الأربعاء، 03 ديسمبر 2025

06:23 م

تقرير "يورومونيتور": العالم يدخل 2026 في توازن هش، ومخاطر الديون والمناخ تتجاوز التضخم

الأربعاء، 03 ديسمبر 2025 05:00 م

الاقتصاد العالمي

الاقتصاد العالمي

ميرنا البكري

يواجه الاقتصاد العالمي مرحلة إعادة تشكيل كاملة، حيث تشهد السنوات الأخيرة تصاعدًا في الرسوم الجمركية، وتغيرًا في التحالفات التجارية، وإعادة هندسة شاملة لسلاسل الإمداد. 

وبالرغم من ضجيج السياسة والغموض التجاري، تؤكد المؤشرات الأخيرة استمرار قوة الاقتصاد العالمي، الذي وإن كان لا يحقق تقدمًا سريعًا، فإنه يواصل المضي بثبات في مساره.

وتقدم التقارير الأخيرة، وعلى رأسها تقديرات "يورومونيتور" (Euromonitor) للربع الرابع لعام 2025، صورة تحمل مزيجًا من التفاؤل الحذر والخطر الهادئ.

Global Economic Outlook: Emerging markets stay resilient amid high global  interest rates | Peak Re
 النمو العالمي يتباطأ رغم عوامل الدعم

 تباطؤ النمو العالمي رغم عوامل الدعم الإيجابية

على الرغم من الدعم الذي جاء من تراجع أسعار الفائدة، وانحسار الضغوط التضخمية، واستعادة سلاسل الإمداد لبعض الاستقرار، يتجه النمو العالمي نحو التباطؤ التدريجي.

فمن المتوقع أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي العالمي ليصل إلى 3.1% في 2025، ثم إلى 3.0% في 2026، ورغم أن هذه الأرقام لا تشكل كارثة، إلا أنها تعكس اقتصادًا عالميًا يتحرك ببطء، دون قدرة على تحقيق انطلاقة قوية.

وقد ساهمت الهدنة التجارية بين أمريكا والصين، التي تستمر حتى نوفمبر 2026، في تخفيف القلق جزئيًا، لكن عوامل الخطر لا تزال قائمة، حيث تحد التوترات الجيوسياسية المتزايدة، والاضطرابات المناخية المتصاعدة، والارتفاع المستمر في الديون العالمية، من قدرة الاقتصاد العالمي على النمو.

أمريكا والصين حرب باردة بذخيرة اقتصادية
الهدنة التجارية بين أمريكا والصين

الاقتصادات المتقدمة: صمود قائم بقدرة محدودة

يحقق الاقتصاد الأمريكي نموًا ثابتًا بنسبة 1.9% في عامي 2025 و2026، وهو ما يعكس محاولته للاستمرار دون تراجع كبير، ومع ذلك، تضع الرسوم الجمركية غير المستقرة، والسياسة النقدية التي تفتقر للمرونة، إلى جانب مخاطر الإغلاق الحكومي واحتمالات التصعيد التجاري الجديد، حدًا واضحًا أمام أي محاولة لدفع النمو إلى مستويات أعلى، ويبقى إنفاق المستهلكين واستثمارات الشركات الركيزة الأساسية التي تمنع الاقتصاد من التراجع.

أما منطقة اليورو، فتنمو بمعدلات هادئة تبلغ 1.2% في 2025، وتتباطأ قليلاً إلى 1.1% في 2026، وعلى الرغم من أن الاستثمارات العامة في البنية التحتية والدفاع توفر دفعة قوية، إلا أن الرسوم الأمريكية الجديدة تسبب قلقاً حقيقياً، وتضغط على الصادرات الأوروبية، مما يحد من قدرة الاقتصاد على النمو السريع.

الأسواق الناشئة: نشاط مرتفع ومعوقات كثيرة

الصين: رغم أدائها الأفضل من المتوقع في 2025، فإن توقعات 2026 تشير إلى نمو بنسبة 4.2% فقط. كما أن هبوط مؤشر "مديري المشتريات التصنيعي" (PMI) إلى 49 (أدنى مستوى منذ أبريل) يؤكد أن الصناعات الصينية مقبلة على مرحلة تباطؤ حقيقية وضعف في الطلب الداخلي والخارجي.

الهند: لا تزال النمر الآسيوي الذي ينهض، ومن المتوقع أن تظل من أسرع الاقتصادات نموًا في 2026، مدفوعة بقوة الاستهلاك المحلي والاستثمارات الحكومية الضخمة. لكن تقلبات أسعار السلع والرسوم الأمريكية ستضغط على صادراتها وهوامش أرباح الشركات.

البرازيل: يُتوقع أن يهبط النمو إلى 1.8% بسبب ضعف الطلب العالمي، وخصوصًا بعد فرض أمريكا رسومًا بنسبة 50% على الواردات البرازيلية، مما يقلص قدرة الاقتصاد على التعافي.

كيف يتعامل العالم مع أزمة الديون؟
الديون العالمية 2025

تباين التضخم: هدوء مؤقت أم موجة أسعار جديدة؟

يُتوقع أن ينخفض التضخم العالمي من 4% في 2025 إلى 3.5% في 2026، لكن الصورة غير متجانسة:

أمريكا: يظل التضخم مرتفعًا نسبيًا عند 2.7% إلى 2.8%، بسبب ارتفاع أسعار الخدمات والرسوم الجمركية الجديدة.

منطقة اليورو: اقترب التضخم للغاية من هدف البنك المركزي الأوروبي عند 2%، مدعومًا بانهيار أسعار الطاقة.

الصين: التضخم ضعيف للغاية عند 0.7%، مما يعكس ضعف الطلب المحلي وزيادة الإنتاج عن الحاجة.

خلاصة التحليل: 2026 يختبر كل النماذج الاقتصادية

يشير التحليل إلى أن العالم مقبل على عام 2026 في وضع توازن هش من نمو محدود وتضخم في اتجاه هبوطي غير مضمون.

من غير المتوقع أن يكون العام مليئًا بأزمات كبيرة، لكنه سيكون سنة اختبار للسياسات الكبرى. 

ويدور السؤال حول قدرة العالم على إدارة التحول في سلاسل الإمداد دون أن تنفجر الأسعار مجددًا، وقدرة الاقتصادات الكبيرة على الموازنة بين الحماية التجارية والنمو الحقيقي،  وتؤكد التقارير أن السياسات التجارية أصبحت الآن أكثر أهمية من السياسات النقدية في تحديد مستقبل الاقتصاد العالمي.

اقرأ أيضًا:-

اقتصاد عالمي بـ124 تريليون دولار، ازدهار رقمي أم فخ ديون يهدد 2026؟

صندوق النقد: هناك سحابة سوداء تخيم على الاقتصاد العالمي

智库要览丨把握全球贸易发展趋势_搜狐网
 

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search