أزمة في الأفق، تمويل هارفارد للمدارس المهنية يربك حسابات إدارة ترامب

صرح الرئيس الأمريكي ترامب يوم الاثنين بأنه يدرس إعادة توجيه 3 مليارات دولار من أموال المنح المخصصة لجامعة هارفارد إلى المدارس المهنية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لكن خبراء التعليم يقولون إن هذه العملية تواجه عقبات كبيرة.

يأتي تعليق  ترامب، الذي نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يصعد فيه هجماته على جامعة آيفي ليج.

وفي الأسبوع الماضي، تحركت إدارة ترامب لمنع جامعة هارفارد من تسجيل الطلاب الدوليين، واتخذ الرئيس خطوات أخرى لتجميد مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي لهارفارد، مدعيًا أن المؤسسة لم تبذل جهودًا كافية لمعالجة معاداة السامية في حرمها الجامعي.

رسالة ترامب المثيرة للجدل 

يوم الثلاثاء، كتبت إدارة ترامب في رسالة أن على جميع الوكالات الفيدرالية النظر في إلغاء عقودها الحكومية مع هارفارد، أو نقلها إلى منظمات أخرى.

تتقدم جامعات الأبحاث بطلبات للحصول على المنح الفيدرالية من خلال عملية تنافسية، حيث تُمنح الأموال لأغراض محددة، مثل البحث العلمي. 
ويتضمن ذلك توافر أعضاء هيئة التدريس والباحثين والموظفين الآخرين اللازمين لإجراء البحث، بالإضافة إلى المختبرات أو المرافق الأخرى اللازمة لإتمام المشروع.

ومُنحت مؤخرًا منحة من المؤسسة الوطنية للعلوم لجامعة هارفارد للبحث في "نظرية التعقيد في الأجهزة الكمومية على المدى القريب والمتوسط"، حيث وصف المقترح المشروع بأنه يهدف إلى "مواجهة التحديات المعاصرة في الحوسبة الكمومية".

في المقابل، تقدم المدارس المهنية تدريبًا مهنيًا عمليًا في مجالات تتراوح من التجميل إلى السباكة، وعادةً لا تُجري نوع الأبحاث التي تمولها وكالات مثل المؤسسة الوطنية للعلوم والمعاهد الوطنية للصحة، وفقًا لما ذكره خبراء لبرنامج "موني ووتش" على قناة سي بي إس.

وقال جون فانسميث، النائب الأول لرئيس المجلس الأمريكي للتعليم، وهي منظمة غير ربحية تُمثل مؤسسات التعليم العالي، لبرنامج "موني ووتش": "هذا اقتراح غير قانوني وغير واقعي، وهو أمر لا ينبغي لإدارة مسؤولة أن تُصرح به".

وأضاف: "إن الأموال التي مُنحت لجامعة هارفارد مُنحت لأنها تقدمت بطلبات تنافسية للحصول على تمويل للبحث العلمي، وحصلت عليه، وهذا هو الواقع في أغلب الأحيان".

وقال إنه بينما يمكن للجامعات الأخرى، بما في ذلك تلك التي تُدير برامج تجارية، التقدم بطلب للحصول على منح مماثلة، لا يمكن ببساطة تحويل أموال هارفارد إلى جهة أخرى.

هل تحصل الجامعات التجارية على منح فيدرالية؟

تُقدم الجامعات التجارية، التي قد تكون ربحية أو غير ربحية، عادةً شهادات أو درجات زمالة بدلاً من شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه التي تُقدمها جامعات مثل هارفارد.

وعلى الرغم من أن الجامعات التجارية يُمكنها التقدم بطلب للحصول على منحة أو عقد والفوز به مقابل خدمات مُجهزة لتقديمها للحكومة، إلا أنها عادةً لا تمتلك أعضاء هيئة التدريس أو الموظفين أو المرافق اللازمة لإجراء أبحاث علمية أو طبية، وفقًا لما صرّح به ريموند بريشيا، الأستاذ في كلية الحقوق في ألباني، لبرنامج "موني ووتش" على شبكة سي بي إس.

وقال: "يمكن للجامعات التجارية التقدم بطلب للحصول على منح من مؤسسة العلوم الوطنية أو المعاهد الوطنية للصحة والحصول عليها إذا كانت مؤهلة". لكن هناك قواعد تتعلق بالمشتريات الحكومية ومنح المنح للمتقدمين الأقدر على تقديم الخدمات التي تسعى إليها الحكومة.

لم يحدد  ترامب أي مؤسسات قد تتلقى تمويل منح هارفارد، باستثناء الإشارة إليها باسم "المدارس المهنية".

تركيزات مختلفة لإدارة ترامب 

إذا أراد  ترامب إعادة توجيه التمويل، فسيتعين عليه على الأرجح اتباع عملية محددة، وفقًا للخبراء.

قال فانسميث: "لا يمكنك، كرئيس، أن تأخذ ببساطة أموالًا خصصها الكونجرس لغرض معين وتقول: 'سأنفقها في مكان آخر'. أنت بحاجة إلى أساس ما لمنحها لجامعات أخرى".

وبشكل أكثر تحديدًا، ستحتاج إدارة ترامب إلى تقديم أدلة على أن منح هارفارد لم تُمنح بناءً على الجدارة، وفقًا لبريشيا. وأضاف: "ثم هناك سبل يمكن للحكومة اتباعها في المستقبل لضمان اتباعها لقواعد المشتريات الخاصة بها بشكل أفضل. لكنني لم أسمع أي شخص يزعم أن أي جوائز لجامعة هارفارد مُنحت لها بشكل غير صحيح".

تتنافس مجموعة من الجامعات التي تقدم برامج مهنية على المنح الفيدرالية. على سبيل المثال، تلقت كلية لاغوارديا المجتمعية في كوينز، نيويورك، التابعة لجامعة مدينة نيويورك، في عام 2023 أكثر من 400,000 دولار أمريكي من وزارة العمل الأمريكية لتعزيز برامجها التدريبية المهنية في مجالات الكهرباء والسباكة والتدفئة والتهوية وتكييف الهواء ومجالات مماثلة.

لكن هذه الجامعات لا تُجري عادةً نوع البحث الأكاديمي والعلمي الذي يؤهلها للحصول على المنح الفيدرالية الممنوحة لمؤسسات مثل هارفارد.

صرح جيسون ألتماير، الرئيس التنفيذي لكليات وجامعات التعليم المهني، وهي مجموعة تُمثل 800 جامعة مهنية خاصة لما بعد المرحلة الثانوية، لبرنامج "موني ووتش" على قناة سي بي إس: "لا تُجري الجامعات المهنية الخاصة وكليات المجتمع هذا النوع من البحث، لذلك لم يستطع نقل نفس المسؤولية الأكاديمية من هارفارد إلى جامعة مهنية".

وأضاف ألتماير أن منظمات مجموعته لا تتلقى عادةً أي تمويل فيدرالي للبحث الأكاديمي أو العلمي.