الثلاثاء، 02 ديسمبر 2025

09:51 م

الصناعات الدفاعية العسكرية تقود سباق التسلح العالمي من المظلات إلى الدرونز والرادارات

الثلاثاء، 02 ديسمبر 2025 09:00 م

الصناعات الدفاعية العسكرية

الصناعات الدفاعية العسكرية

تشهد الصناعات الدفاعية العالمية تحولات جوهرية تتقاطع فيها التكنولوجيا المتقدمة مع بؤر التوتر الجيوسياسي، ما يجعل السنوات الممتدة حتى 2030 فترة حاسمة لأغلب القطاعات العسكرية التقليدية والناشئة. 

وتظهر بيانات Mordor Intelligence عبر عدة تقارير متوازية أن كلاً من المظلات العسكرية والطائرات المسيرة والمركبات المدرعة والرادارات ومعدات مكافحة الشغب يدخل مرحلة توسع متزامنة، مدفوعة بثلاثة محركات رئيسية: ارتفاع الإنفاق الدفاعي عالميًا، والتسارع التكنولوجي، واشتداد المنافسة الصناعية.

وعلى الرغم من اختلاف طبيعة هذه الصناعات، فإن خيطًا مشتركًا يربط بينها، وهو رغبة الجيوش والحكومات في امتلاك قدرات “جاهزية عالية” و”مرونة انتشار” و”كفاءة تشغيلية” في بيئات صراع تتزايد فيها اللامركزية والتشويش الإلكتروني والخطر المتنامي للطائرات المسيرة.

أولًا: سوق المظلات العسكرية.. من أنظمة تقليدية إلى منصات ذكية

بلغت قيمة سوق المظلات العسكرية 2.21 مليار دولار في 2025، مع توقعات بارتفاعها إلى 2.84 مليار دولار بحلول 2030 بمعدل نمو 5.14%، وعلى الرغم من الصورة النمطية للمظلات باعتبارها معدات بسيطة، إلا أن الصناعة تشهد ثورة تكنولوجية واضحة.

1. التحول من المظلات الدائرية إلى أنظمة الانزلاق الموجه

  • تزايد الاعتماد على المظلات ذات التوجيه ram-air يعكس حاجة الجيوش إلى إسقاطات دقيقة تقلل تعرض القوات للخطر.
  • العمليات الإنسانية، خصوصًا في مناطق النزاعات والزلازل، تعزز الطلب على مظلات شحن قابلة للتحكم تسمح بإنزال الإمدادات بدقة دون دخول الطائرات مناطق الخطر.
  • الأنظمة الهجينة بين الطائرات بدون طيار والمظلات (drone-glider hybrids) تمثل الجيل الجديد، مع أقمشة ذكية تخفض الوزن وتحسن زاوية الانزلاق وتدعم الطيران شبه المستقل.

2. الإنفاق الدفاعي في الناتو والهادئ الآسيوي

يفتح الارتفاع المتتالي في ميزانيات الدفاع لدول الناتو وفق قاعدة 2% من الناتج المحلي مع تعزيز اليابان وإندونيسيا قدراتهما الإنزالية، المجال أمام دورة مشتريات طويلة الأمد تشمل الجندي الفرد ووحدات الإنزال الثقيل.

3. مشهد التنافس الصناعي

استمرار الاندماجات واستحواذ الصناديق الاستثمارية على شركات متخصصة في الأقمشة المتقدمة يضيف بعدًا جديدًا للمنافسة، ويدفع الشركات نحو تسريع شهادات الجودة وتبني سلاسل توريد رقمية.

ثانيًا: سوق الطائرات المسيرة.. النمو الأسرع في قطاع دفاعي مدني مزدوج

يمثل سوق الدرونز أحد أكثر القطاعات ديناميكية، إذ بلغت قيمته 41.79 مليار دولار في 2025، ويتجه إلى 89.70 مليار دولار في 2030 بمعدل نمو هائل 13.9%.

1. الذكاء الاصطناعي  Edge-AI

تقدم الشرائح الإلكترونية ذات استهلاك الطاقة المنخفض (أقل من 10 واط) مكن المسيرات من القيام بمهام مستقلة بالكامل، مثل:

  • الفحص الهندسي
  • مراقبة خطوط الطاقة
  • قياس المحاصيل
  • عمليات الإسناد العسكري

هذه القدرات تضيف طبقة تنافسية تعتمد على المزيج بين الهاردوير والبرمجيات أكثر من الاعتماد على الإطار أو المحرك.

2. ثورة الاتصالات: 5G وMEC

سرعة استجابة تقل عن 10 مللي ثانية تفتح الباب لانتشار واسع لتطبيقات BVLOS، وهي العامل الأكثر جذبًا للاستثمار الصناعي عالميًا.

3. ضغوط التوريد

على الرغم من النمو الكبير، فإن الإمدادات خاصة البطاريات وعناصر الأرض النادرة، تسبب ارتفاعًا في أسعار المكونات، وهو ما قد يحد من توسع الشركات الصغيرة.

