الرسوم الجمركية، التفاصيل الكاملة لهدنة الحرب التجارية بين أمريكا والصين
الإثنين، 12 مايو 2025 04:35 م

هدنة الحرب التجارية بين أمريكا والصين
في خطوة مفاجئة، أعلنت أمريكا والصين التوصل إلى اتفاق مؤقت لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة، في محاولة لإنهاء الحرب التجارية بين الطرفين، والتي خلقت اضطرابات في الأسواق العالمية وأثارت المخاوف من ركود اقتصادي عالمي.
وبحسب الاتفاق، سيتم تخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، بينما ستخفض الصين الرسوم على المنتجات الأمريكية من 125% إلى 10%.
ووفقا لرويترز فإن هذه التخفيضات ستكون سارية لمدة 90 يومًا فقط، قابلة للتجديد وفقًا لمسار المفاوضات.
تحسن الأسواق بعد الإعلان عن الاتفاق
فور إعلان الهدنة الجمركية، شهدت الأسواق العالمية تحسنًا ملحوظًا، حيث ارتفع مؤشر الدولار وقفزت أسواق الأسهم، مما ساهم في تهدئة المخاوف التي أثارها التصعيد الأخير في الرسوم الجمركية من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان يسعى للضغط على بكين لتقليص الفجوة التجارية.
تصريحات أمريكية تؤكد تقدم المحادثات
وفي أعقاب جولة المحادثات التي أُجريت في جنيف، كشف وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بأن البلدين عبّرا عن مصالحهما بشكل واضح خلال اللقاءات، مؤكدًا أن واشنطن مستمرة في سعيها نحو تحقيق توازن تجاري عادل.
وقال بيسنت، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، إن الجانبين اتفقا على ضرورة استمرار العلاقات التجارية وعدم العودة إلى ما وصفه بـ"حظر اقتصادي نتيجة الرسوم الجمركية المبالغ فيها".
600 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين أمريكا والصين
الخلاف الجمركي بين البلدين تسبب في شلل جزئي لحركة التجارة الثنائية التي تُقدّر قيمتها بأكثر من 600 مليار دولار سنويًا، كما أدى إلى اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد العالمية، وزيادة المخاوف من ركود تضخمي قد يضرب قطاعات صناعية متعددة، فضلًا عن تسريح عدد من الموظفين في الشركات المتضررة.
بداية مرحلة الحوار الاقتصادي
وتُعد اجتماعات جنيف أول لقاءات مباشرة رفيعة المستوى بين مسؤولين اقتصاديين من البلدين منذ عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، وبداية لتنفيذ سياسات جمركية صارمة، استهدفت بشكل رئيسي الصين ومنتجاتها.
وأشار بيسنت إلى أن الاتفاق لا يتضمن إعفاءات جمركية محددة لبعض القطاعات، لكنه يمثل بداية لإعادة رسم التوازن التجاري، لاسيما في مجالات حيوية مثل صناعة الأدوية، وأشباه الموصلات، والصلب، والتي رصدت فيها الولايات المتحدة نقاط ضعف في سلاسل الإمداد.
ترحيب اقتصادي عالمي باتفاق فاق التوقعات
الاتفاق الجديد لقي ترحيبًا واسعًا من خبراء الاقتصاد الذين وصفوه بـ"التطور الإيجابي" في العلاقة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال تشيوي تشانج، كبير الاقتصاديين في شركة "بينبوينت" لإدارة الأصول في هونج كونج: "هذا الاتفاق أفضل مما كنا نتوقع، كنا نظن أن تخفيض الرسوم سيبلغ 50% فقط، لكن ما حدث هو خطوة أكبر وأهم."
وأكد أن هذه الخطوة ستُخفف الضغوط على سلاسل الإمداد العالمية، وتمنح المستثمرين دفعة من الثقة على المدى القصير.
بداية أزمة الرسوم الجمركية
منذ بداية ولايته في يناير، رفع ترامب مستوى الرسوم الجمركية على البضائع الصينية بشكل كبير، لتصل إلى 145%، مضيفًا إياها إلى التعريفات التي فرضها خلال فترته الرئاسية الأولى، إلى جانب السياسات الجمركية لإدارة بايدن.
وفي المقابل، ردت الصين برفع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية إلى 125%، وفرضت قيودًا على تصدير عناصر أرضية نادرة تستخدم في تصنيع الإلكترونيات والأسلحة، ما ضاعف من حدة التوتر التجاري بين الجانبين.
مستقبل الاتفاق مرهون بـ 90 يوم تقييم
رغم الإيجابية التي حملها الاتفاق، إلا أن سريانه لمدة 90 يومًا فقط يعكس مدى هشاشته، ويجعل الأسواق والمتابعين في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأمور لاحقًا، وهل سيتحول الاتفاق إلى حل دائم أم أنه مجرد هدنة مؤقتة في حرب الرسوم الجمركية التي لا تزال تهدد الاقتصاد العالمي.
Short Url
رئيس الرقابة المالية يشارك في الأيوسكو بقطر لمناقشة آليات التمويل المستدام
12 مايو 2025 05:48 م


أكثر الكلمات انتشاراً