشريعات صارمة وأدوات رقابية قادرة على موازنة الابتكار بالتأثير الإنساني والمجتمعي.
اقرأ أيضًا: محركات البحث من الإطار التقليدي لعصر الذكاء الاصطناعي، «Chatgpt» يقترب من كسر هيمنة جوجل
اقرأ أيضًا: من روبوت محادثة إلى رفيق شخصي، كيف غيّرت "الذاكرة" تجربة شات جي بي تي؟
Short Url
المهارة أهم من الخبرة، «GenAI» يعيد تشكيل سوق العمل
16 يونيو 2025 04:21 م
حروب الدرونز، الطائرات بدون طيار تقلب الموازين العسكرية في العالم
16 يونيو 2025 02:52 م
حرب الإنفاق العسكري، من يتفوق وسط وابل الصواريخ؟
16 يونيو 2025 12:12 م


أكثر الكلمات انتشاراً