4. الجغرافيا من أمريكا إلى آسيا

أمريكا الشمالية: تقود الابتكار التنظيمي عبر مواقع الاختبار وشبكات UTM التجارية وجهود استبدال المسيرات الصينية بأسطول محلي.

تتصدر “آسيا - الباسيفيك” النمو بـ 15.27%، مدفوعة باستراتيجية الاقتصاد منخفض الارتفاع في الصين، وبرنامج التصنيع المحلي الهندي.

بينما تعزز أوروبا السلامة عن طريق لوائح U-Space ولكنها تبطئ النشر، رغم ذلك يستمر التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة وصيانة المنصات البحرية بالطائرات المسيرة.

ثالثًا: سوق المركبات المدرعة.. عصر الهجائن وتقصير دورات الشراء

بلغت قيمة السوق 30.42 مليار دولار لعام 2025، في طريقه إلى 40.06 مليار دولار في 2030 بنمو 5.66%، وسط سباق تسليح يتسع من أوروبا إلى آسيا.

1. محركات الطلب

  • أوامر شراء ضخمة، مثل تعاقد ألمانيا على 8,500 مركبة جديدة، واندفاع بولندا نحو دبابات كوريا الجنوبية.
  • الهند تدفع السوق عبر مشروع FICV الذي يتجاوز 7 مليارات دولار.
  • الاهتمام العالمي يتجه إلى مركبات كهربائية-هجينة Silent Watch تمنح قدرة مراقبة دون بصمة صوتية أو حرارية واضحة.

2. القوات البرية تهيمن والقوات الخاصة تقفز

  • استحوذت الجيوش النظامية على 54.29% من الطلب في 2024.
  • القوات الخاصة تنمو أسرع من غيرها (8.48%) مع حاجتها إلى منصات خفيفة مزودة بأنظمة تحكم في أسراب الدرونز.

3. جغرافيا السوق

  • أوروبا: 42.83% من إيرادات 2024، بفضل سباق التسلح بعد الحرب الأوكرانية.
  • آسيا: نمو 7.21% بفضل مشروعات الهند والصين واليابان وأستراليا.
  • أمريكا الشمالية: تحديث XM30 وJLTV A2 يعزز تكامل الذكاء الاصطناعي.
  • الشرق الأوسط: السعودية وحدها خصصت 78 مليار دولار لمشتريات 2025، مع طلب مرتفع على المنصات الثقيلة القادرة على العمل في الصحراء.

رابعًا: سوق الرادارات العسكرية.. عصر الـ AESA والقتال مع الطائرات بدون طيار

تبلغ قيمة السوق 12.9 مليار دولار في 2025، وستصل إلى 16.24 مليار دولار في 2030 بمعدل 4.71%.

1. دوافع نمو قوية

الحاجة إلى رصد الطائرات المسيرة الصغيرة والمتوسطة (C-UAS)، والانتقال من الرادارات الميكانيكية إلى AESA البرمجية.

انتشار الأقمار الصناعية ذات مهام الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء، وربطها مع الرادارات الأرضية لخلق “سلسلة قتل” أسرع.

2. المعوقات

  • نقص أشباه الموصلات GaN يؤخر جداول التسليم.
  • التداخل مع نطاقات 5G يمثل تحديًا تقنيًا وتشغيليًا.

3. توزيع الطلب

المنصات الأرضية ما تزال الأكبر من حيث الإيرادات، لكن الطائرات والفضاء تستحوذان على الجزء الأكبر من R&D وتمثلان مستقبل الصناعة.

خامسًا: سوق معدات مكافحة الشغب.. تقنية متقدمة في مواجهة اضطرابات أكثر تعقيدًا

قُدّر حجم السوق بـ 12.65 مليار دولار في 2025، ليرتفع إلى 16.03 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو 4.86%.

1. معدات شخصية بتقنيات جديدة

  • استخدام ألياف باليستية متقدمة ومواد مركبة خفيفة الوزن.
  • خوذ ودروع مقاومة للصدمات معززة بتقنيات تخفيف الارتجاج.
  • اعتماد أكبر على معدات حماية قابلة للتهوية ومريحة للارتداء الطويل.

2. الثورة الرقمية في إدارة الحشود

  • أكثر من 1,172 قسم شرطة أمريكي يستخدم الطائرات المسيرة لرصد المظاهرات.
  • توظيف الكاميرات الذكية والتحليلات الفورية عبر الذكاء الاصطناعي لتقدير كثافة الحشود واتجاهات الحركة.

3. أسلحة أقل فتكًا ولكن أكثر دقة

السماح الإيطالي في 2022 لاستخدام 5,000 جهاز Taser كان نقطة تحول في اعتماد الأسلحة غير القاتلة، مشروعات JIFCO الأمريكية تطور:

  • رصاصات Taser بعيدة المدى لاسلكية،
  • أسلحة صوتية قادرة على تعطيل المركبات على بعد 150 قدمًا،
  • أدوات تأثير صدمة محسنة.

4. ارتفاع الاضطرابات السياسية

  • زيادة حوادث الشغب والمظاهرات عالميًا.
  • الولايات المتحدة شهدت ارتفاعًا في حوادث إطلاق النار بنسبة 20% بين 2019 و2023.
  • احتجاجات 2024 في جورجيا مثال واضح على استمرار التوترات.

