الخميس، 29 مايو 2025

10:41 ص

من الحلبة إلى المصنع، الصين تختبر مستقبل الروبوتات البشرية

الإثنين، 26 مايو 2025 01:16 م

الإنسان البشري والروبوت

الإنسان البشري والروبوت

تحليل/ ميرنا البكري

ما حدث في في مدينة هانجتشو ليس مجرد عرض روبوتات تتعارك أمام كاميرات العالم، بل ذلك اختبار اقتصادي وتكنولوجي يفتح أبواب كثيرة لمستقبل الصناعة والمنازل في زمن الذكاء الاصطناعي، حينما  تستخدم الصين روبوتات بشرية في حلبة ملاكمة، فذلك ليس مجرد عرض ترفيهي فحسب، بل بروفة لمستقبل العمالة، لكن بأذرع حديد وذكاء صناعي يعرف يضرب ويفكر في نفس اللحظة.

Picture background

 من الحلبة للمصنع، الروبوت الملاكم ليس مجرد عرض

تختبر الصين الروبوتات البشرية في بيئة شديدة الضغط والتعقيد مثل حلبة ملاكمة، لكي ترى إذا كانت هذه الآلات تستطيع أن تتحرك بسرعة، وتوازن نفسها، وتستجيب لحظيًا. 

الهدف ليس الفوز بالمباراة، لكن تطوير خوارزميات الحركة والتوازن التي تنتقل بعد كذلك لروبوتات العمل في المصانع أو حتى المساعدة في البيوت، والنتيجة الاقتصادية؟ الشركات التي ستنجح في تطوير روبوتات تتحمل ظروف صعبة ستظل في مقدمة السباق الصناعي، وهذا معناه فرص استثمار جديدة، وزيادة في الطلب على الذكاء الاصطناعي التطبيقي في ميادين جديدة.

الصين تستعد لماراثون عالمي في صناعة الروبوتات

الحدث الذي نظمته “مجموعة الصين للإعلام” لا يأتي من فراغ، بل جزء من خطة الصين إنها تكون رائدة في صناعة الروبوتات البشرية. 

اليوم ملاكمة، غدًا روبوتات في المصانع، وبعده في الشوارع والمنازل، كما إن التوسع في صناعة الروبوتات يساوي استثمارات بمليارات الدولارات، كما سيتولد عند الدولار سلاسل توريد جديدة (حساسات – معادن – برمجيات)، أي صراع تكنولوجي بين الصين وأمريكا واليابان وكوريا.

اقرأ أيضًا: 

الروبوتات الشبيهة بالبشر، هل تعيد تشكيل سوق العمل أم تدعمه؟ مسؤول صيني يجيب

الذكاء الاصطناعي يكمل بدنه، من المخ للعضلات

التعلم المعزز الذي تم تطبيقه في تدريب الروبوتات يسمح لها تفكر وتتعلم وتعدل من أدائها مع الوقت، مما يقربنا أكثر من نماذج بشرية آلية  تستطيع أن تعمل تحت ضغط وتكرار ومخاطر، وبالتالي يفتح الباب لأتمتة صناعات كانت مستحيلة في الماضي، مثل البناء، أو خدمات الطوارئ، أو الرعاية المنزلية، ذلك قد يقلل تكلفة التشغيل على المدى الطويل للشركات، لكن في نفس الوقت يهدد وظائف بشرية، وهو محتاج سياسات تعويض وتأهيل.

اقرأ أيضًا: 

الصين تستثمر 24.4 مليار دولار لتعزيز مكانتها في قطاع الروبوتات

في حدث فريد، الصين تختبر الروبوتات الشبيهة بالبشر في نصف ماراثون

Picture background
الروبوتات في المصانع

مستقبل المنافسة، عضلات حديد ضد عمالة بشرية

إذا استطاعت الروبوتات أن تحافظ على توازنها وتعمل بدقة وسط بيئات معقدة، ذلك معناه إن الصين وأي دولة تستثمر في هذا المجال تقلل اعتمادها على البشر في العمل عالي الخطورة أو الدقيق، ومن المتوقع أن يحدث انخفاض في الطلب على العمالة اليدوية في قطاعات معينة، ونمو سريع في شركات تصنيع وتطوير الروبوتات، بالإضافة إلى إعادة توزيع للموارد البشرية تجاه الوظائف المرتبطة بالإشراف والتحكم في الذكاء الصناعي.

ختامًا، ما شاهدناه في هانجتشو كان مشهداً افتتاحياً لعصر جديد، فعصر الروبوت لا يأتي في المستقبل، بل طرق أبوابنا الآن، والمنافسة على الريادة في سوق الروبوتات البشرية ستحدد من سيسيطر على صناعات بأكملها في العشر سنوات المقبلة. الصين بدأت من الحلبة، لكن السباق لايزال طويل ، ومن لا يواكب هذه الموجة، سيخرج من الحلبة دون أن يرتدي القفازات.

Short Url

search