الأربعاء، 04 يونيو 2025

04:05 ص

تاكسي طائر وروبوتات إسعاف، السعودية تصنع أذكى موسم حج في التاريخ

الإثنين، 02 يونيو 2025 12:31 م

المملكة العربية السعودية

المملكة العربية السعودية

تحليل/ ميرنا البكري

يعتبر الحج تحدي كبير بدنيًا واقتصاديًا، خصوصًا مع ملايين الحجاج من كل أنحاء العالم، لكن المملكة العربية السعودية قررت تغيير القواعد كلها، وتخفف من مشقة الحج وذلك من خلال جعله رحلة مستقبلية ذكية، بها طائرات بدون طيار، ونظارات واقع معزز، وروبوتات مرشدة، وساعات ذكية تتابع صحتك لحظة بلحظة. وذلك ليس تطور خدمي، بل تحول اقتصادي واستثماري كبير يعيد تعريف السياحة الدينية كمحرك لنمو السعودي.

تاكسي طائر في مكة
التاكسي الطائر في مكة

الحج 2030، تجربة لوجستية تكنولوجية تُعيد تعريف الاستثمار في البنية التحتية

ما تفعله المملكة الآن هو نموذج لتطبيق الذكاء الاصطناعي والاستدامة في قطاع السياحة الدينية، من خلال ضخ استثمار بمليارات في البنية التحتية الذكية، وأيضًا توظيف AI في تنظيم الحشود والمرور والخدمات الطبية، واستخدام الواقع المعزز لتقديم تجربة روحانية تعليمية متكاملة.

هذا يعني إن السياحة الدينية ليس مصدر دخل ديني وروحاني، لكنها أيضًا أصبحت قناة لجذب الاستثمارات التكنولوجية والشراكات العالمية، مما ينعكس على الناتج المحلي السعودي وعلى فرص العمل وعلى شركات الـ Tech المتواجدة في السعودية.

ومن المتوقع إن حج 2030 قد يضخ عشرات المليارات من الدولارات سنويًا في الاقتصاد السعودي، ليس من الحجاج فقط، لكن من شركات التكنولوجيا العالمية التي تأتي لتعمل على أرض المملكة.

 تاكسي طائر وروبوتات مرشدة، نقل ذكي يقلب الموازين

السعودية بدأت فعليًا في استخدام التاكسي الطائر في موسم حج 2024، وتخطط تصل به لمستوى آخر بحلول 2030، كالنقل المباشر من المطار للمشاعر المقدسة، وتقليل الزحمة بشكل كبير، ودعم لوجستي أسرع وأكثر كفاءة.

وهذا يعني  تحول جذري في قطاع النقل الديني، وتحول كبير في البنية التحتية، الذي يخلق فرص عمل في صيانة وتشغيل التاكسي الطائر، وتطوير برمجيات التحكم في الطيران، وأمن المعلومات والطيران الذكي.

ونتيجة ذلك إن الاعتماد على وسائل النقل التقليدية سيقل، وبالتالي قد  يقلل ذلك الانبعاثات الكربونية، ويحسن صورة السعودية في ملف الاستدامة العالمي.

اقرأ أيضًا: 

خوفًا على سلامة الحجاج، السعودية تطلق طائرة الدرون المخصصة للإطفاء "صقر"

«درون الحج»، عيون ذكية في سماء مكة لتعقب المخالفين (فيديو)

الدرون
طائرة صقر المخصصة للإطفاء في المملكة

قطاع الصحة الذكي، رعاية بدون تدخل بشري مباشر

مع وجود ساعات طبية ذكية وروبوتات تقدم إسعافات أولية، وحساسات تقيس العلامات الحيوية للحاج، السعودية تخلق قطاع رعاية صحية رقمي في قلب موسم الحج، وهو قطاع يفتح آفاق اقتصادية هائلة: من تقليل التكاليف التشغيلية على المستشفيات، وتسهيل سرعة الاستجابة، وتطوير سوق الأجهزة الطبية الذكية في الخليج.

قد نشهد نمو في قطاع الصحة الذكية بنسبة 20-30% سنويًا في السعودية بسبب مشاريع الحج، مما يجذب استثمارات في شركات التكنولوجيا الحيوية.

