الأربعاء، 11 يونيو 2025

02:26 ص

الابتكار يهاجر، جامعات العالم تستقطب عقول أمريكا المطرودة

الثلاثاء، 10 يونيو 2025 04:30 ص

هجرة العقول

هجرة العقول

تحليل/ ميرنا البكري

في وقت المفترض أن تكون أمريكا فيه مركز جذب لأذكى العقول في العالم، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشن حملة قمعية على الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، وخصوصًا التي بها طلاب أجانب. والنتيجة؟ جامعات حول العالم انتهزت هذه الفرصة، وبدأت تتسابق لكي تستقطب هذه العقول، ومعهم مليارات الدولارات التي كانت متجهة للاقتصاد الأمريكي.

ترامب يزور قاعدة العديد العسكرية في محطته الأخيرة بقطر
دونالد ترامب

 العالم يجهز بدائل، أمريكا ليس بمفردها في الساحة

 اليابان تفتح أبوابها للباحثين

جامعة أوساكا  (واحدة من أفضل الجامعات اليابانية) عرضت إعفاءات من الرسوم، ومنح، ومساعدات سفر للطلبة القادمين من الجامعات الأمريكية. أيضًا جامعات كيوتو وطوكيو تجهز برامج مشابهة. اليابان لا تتحرك فقط من منطلق إنساني، لكن، هذا جزء من خطة لزيادة عدد الطلاب الأجانب من 337 ألف لـ 400 ألف في 10 سنوات.

هونج كونج والصين ترحبان بالعقول المُهاجرة من أمريكا

دخلت أيضًا هونج كونج على الخط، وقالت لجامعاتها: استقطبوا أفضل العقول الت تتطردها أمريكا. جامعة “شيان جياوتونج” الصينية فعلت أكثر من ذلك، وأرسلت دعوة لطلبة هارفارد، بوعد بقبول "مبسط" ودعم "شامل".

 

من الخاسر؟ أمريكا 

مليارات تطير من الاقتصاد الأمريكي

في 2023، الطلبة الأجانب أدخلوا أكثر من 50 مليار دولار للاقتصاد الأمريكي، وكان نصفهم تقريبًا من الهند والصين. الآن، هذا الرقم مهدد يطير، ومعه مصدر دخل حيوي للجامعات ولشركات التكنولوجيا التي تعتمد على هذه العقول في الابتكار.

تراجع في الاهتمام بالدراسة في أمريكا

تقرير شركة كيو إس QS قال إن عدد الزيارات على صفحة “الدراسة في أمريكا” قل بنسبة 17.6% في عام واحد، والهند وحدها سجلت انخفاض أكثر من 50%. هذا يعني إن الطلبة أصبحوا يروا أن أمريكا مكان غير مضمون، خاصةً مع تعقيد الفيزا والتقلبات في قوانين العمل بعد التخرج.

اقرأ أيضًا: 

من هارفارد إلى بكين، معركة القوة الناعمة بين أمريكا والصين تشتعل

7000 طالب أجنبي في «هارفارد» يواجهون أزمة, وقاضية توقف قرار ترامب مؤقتًا
 

Factsheet: Is the U.S. economy in a recession, and how does recession  dating work? - Equitable Growth
الاقتصاد الأمريكي

 

أوروبا وآسيا، البديل الجاهز

ألمانيا وفرنسا وأيرلندا

بدأت هذه الدول تأخذ حصة أكبر من السوق التعليمي العالمي، بسبب سياساتها الواضحة والمشجعة للطلبة الدوليين، وأيضًا تكاليف المعيشة والدراسة فيها أقل من أمريكا.

 سنغافورة، كوريا، الصين

تستثمر هذه الدول بقوة في التعليم وتعرض منح وفرص عمل جذابة بعد التخرج، وتروج لنفسها كمراكز ابتكار وأمان ثقافي وسياسي نسبي.

 

إدارة ترامب تضرب نفسها بالنار

1.خفض تمويل البحث العلمي.

2.تشديد شروط الفيز، خصوصًا للطلبة الصينيين.

3.تهديد بفرض ضرائب إضافية على الجامعات الكبيرة.

4.محاولة (فاشلة) لإلغاء قدرة هارفارد على قبول طلبة أجانب.

كل ذلك يحدث في وقت حرج جدًا، قبل بدء التقديمات وسفر الطلاب في أغسطس.

 

هجرة العقول، نزيف أمريكي

الضرر ليس فقط اقتصادي، بل سمعة أمريكا كوجهة علمية بتتآكل، وإذا استمر الوضع هكذا، أمريكا قد تخسر مركزها كقائد عالمي في البحث والتعليم، مما سيأثر أيضًا على صناعات مثل الذكاء الاصطناعي، الطب، والهندسة، التي تعتمد على الموهوبين من كل أنحاء العالم.

جامعة هارفارد تقيم حفل التخرج السنوي لطلابها في ظل معركة قضائية مع إدراة  الرئيس ترامب
طلاب دوليين في جامعة هارفارد

 

توقعات، التعليم الأمريكي في خطر

1. انخفاض عدد الطلبة الأجانب الجدد في الجامعات الأمريكية في الـ18 شهر المقبلين.

2. زيادة قوية في التسجيل في جامعات أوروبا وآسيا.

3. تراجع دخل الجامعات الأمريكية من الرسوم والمنح الأجنبية.

4. تأثر البحث العلمي والتكنولوجيا الأمريكية سلبًا، بسبب قلة المواهب.

ختامًا، ما يحدث الآن ليس مجرد تعديل في بعض قوانين الهجرة، بل معركة على مستقبل الاقتصاد القائم على المعرفة. الجامعات خارج أمريكا تتحرك بسرعة، تعرض أموال، دعم، واستقرار. وفي الوقت الذي تقفل الولايات المتحدة فيه أبوابها، العالم يفتح أبوابه للعقول. والسؤال المهم: هل أمريكا ستراجع نفسها قبل فوات الآوان؟

Short Url

search