المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين تستمر في جنيف وسط شد وجذب

الأحد، 11 مايو 2025 07:19 م

المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين

استمرت المفاوضات التجارية بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين في يومها الثاني في جنيف اليوم الأحد، حيث ناقش الجانبان كيفية تهدئة الحرب التجارية، التي تهدد بإلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد العالمي.

ووفقًا لوكالة رويترز، التقى نائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفنج، ووزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، في أول اجتماعاتهم وجهًا لوجه منذ أن فرض أكبر اقتصادين في العالم، رسومًا جمركية تزيد كثيرًا عن 100% على سلع بعضهما البعض.

واستمرت المحادثات، لمدة ثلاث ساعات ونصف يوم الأحد على مشارف جنيف، عقب ثماني ساعات من المناقشات يوم السبت، وفقًا لوكالة رويترز، حيث رفض بيسنت التعليق للصحافيين في فندقه، قبل انطلاقه إلى المحادثات اليوم الأحد.

وقال كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، إن الصينيين "راغبون للغاية" في الدخول بمناقشات وإعادة التوازن للعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، موضحًا لشبكة "فوكس نيوز"، أن المزيد من صفقات التجارة الخارجية، قد تأتي مع دول أخرى في أقرب وقت هذا الأسبوع.

ترامب قراءة إيجابية بشأن المحادثات بين الصين والولايات المتحدة

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعطى قراءة إيجابية للمحادثات التي دارت أمس، حيث قال إن الجانبين تفاوضا على “إعادة ضبط كاملة.. بطريقة ودية، ولكن بناءة”، مضيفًا، "عقدنا اليوم اجتماعًا جيدًا للغاية مع الصين في سويسرا، وناقشنا العديد من الأمور، وتم الاتفاق على الكثير منها"، وفقًا لمنشور للرئيس ترامب على منصة "تروث سوشيال".

وأضاف الرئيس الأمريكي: “نريد أن نرى، لمصلحة الصين والولايات المتحدة، انفتاحًا في الصين على الشركات الأمريكية، لقد تم إحراز تقدم كبير!”، ولم يُفصّل في تفاصيل هذا التقدم، قائلًا في حديثه لبرنامج "صنداي مورنينغ فيوتشرز" على قناة فوكس نيوز مع ماريا بارتيرومو، إن بكين حريصة على إعادة ضبط العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.

وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، “يبدو أن الصينيين حريصون للغاية على لعب هذه اللعبة، وإعادة الأمور إلى طبيعتها”، مشيرًا أيضًا إلى أن المزيد من الإعلانات عن صفقات تجارية، قد يكون وشيكًا بعد الإعلان الأسبوع الماضي، عن اتفاق مع المملكة المتحدة، منوهًا إلى أن وزير التجارة هوارد لوتنيك، أطلع هاسيت، على عشرين صفقة معلقة قيد التطوير مع الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير.

فرق التفاوض تجتمع في الفيلا المُسوّرة لسفير سويسرا لدى الأمم المتحدة

واجتمعت فرق التفاوض في الفيلا المُسوّرة لسفير سويسرا لدى الأمم المتحدة، المُطلة على بحيرة جنيف في ضاحية كولوني المُزدهرة، حيث تنقلت سيارات مرسيدس سوداء، مُزوّدة بصافرات إنذار من وإلى مكان الاجتماع المُشمس.

وقد تم اختيار سويسرا المحايدة، كمكان لإقامة الاجتماع في أعقاب المقترحات التي قدمها السياسيون السويسريون خلال زياراتهم الأخيرة إلى الصين والولايات المتحدة.

وتسعى واشنطن إلى خفض عجزها التجاري في السلع، والبالغ 295 مليار دولار مع بكين، وإقناع الصين بالتخلي عما تقول الولايات المتحدة إنه نموذج اقتصادي تجاري، فضلًا عن المساهمة بشكل أكبر في الاستهلاك العالمي، وهو التحول الذي يتطلب إصلاحات محلية حساسة سياسيًا.

واشنطن تطالب بخفض الرسوم الجمركية

وتصدت بكين لما تعتبره تدخلًا خارجيًا، كما تطالب واشنطن بخفض الرسوم الجمركية، وتوضح ما تريد الصين أن تشتريه أكثر، ومعاملتها كندٍّ لها على الساحة العالمية، كما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في تعليق لها يوم السبت الماضي، أن الاستغلال المتهور للرسوم الجمركية من جانب الولايات المتحدة، أدى إلى زعزعة استقرار النظام الاقتصادي العالمي، مضيفةً أن المفاوضات تمثل خطوة إيجابية وضرورية، لحل الخلافات وتجنب المزيد من التصعيد.

ومع تصاعد انعدام الثقة، حرص الجانبان على عدم الظهور بمظهر الضعيف، حيث كان لدى المحللين الاقتصاديين توقعات منخفضة بحدوث انفراجة، مشيرًا الجمعة الماضي، إلى أن فرض رسوم جمركية بنسبة 80% على السلع الصينية "يبدو صحيحًا"، مقترحًا للمرة الأولى بديلًا محددًا للرسوم البالغة 145%، والتي فرضها على الواردات الصينية.

الصين تتطلع إلى الحصول على الإعفاء لمدة 90 يومًا من الرسوم الجمركية

ووفقًا لوكالة رويترز، ربما تتطلع الصين إلى الحصول على نفس الإعفاء لمدة 90 يومًا من الرسوم الجمركية، والذي منحته واشنطن لدولٍ أخرى أثناء إجراء المفاوضات، في حين أن أي نوع من خفض الرسوم الجمركية والمحادثات المتابعة، سوف ينظر إليها على أنها إيجابية من قبل المستثمرين.

ومن المقرر أيضًا أن يلتقي وزير الخارجية الصيني هي جين بينغ مؤقتًا، مع المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا، في وقت لاحق من اليوم الأحد، فمنذ توليه منصبه في يناير، زاد ترامب الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%.

كما أشار إلى أن الممارسات التجارية التي تجري غير عادلة، متهمًا بكين بالفشل في الحد من تصدير المواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج الفنتانيل، وهو مادة أفيونية صناعية قاتلة، فيما الجدير بالذكر أن الصين، ردت على الولايات المتحدة الأمريكية، بفرض رسوم جمركية مضادة بنسبة 125%، قائلًا إنها لن تخضع "للإمبرياليين" والمتنمرين.

Short Url

أخبار متعلقة