شرارة الحرب الكبرى.. سيناريوهات كارثية لصراع إيران وإسرائيل على الاقتصاد العالمي
الأحد، 15 يونيو 2025 11:34 م

الصراع بين إيران وإسرائيل
لم يعد الصراع بين إيران وإسرائيل مجرد تبادل للضربات، بل بات على أعتاب تصعيد غير مسبوق يهدد بإشعال منطقة الشرق الأوسط بأكملها، ويدفع الاقتصاد العالمي نحو دائرة من الهزات العنيفة.

في الوقت الذي تحاول فيه القوى الكبرى احتواء الموقف بدعوات ضبط النفس، تتجه الأنظار نحو أسوأ السيناريوهات الممكنة التي قد تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة لتصيب قلب الأسواق، وسلاسل التوريد، وأسعار الطاقة، والاستقرار المالي العالمي.
سيناريو أول: تورط الولايات المتحدة.. والنفط على خط النار
إذا توسع الصراع وقررت إيران استهداف قواعد أمريكية في الخليج أو منشآت دبلوماسية وعسكرية، فستجد واشنطن نفسها مضطرة للرد.
وقد يكون هذا الرد بداية تدخل عسكري واسع يعيد للأذهان مشاهد الحروب السابقة في العراق وأفغانستان، لكن هذه المرة في ظرف اقتصادي عالمي هش.
اقتصاديًا، أي تورط أمريكي مباشر سيعني ارتفاعًا جنونيًا في أسعار النفط، خصوصًا إذا ردت إيران بمحاولة إغلاق مضيق هرمز الممر الذي يمر عبره نحو 20% من تجارة النفط العالمية، هذا سيُطلق العنان لموجات تضخم جديدة ستقوض جهود البنوك المركزية في كبح جماح الأسعار، وتعيد سيناريوهات الركود التضخمي.
اقرأ أيضًا:
إسرائيل تعلن تدمير مواقع نووية إيرانية وتقتل 9 علماء وخبراء بارزين
سيناريو ثاني: الخليج في مرمى النيران
إذا فشلت إيران في ضرب أهداف استراتيجية داخل إسرائيل، فقد تتجه لضرب بنى تحتية في الخليج، مستهدفة منشآت طاقة في السعودية أو الإمارات، على غرار الهجمات السابقة في 2019 و2022.
في هذه الحالة، قد يتعرض إنتاج النفط والغاز الخليجي لأضرار جسيمة، ما يؤدي إلى اختناقات في الإمدادات وارتفاعات حادة في الأسعار.
كما أن تضرر الملاحة البحرية في الخليج والبحر الأحمر سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، ويهدد سلاسل التوريد العالمية، وخاصة في قطاعات التكنولوجيا والدواء والسلع الغذائية.
دول الخليج، التي تستضيف قواعد أمريكية وتشارك في أنظمة دفاع مشترك، قد تجد نفسها طرفًا في المعركة، مما يزيد التوتر الإقليمي ويزيد من قلق المستثمرين ويخفض تدفق الاستثمارات الأجنبية.

سيناريو ثالث: فشل إسرائيل في تدمير القدرات النووية الإيرانية
في حال فشلت إسرائيل في تحقيق هدفها بتدمير البرنامج النووي الإيراني، فقد تكون النتيجة عكسية تمامًا، إيران قد تتجه لتسريع تطوير سلاح نووي كوسيلة ردع نهائية.
هذا السيناريو سيقلب موازين القوى في الشرق الأوسط، ويشعل سباق تسلح نووي في المنطقة، ما سيؤثر سلبًا على ثقة المستثمرين، ويهدد بتقويض أي استقرار سياسي أو اقتصادي في المدى المتوسط.
كما أن استمرار هذه الضربات الوقائية سيضع المنطقة في دوامة استنزاف اقتصادي عبر ارتفاع نفقات الدفاع، وهروب رؤوس الأموال، وضرب حركة التجارة، والسياحة، والتعاون الإقليمي.
اقرأ أيضًا:
الضربات الإسرائيلية على إيران، من تعطيل النووي إلى تغيير النظام
سيناريو رابع: أزمة اقتصادية عالمية متكاملة
أسعار النفط ارتفعت بالفعل مع بداية التصعيد، وإذا توسعت رقعة المواجهة، سيُترجم ذلك إلى قفزات سريعة في أسعار الطاقة، لتُفاقم أزمة تكلفة المعيشة العالمية التي لم تتعافى بعد من آثار الجائحة، وحرب أوكرانيا، وأزمة سلاسل التوريد.
إغلاق مضيق هرمز، وزيادة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، قد يؤديان إلى تعطل الإمدادات، وارتفاع تكاليف السلع والنقل، ما يهدد بتضخم عالمي جديد، خاصة في أوروبا وآسيا.
هذا الوضع سيجبر البنوك المركزية على التراجع عن أي خطط لخفض الفائدة، وسيضعف النمو العالمي، ويزيد من احتمالات دخول بعض الاقتصادات الكبرى في حالة ركود تقني.
اللافت أن المستفيد الأكبر من هذا السيناريو قد يكون روسيا، إذ ستتلقى خزائنها تدفقات مالية ضخمة من ارتفاع أسعار الطاقة، ما يمنح موسكو زخمًا اقتصاديًا لاستمرار حربها في أوكرانيا.

سيناريو خامس: سقوط النظام الإيراني وما بعده
إذا نجحت إسرائيل، بدعم أمريكي، في زعزعة أركان النظام الإيراني، فالعالم سيواجه معضلة أكبر، فماذا بعد؟
سقوط النظام لا يعني بالضرورة ولادة ديمقراطية مستقرة، فكما حدث في العراق وليبيا، قد يؤدي الفراغ السياسي إلى فوضى داخلية، وصراع ميليشيات، وتفكك مؤسسات الدولة، ما سيحول إيران إلى بؤرة اضطراب طويلة الأمد في واحدة من أغنى مناطق العالم بالطاقة.
اقتصاديًا، هذا السيناريو يعني خروج إيران من سوق الطاقة لفترة طويلة، وتعطل صادراتها، وإعادة رسم خارطة التحالفات الإقليمية، وهو ما سيؤثر على توازنات أسعار النفط العالمية، واستثمارات البنية التحتية، والتجارة الدولية.
اقرأ أيضًا:
قبل الرد، «إيران» تحدد أماكن ومنشآت الطاقة المستهدفة في قصفها على إسرائيل
قرار الحرب قد يُتخذ في لحظة.. لكن كلفته تُدفع لسنوات
الصراع الحالي بين إسرائيل وإيران لم يصل بعد إلى نقطة اللاعودة، لكن كل خطوة تصعيدية تقرب العالم من سيناريوهات شديدة الكلفة اقتصاديًا، ولا يمكن حصر نتائجها الجيوسياسية.
المؤكد أن الأسواق لم تعد تتعامل مع الأزمة كحدث عابر، بل كتحول جذري في معادلات القوة والمخاطر، وإذا لم تُحتوي هذه الأزمة، فقد يجد العالم نفسه أمام أزمة اقتصادية جديدة، مختلفة في شكلها، لكنها بنفس قسوة تلك التي خلفها وباء كورونا، أو حتى أشد.
Short Url
الإنفاق العسكري بين إسرائيل وإيران، صراع الأرقام وسط لهب المواجهة
15 يونيو 2025 02:29 م
«من لندن إلى دبي»، كيف فشلت الحكومة البريطانية في الحفاظ على الأثرياء
15 يونيو 2025 01:23 م


أكثر الكلمات انتشاراً