"الأسد الصاعد" يغير قواعد اللعبة، إسرائيل تضرب الاقتصاد قبل النووي
الأحد، 15 يونيو 2025 05:19 م

إيران وإسرائيل
تحليل/ ميرنا البكري
ما حدث ليس مجرد عملية عسكرية، بل زلزال سياسي واقتصادي ضرب قلب إيران. عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية، التي استهدفت أكثر من 350 موقع وقيادة إيرانية بارزة، منهم علماء نوويين وقادة عسكريين كبار، ومن الواضح أن المعركة خرجت خارج ميادين الحرب التقليدية، ودخلت في عمق مفاصل الدولة الإيرانية، خاصًة اقتصادها (الذي يواجه بالفعل ضغوطات كبيرة).

من الذي تضرر؟ ولماذا هذا الأمر مهم اقتصاديًا؟
استهدفت إسرائيل شخصيات قيادية في الحرس الثوري والجيش، وأيضًا أفراد لهم علاقة مباشرة بالمشروع النووي الإيراني، منهم: محمد باقري (رئيس أركان الجيش)، محمد مهدي طهرانجي (رئيس جامعة أزاد الإسلامية والعالم النووي)، أحمد رضا ذو الفقاري، (أستاذ في الهندسة النووية)، علي شمخاني (مستشار المرشد).
هؤلاء ليس عسكريين فقط، بل "مفاتيح صناعية وعلمية" في اقتصاد الدولة، يعني ضربهم يعتبر تعطيل مراكز بحث، تصنيع، تخطيط، وحتى علاقات دولية تدور حولهم.
وضع الاقتصاد الإيراني حاليًا
اقتصاد إيران يمر من سنوات عديدة بأزمات كبيرة بسبب العقوبات الأمريكية والدولية، والآن التضخم فاق 40%، الريال الإيراني ينهار مقابل الدولار، الاستثمارات الأجنبية تهرب، والبنوك تغلق على نفسها ومعزولة عن النظام العالمي. وكل ذلك قبل الضربة الأخيرة، يعني القادم قد يكون أسوأ.
تداعيات الضربة، ماذا تسبب؟
هروب رؤوس الأموال
أي مستثمر، حتى لو كان صيني أو روسي، سيخاف يضع أمواله في بلد من الممكن في أي لحظة يتضرب بها مصنع أو عالم أو مركز أبحاث.
توقف مشاريع الطاقة النووية
المشروع النووي ليس سلاح فقط، بل وسيلة لإنتاج الطاقة والتكنولوجيا المتقدمة. فضرب العلماء وهذه المرافق سيعطل هذه المشاريع، ويؤثر على الصناعة بأكملها.
نقص في الثقة الإقليمية والدولية
حتى الحلفاء مثل فنزويلا وسوريا سيشعروا إن إيران أصبحت مكشوفة، وإن التعاون معها سيصبح مرهق ومكلف.
اقرأ أيضًا:
ساعة القيامة تدق، هل تفتح المواجهة الإيرانية الإسرائيلية أبواب الجحيم النووي؟
إيران: مسيرة إسرائيلية تستهدف مبنى شرطة طهران وتصيب موظفين

ردود الأفعال الاقتصادية المحتملة داخلياً
1.زيادة أسعار الوقود والكهرباء بسبب الضغط على المنشآت.
2.ارتفاع أسعار السلع المستوردة بسبب هبوط الريال.
3.موجة غضب داخلية قد تصل لإضرابات في قطاعات مثل الصناعة والطاقة.
4.تجميد تمويل المشروعات الجديدة من البنوك الإيرانية نفسها.
ختامًا، ما حدث في "الأسد الصاعد" هو أكثر من مجرد غارة جوية، بل رسالة اقتصادية شديدة اللهجة تقول: “لا نهاجمك فقط، بل نعرف نقاط ضعفك” وإيران اليوم أمامها طريقين: إما تهدأ سياسياً وتفتح اقتصادها، إما تدخل في دوامة انهيار اقتصادي أكبر من الذي تعيشه. وهذه المعركة ليس بين صواريخ وطائرات فقط، بل بين استقرار اقتصادي وبين دولة تلتف حول نفسها.
Short Url
حرب الإنفاق العسكري، من يتفوق وسط وابل الصواريخ؟
16 يونيو 2025 12:12 م
تحالف الأمس وصراع اليوم، إسرائيل وإيران من المصالح المشتركة إلى المواجهة العلنية
16 يونيو 2025 12:10 م
من الموظف إلى الوكيل الرقمي، هل بدأنا في وداع وظائفنا التقليدية؟
16 يونيو 2025 10:24 ص


أكثر الكلمات انتشاراً