من برلين إلى باريس، كيف تهدد الرسوم الجمركية الأمريكية الاقتصاد الأوروبي؟

الأربعاء، 28 مايو 2025 11:51 ص

دونالد ترامب

هنا رأفت

عاد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ليهدد بفرض رسوم جمركية ثقيلة على كافة الواردات من الاتحاد الأوروبي، وذلك على خلفية تعثر المفاوضات التجارية بين الطرفين.

وفي خطوة جديدة، أوصى ترامب بفرض رسوم بنسبة 50% على الواردات الأوروبية اعتبارًا من الأول من يونيو المقبل، فما هي أبرز القطاعات والدول الأعضاء في التكتل الأكثر عرضة لهذه التهديدات؟

التعريفة الجمركية الجديدة

وفقاً للقرار الجديد، من المتوقع أن تطال الرسوم الأمريكية الجديدة جميع الواردات من الاتحاد الأوروبي، والتي تخضع حاليًا لتعريفة موحدة بنسبة 10%، بموجب قرار أصدره ترامب في أبريل الماضي، والذي أوقف كافة الرسوم التبادلية التي تتجاوز هذا المعدل لمدة 90 يومًا.

حجم الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة

تُعد الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري منفرد للاتحاد الأوروبي، حيث سجلت صادرات التكتل لأمريكا أكثر من 530 مليار يورو (حوالي 601.8 مليار دولار) في عام 2024، وهو ما يمثل أكثر من 20% من إجمالي صادرات المنطقة.

وتعد أبرز القطاعات الأوروبية المصدرة إلى الولايات المتحدة تشمل الأدوية والمنتجات الصيدلانية، الآلات والغلايات والأجهزة الميكانيكية، والمنتجات الكيماوية، إضافة إلى المركبات ومكونات السيارات والمعدات الكهربائية.

اقرأ أيضاً: زيارة وتسريح عمال.. أوروبا ترد بالفعل على "رسوم ترامب الجمركية"

الأثر الاقتصادي المتوقع

أشارت التقديرات الأولية حين أعلن ترامب عن فرض رسوم بنسبة 20% على الواردات من الاتحاد الأوروبي في أبريل الماضي إلى أن ذلك قد يؤثر سلبًا على معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للتكتل بمقدار 0.20%. ومع رفع الرسوم إلى 50%، يتوقع الخبراء أن يتفاقم هذا الأثر ليصل إلى 0.50%، ما سيؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي.

التباين في التداعيات حسب الدول

بينما قد يكون التأثير العام على الناتج المحلي الإجمالي للتكتل محدودًا وفقًا للتقديرات، فإن بعض دول الاتحاد الأوروبي قد تكون أكثر عرضة للخطر بسبب اعتمادها الكبير على التصدير إلى الولايات المتحدة. من بين هذه الدول، نجد أن أيرلندا تعتمد بشكل خاص على السوق الأمريكية.

ألمانيا تحتل الصدارة في صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، تليها أيرلندا التي تساهم بشكل كبير في التجارة الثنائية. تليها إيطاليا وفرنسا وهولندا، وجميعها دول تعتبر صادراتها إلى أمريكا محورية بالنسبة للاقتصاد المحلي.

اقرأ أيضاً: ترامب يوقع أوامر تنفيذية لتعزيز الطاقة النووية وتسريع الموافقات

مستقبل الضبابية الاقتصادية

رغم التهديدات المتجددة من ترامب، يبقى الوضع غير واضح بالنسبة للمستقبل، خاصة فيما يتعلق بالقطاعات المستثناة من الرسوم الجمركية، مثل صناعة السيارات التي تخضع حاليًا لرسوم بنسبة 25%. من غير المعروف ما إذا كان التهديد الأخير سيشمل جميع السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي أم سيكون موجهًا فقط إلى قطاعات محددة.

وفي ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يظل الاقتصاد الأوروبي تحت تهديد محتمل من الرسوم الجمركية الجديدة التي قد تؤثر بشكل ملحوظ على بعض القطاعات والدول المعتمدة على الصادرات الأمريكية.

Short Url

أخبار متعلقة