الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025

06:41 م

الأمريكيون يفرّون من فوضى النظام الصحي إلى روشتة الذكاء الاصطناعي

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025 12:42 م

روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي

روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي

يتجه الأمريكيون بوتيرة متسارعة إلى طلب المشورة الصحية من روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في تحول يعكس عمق الأزمة التي يعيشها النظام الطبي الأميركي من طول فترات الانتظار وارتفاع التكاليف ونقص الوقت الذي يمنحه الأطباء لمرضاهم، وبحسب مسح حديث أجرته مؤسسة KFF، استخدم واحد من كل ستة بالغين إلى جانب ربع الأميركيين دون سن الثلاثين روبوتات الدردشة للحصول على معلومات صحية مرة واحدة على الأقل كل شهر، وهي نسب تتزايد وفق تقديرات المشرفين على الدراسة، وهذا الإقبال يعكس بحثاً مستمراً عن وسيلة أسرع وأقل تكلفة وأقرب إلى لغة المريض مما يوفره الطب التقليدي.

وتكشف شهادات المرضى عن أسباب هذا التحول، إذ قامت فتاة من ولاية ويسكونسن كانت تستشير "تشات جي بي تي" باستمرار لتحديد إن كان بإمكانها إلغاء مواعيد طبية باهظة، بينما اعتمدت كاتبة من فرجينيا على الروبوت نفسه لإدارة فترة التعافي بعد جراحة حساسة بسبب تأخر موعد المتابعة مع طبيبها، وحتى اختصاصية نفسية من جورجيا لجأت إلى الذكاء الاصطناعي بعد تجاهل الطاقم الطبي لمخاوفها من آثار جانبية لعلاج السرطان، وهذه القصص الفردية تعكس فجوة أكبر في نظام صحي يرهق المريض ويتركه أحياناً دون إجابات.

الذكاء الاصطناعي مفيد ومثير للقلق

وبرغم الحذر الذي يبديه بعض الأميركيين تجاه دقة المعلومات التي تقدمها هذه الأنظمة، فإن عوامل مثل التوافر على مدار الساعة ورسوم الاستخدام المنخفضة والطريقة “المتعاطفة” التي تصيغ بها الروبوتات ردودها، تجعل التجربة أكثر جاذبية. وعلى عكس البحث التقليدي عبر “جوجل” أو مواقع مثل WebMD، تقدّم روبوتات الدردشة إجابات شخصية الصياغة، ما يمنح انطباعاً بأن التشخيص دقيق ومُصاغ خصيصاً للمستخدم، رغم أن هذا الانطباع يتجاوز قدرات التقنية في كثير من الأحيان، وبعض المستخدمين مثل ريك بيساشيا (70 عاماً) من كاليفورنيا وصف الذكاء الاصطناعي بأنه «مفيد ومثير للقلق في الوقت ذاته»، لأنه يعطي إجابات واثقة لدرجة تدفع البعض إلى الاعتماد المفرط عليه.

ربوتات الدردشة ليست بديلاً عن الأطباء

وتؤكد الشركات المطورة لهذه الأنظمة، مثل “أوبن إيه آي” و"مايكروسوفت"، أن روبوتات الدردشة ليست بديلاً عن الأطباء، وأنها تطوّر تقنياتها بالتعاون مع متخصصين لضمان دقة المحتوى الطبي، والأطباء أنفسهم يعترفون بوجود أزمة ثقة بين المريض ونظام الصحة، ويشير الدكتور روبرت واتشر، رئيس قسم الطب بجامعة كاليفورنيا، إن الناس لا يلجأون إلى الذكاء الاصطناعي حباً فيه، بل هربًا من نظام ينتظر فيه المريض شهورًا لمقابلة متخصص ويدفع مئات الدولارات في كل زيارة.

روبوتات الدردشة تقدّم معلومات غير دقيق في المجال الطبي

غير أن هذه القفزة نحو الطب الرقمي لا تخلو من مخاطر، وكشفت دراسة من “جامعة هارفارد” أن روبوتات الدردشة كثيراً ما تقدّم معلومات غير دقيقة عند مواجهة أسئلة مضللة أو مبهمة، بل قد تعزز أحياناً الاعتقادات الخاطئة للمستخدمين، وأظهرت دراسة أخرى أعدتها جامعة أكسفورد أن معظم الأشخاص الذين استخدموا هذه الأدوات لمحاولة تشخيص أعراضهم لم يصلوا إلى التشخيص الصحيح ولا إلى الخطوة الطبية المناسبة، مثل استدعاء سيارة الإسعاف عند الضرورة، ويظل عدد كبير من المرضى متمسكين بالذكاء الاصطناعي باعتباره “بديل المتاح”، حتى وإن كان معيباً، لأنهم غالباً لا يجدون في النظام الطبي التقليدي سرعة الاستجابة أو الاهتمام الإنساني المطلوب.

نظام صحي مرهق ومكلف وأدوات ذكية سهلة وسريعة

ويقف الأميركيون اليوم بين نظام صحي مرهق ومكلف، وأدوات ذكية سهلة وسريعة لكنها غير معصومة من الخطأ. وبين هذا وذاك يتضح أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد وسيلة تقنية حديثة، بل أصبح طوق نجاة مؤقتاً يلجأ إليه كثيرون لتعويض ما فشل النظام الطبي في تقديمه، مهما كانت المخاطر المحتملة.

اقرأ أيضًا:

علماء يبتكرون أعصابًا اصطناعية رقمية تحاكي خلايا الدماغ

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search