 إدارة النفايات بالطريقة الذكية، من النظافة للاستثمار

السعودية بدأت تطبق أنظمة ذكية لإدارة النفايات تعتمد على: إنترنت الأشياء (IoT)،تحليل البيانات الفوري، حساسات داخل الحاوياتن أي ليس نظافة فقط بل تقليل تكلفة ورفع كفاءة، وخلق فرص لرواد أعمال يعملوا في الحلول البيئية.
هذا يعني إن المملكة تمشي على خطى الاقتصاد الدائري، الذي يحاول يقلل الهدر ويحول المخلفات لفرص، مما يرفع تصنيفها البيئي على مؤشرات الاستدامة الدولية.

أمن ذكي، اقتصاد حماية الحشود

استخدام الدرونز وتقنيات التعرف على الوجه ومراقبة الحشود بالذكاء الاصطناعي  ليس تأمين للأفراد فقط، لكن أيضًا اقتصاد أمني جديد، فشركات الدرونز والمراقبة تدخل السوق، وتحليل البيانات الأمنية سيصبح مجال توظيف جديد، منظومة "أمن ذكي" قد تتصدرها السعودية وتصدرها كخدمة لدول أخرى، ومن المتوقع أن تصبح السعودية مركز إقليمي لـ"الأمن الذكي"، خصوصًا في الفعاليات الدينية والرياضية الكبرى.

 منظومة ذكية متكاملة، مدينة تفهمك قبل التحدث

ما يحدث في مكة والمشاعر أصبحت شبيه بـ"العقل الجماعي الرقمي"، الذي فيه كل نقطة تفتيش، وكل كاميرا، وكل شاحنة مرتبطة ببعضها، وغرف عمليات موحدة تحلل وتتحكم في كل الأمور، وهذه ليست رفاهية، بل ثورة في إدارة المدن الذكية، والتي إذا نجحت بنسبة 100% في الحج، فهذا يعني إن السعودية تستطيع تصدر هذا النموذج  لباقي العالم الإسلامي أو حتى المدن الكبرى.

اقرأ أيضًا: 

الذكاء الاصطناعي يغزو السوق السعودية، و66% من الموظفين يخططون لتغيير مهنهم

Advancing Digital Government in Saudi Arabia in 2023: Utilising AI for  Enhanced Public Services
رؤية المملكة 2030

نتائج وتوقعات اقتصادية كبرى لموسم حج 2030

ما يحدث الآن في تطوير الحج ليس نقلة في تنظيم موسم ديني، لكن أيضًا له تأثيرات اقتصادية وتقنية ضخمة. السياحة الدينية وحدها قد تدخل أكثر من 50 مليار دولار سنويًا، وهذا رقم يجعلها واحدة من أقوى روافد الاقتصاد. التكنولوجيا أيضًا لها دور كبير، خصوصًا في جذب استثمارات أجنبية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الصحة، والنقل الذكي. من جانب التوظيف، سيتم خلق آلاف الوظائف الجديدة، ليس موسمية فقط، لكن أيضًا في قطاعات تقنية وطبية ستعمل طول العام. 

أيضًا الأمن يتطور، وبدأنا نرى صناعة جديدة تتولد حول حلول الحشود الذكية. وبالنسبة للبيئة، هناك جهد وعمل واضح على تقليل البصمة الكربونية وتشجيع الاقتصاد الدائري، وهذا يعني إن الحج سيصبح أذكى وفي بيئة أكثر نظافة.

ختامًا، ما تفعله السعودية في موسم حج 2030 ليس تطوير خدمة فقط، بل إعادة هندسة للاقتصاد الديني والتقني مع بعض وتجربة الحاج ستكون أكثر راحة وآمنة. 

وكل ذلك يقول إن المملكة لا تجهز لموسم حج، بل تجهز لمستقبل اقتصادي قائم على التكنولوجيا، والاستدامة، والإبداع.

مما يثبت أنه عندما تجتمع الإرادة مع العلم والإيمان في منظومة واحدة، يصبح بالإمكان فعلًا نقل الملايين من الماضي إلى المستقبل، بخطوة واحدة على الأرض المقدسة.

Short Url

search