صناعة الروبوتات، الحرب التجارية تشعل الصراع مع أمريكا وتعزز ريادة الصين
الإثنين، 02 يونيو 2025 07:48 م

الروبوتات العداءة
في خضم الصراع التجاري المحتدم بين الولايات المتحدة والصين، ظهرت ساحة غير متوقعة للمنافسة، صناعة الروبوتات الشبيهة بالبشر، ورغم أن الروبوتات الراقصة والعدَّاءة التي تملأ الشاشات الصينية، قد تبدو للبعض أقرب إلى العروض الدعائية منها إلى التقنية الواقعية.
فإن خلف هذا المشهد الصاخب، تكمن حقيقة أكثر عمقًا وإثارة للقلق بالنسبة للغرب، فالصين تقترب بسرعة من ريادة هذا القطاع الحيوي، مدفوعة بمزيج من الطموح السياسي، والذكاء الاصطناعي، والاستثمار الحكومي الكثيف.

من العروض إلى الإستراتيجية
وفي فبراير الماضي، كان وانغ شينغ شينغ، المدير التنفيذي لشركة يونيتري روبوتيكس، في الصفوف الأمامية أثناء اجتماع الرئيس شي جين بينغ مع قادة قطاع التكنولوجيا، لم يكن ذلك حضورًا رمزيًا، بل إشارة إلى موقع الشركة المتقدم في رؤية الصين التكنولوجية.
شركة يونيتري تمثل حجر الزاوية في هذا التوجه الجديد، إذ تقدم روبوتاتها بأسعار زهيدة مقارنة بنظيراتها الأميركية، وتفتح برمجياتها للعالم، ما يُسهل على المخترعين والمهندسين البناء فوق تقنياتها، كل هذا يأتي بدعمٍ واضحٍ من الدولة، التي اعتبرت الروبوتات جزءًا من مشروع صُنع في الصين 2025م، والذي يعيد صياغة شكل الاقتصاد الصناعي الصيني.

التكنولوجيا مدفوعة بالتصعيد التجاري
وليست الطفرات التكنولوجية في الصين بمعزل عن السياق السياسي، فقد شكّلت الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، محفزًا غير مباشر للصين، لتعزيز قدراتها الذاتية في القطاعات الحساسة، وفي مقدمة تلك القطاعات، الروبوتات.
القيود المفروضة على تصدير المكونات الحساسة والرقائق دفعت الصين، لتسريع تطوير سلاسل توريد محلية، وبحسب تقرير حديث من شركة "سيمي أناليسز"، فإن الروبوت البشري G1 من شركة "يونيتري" لا يعتمد على أي مكونات أميركية، في سابقة تقلق المصنعين في وادي السيليكون.
اقرأ أيضًا:
الروبوت يطرق بابك، منصة طرود أمريكية تتعاون مع Veho لتوصيل الطلبات آليًا
في أول بطولة ملاكمة آلية، جولة قتالية بين «روبوتات» صينية (فيديو)
خطر تنافسي أم تحول هيكلي؟
التطور الصيني في مجال الروبوتات، لا يقتصر على الجانب التكنولوجي، بل يمتد إلى بُعد اقتصادي عميق: خلق عمالة بلا أجر، تعمل 24 ساعة يوميًا دون توقف، وهذه الفرضية، وإن كانت غير قابلة للتطبيق على المدى القصير، فإنها تعني على المدى البعيد تهديدًا لهيكل التكاليف الصناعية العالمية، خاصة في الصناعات منخفضة ومتوسطة المهارة، والتي تعتمد حاليًا على اليد العاملة الرخيصة في جنوب أسيا وأميركا اللاتينية.
فجوة الابتكار بين أميركا والصين
ورغم التفوق الأميركي في مجالي البرمجيات والرقائق، فإن الصين تمتلك الآن زخمًا بحثيًا غير مسبوق، أكثر من 78% من براءات اختراع الروبوتات المُسجلة عالميًا خلال العقدين الماضيين، مقابل 3% فقط لأميركا، حسب مذكرة من "سيتي غروب"، وتستفيد بكين من دمج سلاسل القيمة التقنية للسيارات الكهربائية، والبطاريات، والذكاء الاصطناعي ضمن منظومة الروبوتات.

روبوتات لكنها لم تصل بعد
ورغم كل هذا التقدّم، لا تزال الروبوتات البشرية بعيدة عن الحلول محل الإنسان في خطوط الإنتاج أو في الأعمال المعقدة، وحتى الآن، تبقى معظم الإنجازات في نطاق العروض الترويجية، مثل سباقات نصف الماراثون أو رقصات الكُونغ فو، ولكن، كما يُظهر مسار يونيتري، فإن هذه الفجوة تضيق بسرعة.
اقرأ أيضًا:
الروبوتات الشبيهة بالبشر، هل تعيد تشكيل سوق العمل أم تدعمه؟ مسؤول صيني يجيب
في حدث فريد، الصين تختبر الروبوتات الشبيهة بالبشر في نصف ماراثون
إنذار استراتيجي لواشنطن
وقد تكون الروبوتات الصينية اليوم راقصة في المهرجانات، أو واجهات مكاتب الشركات الحكومية، لكن المشهد الأوسع يُظهر تغيّرًا في موازين القوة الصناعية العالمية، فبينما تنشغل واشنطن بتصعيد الجمارك والقيود، تقوم بكين بإعادة تعريف قواعد المنافسة من خلال الاستثمار طويل الأمد، والتحفيز المحلي، وتمكين المواهب.
والرسالة واضحة، ففي عالم تتداخل فيه الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتجارة، لم تعد المنافسة بين الدول تدور فقط حول من يُصدَّر أكثر، بل من يُبرمج الغد.
Short Url
موسم الحج 2025، تعرف على أعداد الحجاج آخر 10 سنوات في المملكة
05 يونيو 2025 10:37 م
ارتفاع إجمالي المصروفات بنحو 625.3 مليار جنيه للعام المالي الحالي 2025/2024
05 يونيو 2025 08:49 م
السعودية تكشف عدد ضيوف الرحمن في موسم الحج 2025
05 يونيو 2025 06:18 م


أكثر الكلمات انتشاراً