الأحد، 15 يونيو 2025

01:36 م

ساعة القيامة تدق، هل تفتح المواجهة الإيرانية الإسرائيلية أبواب الجحيم النووي؟

السبت، 14 يونيو 2025 03:01 م

الحرب النووية

الحرب النووية

رغم أن شبح الحرب الشاملة بين إيران وإسرائيل لم يتحول بعد إلى واقع ملموس، فإن التصعيد المتكرر بين الجانبين، وتلويح كل طرف بخيارات قصوى، يثير مخاوف حقيقية من انزلاق الصراع إلى مستويات كارثية. 

الحرب النووية 

تل أبيب، التي تُعد الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك ترسانة نووية غير معلنة رسميًا، لمحت مرارًا إلى استعدادها لاستخدام كل الوسائل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، في المقابل، لا تُخفي طهران خطابها العدائي تجاه إسرائيل، وتحتفظ بقدرات عسكرية متنامية، رغم العقوبات والضغوط الدولية.

صحيح أن التهديدات النووية تُستخدم غالبًا كأوراق ضغط أو أدوات ردع ضمن اللعبة الجيوسياسية، إلا أن مجرد وجود هذه الترسانات، ووقوف أطراف إقليمية على حافة الصدام، يجعل احتمال الانفجار النووي قائمًا، ولو كان ضئيلًا. 

وكما يذكرنا الفيلسوف البريطاني ديريك بارفيت، فإن انتقال البشرية من حرب تقتل 90% من البشر إلى حرب تقتل 100% لا يُعد مجرد فرق في النسب، بل هو الفرق بين البقاء والانقراض.

اقرأ أيضًا:

وسط مخاوف من اندلاع حرب نووية، تصاعد التوتر بين الهند وباكستان

ساعة القيامة تدق

ضمن هذا السياق، تزداد رمزية "ساعة القيامة" حدة، وهي ساعة رمزية أنشأها علماء الذرة في جامعة شيكاغو عام 1947، تُشير إلى مدى اقتراب العالم من الكارثة النووية. 

وفي آخر تحديث لها، أظهرت الساعة أننا أقرب من أي وقت مضى إلى منتصف الليل لحظة النهاية، السبب؟ استمرار سباق التسلح النووي، وتحديث الترسانات، وإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في منظومات الإطلاق.

حتى اللحظة، يُقدر أن العالم يمتلك ما بين 15 إلى 18 ألف رأس نووي، منها آلاف يمكن إطلاقها خلال دقائق، وفي استطلاع علمي نُظم بجامعة أكسفورد عام 2008، قدر خبراء احتمال انقراض البشرية الكامل بسلاح نووي خلال قرن بنسبة 1%، رقم يبدو صغيرًا، لكنه مرعب بما يكفي حين نُدرك ما يعنيه انقراض الإنسان.

قنبلة نووية

السيناريو الإيراني الإسرائيلي.. بداية النهاية

لنفترض سيناريو مرعبًا، توتر حاد بين إيران وإسرائيل يصل إلى ذروته، فتُطلق تل أبيب قنبلة نووية تكتيكية لضرب منشأة عسكرية إيرانية بحجم مدينة متوسطة، أو العكس في لحظة، ستتحول تلك المدينة إلى جحيم.

في أقل من ثانية، ستتشكل كرة نارية بدرجة حرارة تفوق سطح الشمس، وتُبخر كل شيء ضمن دائرة نصف قطرها 2-3 كيلومترات، يتبع ذلك موجة حرارية هائلة تصل إلى عشرات الكيلومترات، تُحرق البشر والمباني، وتُطلق موجة صدمية تُسوي كل شيء بالأرض. 

الضربة الأولى وحدها قد تقتل نصف مليون شخص، مع مئات الآلاف من المصابين، في ظل انهيار كامل للبنية الصحية والخدمية.

لكن ذلك ليس كل شيء، فالإشعاع النووي والغبار الذري سيتسببان بآثار ممتدة لعقود، ليس فقط في منطقة التفجير، بل على مستوى الإقليم، ستنتشر جزيئات إشعاعية مثل السيزيوم والسترونتيوم لمسافات شاسعة، وستصيب الإنسان والبيئة والزراعة بأضرار لا تُمحى.

حين لا تتوقف الحرب عند القنبلة الأولى

كما في أي سيناريو رعب نووي، لن تتوقف الكارثة عند الضربة الأولى، فالطرف المستهدف سيرد، وقد تتصاعد الأمور إلى تبادل ضربات نووية أوسع. 

الباحثون في جامعة برينستون الأميركية سبق أن بنوا محاكاة لحرب نووية تبدأ بضربة واحدة، لكنها تتصاعد إلى تبادل شامل يُفضي إلى مقتل عشرات الملايين خلال ساعات، قد يبدو هذا السيناريو خياليًا، لكنه يستند إلى بيانات واقعية وخرائط انتشار نووي موجودة بالفعل.

اقرأ أيضًا:

الشرق الأوسط على صفيح ساخن، إيران تصعد وتتوعد بضربات موجعة لإسرائيل

حرب إقليمية صغيرة وكارثة عالمية

المخيف أكثر هو أن حربًا محدودة بين دولتين نوويتين مثل الهند وباكستان، كما أفادت دراسة أجراها المركز القومي لدراسة المناخ في الولايات المتحدة، يمكن أن تؤدي إلى شتاء نووي عالمي يمتد لعقد كامل، مع تدمير للمواسم الزراعية، وانخفاض درجات الحرارة، وانهيار الأمن الغذائي في معظم أنحاء العالم.

فإذا كانت 100 قنبلة نووية فقط يمكن أن تُطلق 5.5 ملايين طن من الكربون الأسود في الغلاف الجوي، فما الذي يمكن أن يحدث في حال اندلاع حرب نووية بين إسرائيل وإيران، وربما انجرار قوى أخرى إقليميًا ودوليًا؟ عندها لا تكون إسرائيل وحدها في مواجهة إيران، بل الشرق الأوسط بأكمله على شفا الاندثار، ومعه مستقبل العالم.

الحرب النووية

الاحتمال مهما بدا ضئيلًا موجود

لسنا هنا بصدد التخويف أو التهويل، لكن الحقيقة أن وجود هذه الأسلحة بحد ذاته يُبقي خطر الانقراض حاضرًا، والسؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح، لماذا ما زالت البشرية، بعد مرور نحو 80 عامًا على هيروشيما وناجازاكي، عاجزة عن التخلص من هذا الكابوس النووي؟ لماذا لا تزال احتمالية وقوع الكارثة قائمة مع كل أزمة إقليمية؟ 

الردع النووي قد يمنع الحروب أحيانًا، لكن في لحظة سوء فهم، أو خطأ في التقدير، أو تهور من قائد واحد، يمكن أن تنهار كل الحسابات، حينها.. لن ينجو أحد.

Short Url

search