الإنفاق العسكري بين إسرائيل وإيران، صراع الأرقام وسط لهب المواجهة
الأحد، 15 يونيو 2025 02:29 م

إيران وإسرائيل
تحليل/ ميرنا البكري
في عالم مليء بالتوتر خاصةً بالشرق الأوسط، تحول الإنفاق العسكري من وسيلة دفاع لـ أداة ضغط وسيطرة، بل وأداة تفاوض أيضًا، في المقارنة التي سنقدمها بين إسرائيل وإيران، تشير الأرقام بوضوح إن المسألة ليست فقط عن حجم الجيوش: مش بس عن الجيش، بل عن كيفية الإنفاق وأسبابه وذلك الذي يؤثر في اقتصاد كل بلد بشكل كبير جدًا.

الإنفاق العسكري، بين التفوق الإسرائيلي والصمود الإيراني
تنفق إسرائيل حوالي 23.41 مليار دولار سنويًا على الجيش، وإيران تنفق 6.86 مليار دولار فقط، وهذا يعني إن اقتصاد إسرائيل مستعد ليضحي بجزء كبير من موارده لكي يحافظ على تفوقه العسكري، حتى لو على حساب قطاعات مدنية مثل الصحة أو التعليم. أما إيران، فرغم العقوبات والضغوط الاقتصادية، لازالت تحاول الحفاظ على وجودها العسكري المؤثر بتكلفة أقل.
ليست بالكثرة، إسرائيل تلعبها تكنولوجيا وليس عدد
إيران لديها حوالي 587 ألف جندي، وتمتلك إسرائيل 170 ألف فقط، ورغم هذا الفرق، فالتفوق ليس دائمًا بالعدد، إسرائيل معتمدة أكثر على التكنولوجيا والدقة والتسليح الأمريكي الحديث. مما يكلفها الكثير، لكن يحقق فعالية أكبر في المعارك.
الدبابات والطائرات، الماكينات الحقيقية
تمتلك إيران 4070 دبابة و8500 عربة مدرعة و334 طائرة مقاتلة، أما بالنسبة لإسرائيل فلديها 2200 دبابة، و7000 عربة مدرعة، و339 طائرة مقاتلة (منها 50 طيارة "F-35" أمريكية متطورة جدًا).
الفرق هنا واضح، إيران تعتمد على الكم، لكن إسرائيل تلعب على النوع والتكنولوجيا، تحديدً بطائرات "F-35" التي تعتبر من أقوى الطائرات في العالم.
البحرية والصواريخ، اللعبة الأخرى
يتوافر لدى إيراد 101 سفينة حربية، و19 غواصة،وأكثر من 3000 صاروخ باليستي، وتمتلك إسرائيل 67 سفينة حربية، 5 غواصات، و90 صاروخ اريحا العابرة للقارات.
إيران هنا تراهن على الردع الصاروخي والعدد، وهو ما يجعلها طرف قوي في أي حرب غير تقليدية أو ضربات غير مباشرة. أما إسرائيل، فتعتمد على الدقة العالية وتقنيات الدفاع الذكية.
اقرأ أيضًا:
التصعيد مستمر بين إيران وإسرائيل، ضربات متبادلة وتحذيرات بالإخلاء قرب المنشآت النووية
البرنامج النووي الإيراني، لعبة شطرنج بين طهران وتل أبيب تهز الأسواق العالمية
_1774_022313.jpg)
اقتصاد الحروب، نزيف أم استثمار؟
الإنفاق العسكري الكبير يؤثر على الاقتصاد في حالتين:
تحصل إسرائيل على دعم عسكري سنوي من أمريكا، وهو ما يخفف العبء قليلًا.
إيران تعيش تحت ضغط عقوبات، ومع ذلك تصرف الكثير على الجيش، وذلك يؤثر على الاقتصاد المحلي، وبالتالي سيكون هناك نقص في متطلبات مدنية أساسية.
في الحالتين، الأموال المتجهة للسلاح لا تتوظف في التعليم أو الصحة أو البنية التحتية، وهذا له ثمن كبير على المدى البعيد.
ختامًا، ما رأيناه من هذه المقارنة ليس مجرد أرقام، بل سياسات دول تضحي بالكثير لكي تظل موجودة في ساحة النفوذ، ويبقى السؤال الهام: هل الإنفاق العسكري الكبير يحقق استقرار؟ أم يُدخل الاقتصاد في دوامة نزيف؟والإجابة غالبًا ستكون:"القوة وحدها غير كافية، فبدون اقتصاد قوي واستقرار داخلي، السلاح وحده لا يحمي".
Short Url
«من لندن إلى دبي»، كيف فشلت الحكومة البريطانية في الحفاظ على الأثرياء
15 يونيو 2025 01:23 م
إسرائيل تقاتل بدعم مالي ضخم، وإيران تواجه التحديات بموارد محدودة
15 يونيو 2025 11:28 ص
ترامب يعيد إحياء الطاقة النووية، رهان محفوف بالمخاطر وسط طفرة الذكاء الاصطناعي
13 يونيو 2025 09:41 م


أكثر الكلمات انتشاراً