الإثنين، 09 يونيو 2025

05:03 ص

الولايات المتحدة والصين، مواجهة قضائية تعيد التوتر الاقتصادي العالمي

الأحد، 08 يونيو 2025 04:43 م

الصين وأمريكا

الصين وأمريكا

تحليل/ ميرنا البكري

ما حدث بين الصين وأمريكا في الأيام الماضية ليس مجرد خلاف قانوني أو اقتصادي عادي، بل نحن نتحدث عن  ضربة قضائية جديدة في قلب الحرب التجارية الـ مشتعلة منذ سنوات بين أكبر اقتصادين في العالم، محكمة اتحادية أمريكية قررت أن تبطل تعريفات جمركية كانت إدارة ترامب ناوية تفرضها، والصين استغلت هذه اللحظة لكي توصل رسالة للعالم: “لا أحد يربح في الحرب التجارية”، ولكن كيف يؤثر ذلك على المفاوضات وعلى الاقتصاد العالمي؟ سنوضح ذلك في التحليل.

هل يمكن للصين أن تنتصر على أميركا في معركة التجارة؟
الحرب التجارية

المحكمة الأمريكية تضرب من جديد

قالت محكمة فيدرالية أمريكية كلمتها وهي إن أغلب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب ليس لها سند قانوني، ولن تدخل حيز التنفيذ. هذا القرار جعل الأسواق تهدأ قليلًا، والدول التي كانت تحت ضغط التعريفات تتنفس الصعداء. والبيت الأبيض لن يعجبه القرار واستأنف عليه على طول.

المتحدث بإسم البيت الأبيض قالها صراحةً: "القضاه ليس من يقرروا كيفية التعامل مع الأزمات القومية، كما إن ترامب يتبع شعار أمريكا أولاً، والإدارة تتبع كلامه.

يعني، الإدارة الجمهورية ترى إن لديها ال حق المطلق في فرض الرسوم لكي تحمي الاقتصاد الأمريكي من أي تهديد خارجي حتى لو ذلك معناه تحدي للقضاء

 الصين تلعب على وتر الحكمة وتكسب تعاطف العالم

الصين ردت بمنتهى الهدوء (والذكاء السياسي):

"لا يوجد فائزون في الحروب التجارية"، وقالت أيضًا  إن الرسوم التي فرضها ترامب “غير مشروعة من طرف واحد”، وهذه الرسالة ليس موجهة لأمريكا بل للعالم كله، والصين تبعت إشارة إنها تريد تهدئة الاوضاع قليلًا، وإنها ليس الطرف الذي يدفع الأمور إلى التصعيد. خاصة في وقت الأسواق العالمية فيه حساسة للغاية لأي تغيير في العلاقات التجارية.

اقرأ أيضًا: 

المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين تستمر في جنيف وسط شد وجذب

من هارفارد إلى بكين، معركة القوة الناعمة بين أمريكا والصين تشتعل

الصين تطالب موطنيها بتقييم المخاطر قبل السفر إلى أمريكا - أخبار السعودية |  صحيفة عكاظ

ما حدث في الخلفية، تفاهم كان يُينى واتهد

قبل حكم المحكمة، أمريكا والصين كانوا في مرحلة تهدئة نوعاً ما. أمريكا خفضت الرسوم من 145% لـ30%، والصين ردت بتقليل رسومها من 125% لـ10%. يعني كان هناك خطوات تبريد متبادلة، والمفاوضات ماشية بهدوء، وهو كان مؤشر جيد للأسواق.

لكن هذا الحكم القضائي (بالرغم من إنه قانوني) قد يقلب الطاولة ويجعل  ترامب يرجع للهجة الحدة، خصوصاً في حملته الانتخابية التي يوجد بها وعود بحماية "عظمة أمريكا" بأي ثمن.؟

 المفاوضات في مهب الريح

الحكم القضائي قد يجعل الصين تشك في نوايا أمريكا، خصوصاً لو الإدارة الجمهورية قررت تستأنف وتفعل الرسوم بأي طريقة، والمفاوضات قد تتعطل أو تمشي ببطء، وهذا يعني تأجيل أي اتفاق تجاري شامل جديد.

 تأثير على الأسواق العالمية

بشكل عام، أي توتر تجاري بين أمريكا والصين يهز الأسواق، من آسيا لأوروبا، ويؤثر على أسعار السلع، التكنولوجيا، وحتى العملات. ولو الحرب عادت لـ تعمل، سنواجه موجات جديدة من التضخم، خاصة في السلع المستوردة.

 تعقيد في سلاسل التوريد

الشركات العالمية التي تعتمد على الصين في التصنيع أو على أمريكا في التصدير، ستدخل دوامة أخرى من ارتفاع التكلفة، تأخير الشحن، واحتمالات نقل الإنتاج لدول تانية مثل الهند أو فيتنام.

اقرأ أيضًا: 

الرسوم الجمركية، التفاصيل الكاملة لهدنة الحرب التجارية بين أمريكا والصين

الرهان الكبير، الاقتصاد العالمي على المحك

إذا استمرت أمريكا في سياسة "أمريكا أولاً" بنهج عقابي، قد نواجه موجة جديدة من الحروب التجارية وليس مع الصين، لكن أيضًا مع أوروبا، المكسيك، كندا، وحتى فيتنام والهند الذي لديهم فوائض تجارية مع واشنطن.
وفي هذه الحالة ، الاقتصاد العالمي كله قد يدخل مرحلة "تباطؤ مزمن"، وذلك أخطر شيء في وقت العالم يحاول أن يتعافى فيه من أزمات سابقة (كورونا – حرب أوكرانيا – أزمة الطاقة – التضخم).

ختامًا، ما يحدث مجرد قضية في محكمة فيدرالية أمريكية بل شرارة قد تولع نار جديدة في حرب تجارية إذا لم تُطفىء بسرعة، فالصين تبعث رسائل تهدئة، وأمريكا تستعرض عضلاتها، والاقتصاد العالمي واقف في النصف ينتظر من سيتقدم ومن سيرجع للخلف.

Short Url

search