الجمعة، 30 مايو 2025

03:33 م

الأسواق العالمية تنتفض فرحًا بسقوط جدار ترامب الجمركي

الخميس، 29 مايو 2025 09:01 م

الرسوم الجمركية

الرسوم الجمركية

في مشهد أشبه باحتفالية مالية عالمية، انطلقت موجة خضراء اجتاحت البورصات من وول ستريت إلى طوكيو، إثر الحكم التاريخي لمحكمة فيدرالية أميركية يقضي بإلغاء صلاحية الرئيس دونالد ترامب، في فرض رسوم جمركية استنادًا إلى قانون الطوارئ الاقتصادية.

القرار، الذي شكل انتكاسة قانونية مدوية لسياسات ترامب التجارية، حرر أنفاس المستثمرين وأشعل شهية الأسواق لموجة صعود قوية، طال انتظارها.

وول ستريت

الضربة القضائية لركيزة ترامب الاقتصادية

الحكم الصادر عن المحكمة الأميركية، اعتبر أن قانون صلاحيات الطوارئ الاقتصادية الدولية لعام 1977م، لا يمنح الرئيس الحق في فرض تعريفات جمركية واسعة، ما أسقط واحدة من أبرز أدوات ترامب الحمائية التي استخدمها لإعادة رسم خريطة التجارة العالمية. 

ومن اللحظة الأولى لصدور الحكم، بدأت مؤشرات الأسواق ترتد بقوة، وسط تفاؤل بإمكانية استعادة النظام التجاري العالمي شيئًا من توازنه.

اقرأ أيضًا:

زيارة وتسريح عمال.. أوروبا ترد بالفعل على "رسوم ترامب الجمركية"

رسوم ترامب الجمركية تهز الاقتصاد الأمريكي، الذهب يرتفع والأسواق تتأرجح

 

أرقام تتحدث من نيويورك إلى سيول

وسرعان ما انعكست هذه التطورات على العقود الآجلة في وول ستريت، حيث قفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.5%، وداو جونز بـ1.2%، أما الأسواق الأوروبية، فاستقبلت الخبر بترحاب مماثل، حيث ارتفع مؤشر داكس الألماني 0.5%، وكاك 40 الفرنسي بنسبة 0.9%.

وفي أسيا، التي كانت من أكبر المتضررين من سياسات ترامب الجمركية، بدأ الصعود أكثر وضوحًا، فأسهم نيكي الياباني قفز 1.9%، وهانغ سنغ في هونغ كونغ بـ1.3%، وكوسبي الكوري بـ1.9% كذلك، في دلالة واضحة على مدى ارتباط الاقتصادات الأسيوية، بمزاج البيت الأبيض التجاري.

ترامب والعالم

 

نقطة تحول في سياسة الحمائية العالمية

قرار المحكمة يمثل نقطة فاصلة، ليس فقط في الداخل الأميركي، بل على مستوى النظام التجاري الدولي، فالحكم أزال غطاءً قانونيًا كان يسمح لواشنطن بإعادة صياغة علاقاتها التجارية من جانب واحد، تحت ذريعة الطوارئ الاقتصادية، ما يعيد الاعتبار لأدوات التفاوض والمؤسسات الدولية، مثل منظمة التجارة العالمية.

كما أن هذا التطور يعيد إلى الطاولة، تساؤلات حول قدرة ترامب أو أي رئيس قادم على استخدام التجارة كورقة سياسية، وهو ما قد يغير قواعد اللعبة بالنسبة للمستثمرين العالميين، والشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا:

رسوم ترامب وقرار أوبك يضغطان «شيفرون» لتخفيض عملية إعادة شراء الأسهم

انهيار تسلا وصمود BMW، تأثير رسوم ترامب على كبار مصنعي السيارات في العالم

 

أسواق الطاقة والعملات، ارتداد على وقع التفاؤل

وفي أسواق النفط، لم تتأخر الأسعار في التفاعل مع هذا النبأ، فخام برنت ارتفع إلى 65.32 دولارًا للبرميل، وخام غرب تكساس صعد إلى 62.90 دولارًا، مدعومًا بآمال في عودة انسيابية أكبر للتجارة العالمية، وتحسن في الطلب الصناعي.

أما الدولار الأميركي، فاستعرض عضلاته أمام الين الياباني، مرتفعًا إلى 146.06 ين، رغم التراجع الطفيف أمام اليورو، في مؤشر على تزايد شهية المخاطرة لدى المستثمرين، وتوقعات باستقرار أكبر في المشهد المالي الأميركي.

ترامب

 

هل انتهى عصر ترامب الاقتصادي؟

ورغم أن إدارة ترامب تعهدت باستئناف القرار، فإن الأسواق قرأت الحكم كإشارة إلى بداية انحسار السياسات الحمائية، التي أثارت طوال السنوات الماضية قلقًا عالميًا، وأربكت سلاسل الإمداد، وأثقلت كاهل الأسواق الناشئة.

لكن حتى مع الاحتفالات الجارية في الأسواق، فإن مستقبل السياسات التجارية الأميركية لا يزال مفتوحًا على احتمالات متعددة، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات، وتقلب توجهات البيت الأبيض.

 

خلاصة المشهد

الحكم الفيدرالي بإسقاط رسوم ترامب لم يكن مجرد قرارٍ قانوني، بل زلزال اقتصادي أعاد رسم منحنيات البورصات، وفتح شهية الأسواق لتفاؤل غاب طويلًا، وبينما يتنفس المستثمرون الصعداء، يبقى التحدي الأكبر في ما إذا كان هذا القرار سيشكل بداية مرحلة جديدة من الانفتاح التجاري العالمي، أم مجرد هدنة مؤقتة في حرب تجارية لم تُسدل ستارتها بعد.

Short Url

search