«إيديكس 2025» منصة عالمية لتعزيز مكانة مصر كرمز للقوة والسلام

أسدلت وزارة الإنتاج الحربي الستار عن راجمة الصواريخ المصرية الصنع ردع 300، التي من المقرر أن يتم عرضها في معرض إيديكس 2025، وحتى الآن لم يتم الكشف عن مواصفات تلك الراجمة متعددة الأعيرة.

وتلعب قاذفات الصواريخ دورًا حاسمًا في الحروب الحديثة، إذ توفر قوة نيران سريعة وكثيفة ضد مواقع العدو ودروعه وأهدافه المحصنة، وتعزز قدرتها على الحركة وقدرتها على توجيه ضربات دقيقة بعيدة المدى فعالية ساحة المعركة.

كما تدعم القوات البرية من خلال تشكيل مناطق القتال، وقمع التهديدات، وتحقيق مزايا تكتيكية سريعة وحاسمة.

«رعد 200» راجمة صورايخ مصرية الصنع

وتلك النسخة هي الأحدث والأكثر تطويرًا من راجمة صواريخ رعد 200 مصرية الصنع أيضًا، والتي يتم تركيبها على منصة مجنزرة بطول حوالى 6.3 متر، عرض 2.8 متر وارتفاع 2.8 متر، وتزن نحو 12.2 طن فارغة، بينما تحمل حمولة صواريخ إضافية تبلغ 4.7 طن.

كما أنها مزودة بمحرك ديزل بقوة 385 حصان، تمنحها قدرة على السير لمسافة تصل إلى 400 كيلومتر وسرعة تصل إلى 45 كم/س على الطريق (27 كم/س على الطرق الوعرة).

وتمتلك قاذفًا لـ 30 صاروخًا من عيار 122 ملم، ويمكن لها إطلاق رشقات متعددة أو صواريخ فردية، ما يمنحها قدرة نيرانية كبيرة في دعم القوات البرية.

افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي معرض إيديكس

وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، معرض إيديكس الدولي للصناعات الدفاعية «إيديكس EDEX 2025» في دورته الرابعة، بحضور عدد من وزراء دفاع الدول الصديقة المشاركة في المعرض الذي تستضيفه مصر بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية خلال الفترة من 1 حتى 4 ديسمبر الجاري.

ويعتبر معرض إيديكس للصناعات الدفاعية أحد أهم الفعاليات على مستوى المنطقة في مجال التكنولوجيا الدفاعية وتطوير القدرات العسكرية.

ويشهد مشاركة كبرى الشركات العالمية والعارضين البارزين في مجالات التسليح والصناعات الدفاعية والأمنية على المستويين الإقليمي والدولي، بما يعكس المكانة الرائدة لمصر كمحور إقليمي لصناعة وتنظيم المعارض الدفاعية الكبرى.

يرسخ المعرض شعار وزارة الإنتاج الحربي «مصر تصنع سلاحها من 7 آلاف سنة، حيث يأتي استمرارًا للتفوق العسكري المصري منذ فجر التاريخ، حيث بدأت مصر صناعة العجلات الحربية منذ عصور الفراعنة، قبل أن يشهد معرض إيديكس في آخر 4 نسخ مشاركة شركات مصرية وعالمية للصناعات الدفاعية والعسكرية.

منظومة دفاعية تدخل مرحلة إعادة تشكيل

عند النظر إلى المشهد ككل، يتضح أن الصناعات الدفاعية تتجه نحو تكامل عميق بين المنصات التقليدية والتكنولوجيا الذكية. 

فالمظلات أصبحت موجهة، والمركبات المدرعة هجينة، والطائرات المسيرة مستقلة، والرادارات برمجية، وحتى معدات مكافحة الشغب باتت تعتمد على الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة.

ورغم اختلاف معدلات النمو، إلا أن جميع القطاعات تشترك في ثلاث حقائق حاكمة:

1.    المخاطر الجيوسياسية تزيد الطلب على المنظومات الدفاعية متعددة المهام.

2.    الذكاء الاصطناعي والمواد المتقدمة يغيران قواعد اللعبة صناعيًا.

3.    الاعتماد على سلاسل توريد مستقرة خاصة المعادن النادرة والبطاريات سيحدد الفائزين والخاسرين.

بهذه المعطيات، يتجه العقد القادم ليكون عقدًا دفاعيًّا تكنولوجيًّا بامتياز، تتقاطع فيه الصناعات العسكرية والابتكارات الرقمية بشكل لم يسبق له مثيل، ويعيد تشكيل موازين القوة الاقتصادية في سوق دفاع عالمي تتسارع وتيرته يومًا بعد يوم.

اقرأ أيضًا:

بقيمة تسويقية تتجاوز الـ41.79 مليار دولار، «الدرونز» من سلاح عسكري لثروة اقتصادية عالمية

سباق التسلح يعود إلى الواجهة، بوتين يرد على ترامب بتجارب نووية

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search