الإثنين، 16 يونيو 2025

03:59 ص

رقصة الخفاء والعداء، كيف تحولت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية من تعاون سري إلى حرب معلنة؟

الأحد، 15 يونيو 2025 09:19 م

إيران وإسرائيل

إيران وإسرائيل

مع تصاعد المواجهة المسلحة بين إسرائيل وإيران إلى مستويات غير مسبوقة، يتفاجأ الكثيرون بمعرفة أن العلاقات بين دولتين عدوّتين لا تكاد تنقطع كانت في يوم ما قائمة على تحالفات سرية ومصالح مشتركة.

فكيف انتقلت العلاقات من تعاون خفي إلى عداء مفتوح يهدد استقرار المنطقة؟، في هذا التقرير نوضح ونكشف ملامح هذه العلاقة التاريخية المتقلبة.

من العداء الظاهري إلى التحالف السري.. بداية العلاقات بين إيران وإسرائيل

بعد إعلان قيام دولة إسرائيل، وعاصمتها تل أبيب عام 1948 واحتلالها لفلسطين، كانت إيران في عهد الشاه معادية للقومية العربية وحليفة قوية للولايات المتحدة، التي تعتبر إسرائيل "ابنها الأكبر" في المنطقة.

وضمن هذه البيئة، تبنت تل أبيب "عقيدة المحيط" التي تهدف إلى تكوين تحالفات مع دول غير عربية لتقليل العزلة الإقليمية، وجاءت إيران على رأس هذه الدول إلى جانب تركيا وإثيوبيا.

رغم عدم الاعتراف الرسمي، أقامت إيران وإسرائيل علاقات سرية عملت على تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون الاقتصادي والعسكري، وفق لتقرير نشرته «ذا إيكونوميك تايمز».

وفي 1958، عقد اجتماع سري وتشكل تحالف ثلاثي بين إسرائيل وتركيا وإيران عرف بـ"الرمح الثلاثي"، شملت تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتعاون الاقتصادي وكذلك تجارة الأسلحة، وشمل حتى إمدادات النفط، حيث أصبحت إيران المورد الرئيسي للنفط  ووفرت نحو 70% من احتياحات إسرائيل حتى عام 1979.

إيران وإسرائيل

انقلاب الثورة الإيرانية.. نقطة تحول استراتيجية

مع اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979 والإطاحة بالشاه، تغيرت قواعد اللعبة كلياً، عد النظام الجديد للجمهورية الإسلامية بقيادة آية الله الخميني، إسرائيل دولة غير شرعية وخصماً أساسياً، وقطع كل العلاقات الدبلوماسية معها، داعماً القضية الفلسطينية بشكل علني.

هذا التحول وضع نهاية للعلاقات السرية السابقة، وجعل إيران تنظر إلى إسرائيل كعدو استراتيجي في المنطقة، مما أطلق موجة من التوترات السياسية والأمنية التي ما تزال مستمرة.

حرب العراق.. عدو عدوك صديقك

خلال الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988)، وجدت إسرائيل في العراق بقيادة صدام حسين تهديداً أكبر من إيران، فتعاقدت بشكل غير معلن على دعم طهران بأسلحة سرية عبر الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه، كانت دول الخليج العربية تدعم العراق عسكرياً.

واستغلت إسرائيل هذا الصراع لتعزيز مصالحها في المنطقة عبر دعم إيران ضد العراق، مما يعكس تعقيدات التحالفات الإقليمية التي لا تعتمد فقط على العداء المباشر، بل تتأثر بالمصالح الاستراتيجية والتهديدات المشتركة.

التحول النهائي إلى عداء مفتوح مع ظهور البرنامج النووي الإيراني

مع تسعينيات القرن العشرين، تدهورت العلاقة بشكل جذري بسبب برنامج إيران النووي، الذي اعتبرته إسرائيل تهديداً وجودياً، كما سعت إيران دعمها لحركات مثل حزب الله وحماس، والحوثيين، ما زاد من التوترات بين الطرفين.

بدأت منذ ذلك الحين مواجهة خفية شملت هجمات إلكترونية، واستخدام طائرات بدون طيار، وتخريب بحري، بالإضافة إلى توترات متصاعدة في لبنان وسوريا واليمن.

حرب مفتوحة على الأبواب

في ظل توسع النفوذ الإيراني في المنطقة، وامتداد تعاون إسرائيل مع دول الخليج، وصلت التوترات إلى نقطة حرجة مع تصاعد تبادل الهجمات الصاروخية والعمليات العسكرية، لا سيما في قطاع غزة.

وفي 2024، شهدت المنطقة تصعيداً مباشراً غير مسبوق بين الطرفين، مع هجوم إسرائيلي وتهديدات مستمرة من قادتها باستكمال الحرب ضد إيران.

وعلى الرغم من العداء الظاهر اليوم بين البلدين، تحمل علاقات إسرائيل وإيران تاريخاً معقداً من التحالفات السرية والمصالح المشتركة التي تغيرت مع تغير المصالح الإقليمية والسياسية.

ويعتبر الصراع الحالي ليس فقط نتاج خلافات دينية أو إيديولوجية، بل هو جزء من لعبة جيوسياسية إقليمية كبيرة تتغير مع موازين القوة والتحالفات.

اقرأ أيضًا: "الأسد الصاعد" يغير قواعد اللعبة، إسرائيل تضرب الاقتصاد قبل النووي

اقرأ أيضًا:

ساعة القيامة تدق، هل تفتح المواجهة الإيرانية الإسرائيلية أبواب الجحيم النووي؟

إيران: مسيرة إسرائيلية تستهدف مبنى شرطة طهران وتصيب موظفين


 

Short Url

showcase
showcase
search