-
الانتقادات تتوالى والشكاوى عرض مستمر، العملاء يهاجمون «فيات X500» لكثرة أعطالها
-
مصلحة الجمارك تخلي مسؤوليتها من إيقاف آلاف الهواتف بسبب الرسوم الجمركية، تفاصيل
-
سباق عالمي على وجبات الجنود، سوق الحصص الغذائية العسكرية يتخطى 5.67 مليار دولار في 2024
-
البنك الزراعي يضع شروط تعجيزية للقروض، ومزارع يشكو بعد خسارة 800 ألف جنيه
سباق عالمي على وجبات الجنود، سوق الحصص الغذائية العسكرية يتخطى 5.67 مليار دولار في 2024
السبت، 22 نوفمبر 2025 04:12 م
صناعة الأغذية العسكرية
ميرنا البكري
أصبحت صناعة الأغذية العسكرية، واحدة من أكثر الصناعات الإستراتيجية التي تقع على خط التماس بين الاقتصاد والأمن القومي، فالتحولات المناخية، واضطرابات سلاسل التوريد، وزيادة الصراعات، كل هذا رفع أهمية وجود منظومة غذائية مستقرة داخل الجيوش، سواءً في التدريب أو ساحات القتال.
كما أن جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، كانوا بمثابة اختبار ضغط لسلاسل الغذاء العالمية، كما أثبتوا أن أي دولة ليس لديها قدرة غذائية عسكرية مستقلة تتعرض لمخاطر مباشرة في عملياتها العسكرية، وهنا ظهر دور التكنولوجيا في الذكاء الاصطناعي وأنظمة التتبع وإنترنت الأشياء وسلسلة الكتل، فكلها أدوات تعيد تشكيل شكل المعيشة العسكرية.

سوق الحصص الغذائية العسكرية عالميًا
في 2024 بلغ حجم السوق حوالي 5.67 مليار دولار، وارتفع في عام 2025 إلى ما يقارب 5.87 مليار دولار، وبحسب التقرير الصادر من شركة G.World فمن المتوقع أن يصل لـ8.2 مليار دولار في 2035، بمعدل نمو سنوي مركب 3.4%، ويعتبر هذا النمو متوسط لكنه ثابت، ما يوضح أن القطاع مستقر ومؤمن لأنه مرتبط بالدفاع، بمعنى آخر حتى إذا حدث ركود اقتصادي عالمي، فميزانيات الجيوش لن تقف، وبالتالي الطلب على الحصص الغذائية لن ينخفض.
خريطة توزيع السوق عالميًا في 2024
ويتضح من خريطة توزيع الإنفاق العالمي لعام 2024، سيطرة واضحة لأمريكا الشمالية التي تستحوذ على النسبة الأكبر من السوق بنسبة 42%، حيث أنفقت حوالي 1,176 مليار دولار أمريكي، ما يعكس ثقلها العسكري والإنفاق الدفاعي الأعلى عالميًا، وتسارع برامج تحديث سلاسل الإمداد العسكرية، وأيضًا التركيز الإستراتيجي المتزايد على جودة منظومات الغذاء العسكري وأمنها، فهذه العوامل معًا تجعل المنطقة، مركز الثقل في صناعة المعيشة العسكرية وتقنياتها المتقدمة.
أما إنفاق أوروبا، فبلغ حوالي 672 مليار دولار بنسبة 24% من السوق العالمي، ويؤكد هذا الرقم أن أوروبا لاعب أساسي، وهذا يعود لتركيزها الكبير على تحديث سلاسل الإمداد العسكرية، وضمان جاهزية الجيوش بعد الأحداث الجيوسياسية الأخيرة، ومع استمرار خطط التحديث، يستمر الإنفاق هناك غالبًا في الارتفاع تدريجيًا.
في المقابل، تهيمن أسيا والمحيط الهادئ على 20% من السوق العالمي بإنفاق وصل إلى 560 مليار دولار، حيث تتجه اقتصاداتها الكبرى إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي وتقليص الاعتماد على الموردين، وبالتالي يُعد تحول أمام صعود إقليمي قادر على إعادة رسم التوازنات المستقبلية في سوق الإمداد العسكري عالميًا.
وسجل إنفاق أمريكا اللاتينية حوالي 224 مليون دولار بحصة 8%، ورغم أن حجمها أصغر لكنها تظهر كسوق ناشئ يمتلك إمكانيات للنمو، فبدأت المنطقة تهتم أكثر بتطوير الأنظمة اللوجستية ورفع جودة الإعاشة العسكرية، ومع تحسن اقتصاد بعض الدول، فيُما يتوقع أن يزداد الطلب في السنوات المقبلة.
وبالنسبة لـ"إفريقيا والشرق الأوسط"، فالإنفاق بلغ 168 مليون دولار بنسبة 6%، ويعكس هذا الرقم أن المنطقة، بدأت تتحرك تجاه تحسين البنية الإمدادية واعتماد تقنيات أحدث في المعيشة العسكرية، فإذا استمر هذا الاتجاه فسيكون هناك مساحة نمو هامة أمام الشركات العالمية.

أبرز محركات النمو الاقتصادية عالميًا
ارتفاع الإنفاق العسكري عالميًا
وقفز الإنفاق العسكري العالمي من 1.86 تريليون دولار في 2018، إلى 2.72 تريليون في عام 2024، وكل دولار زيادة في ميزانية الدفاع يرفع الطلب على الحصص الجاهزة MRE (وجبات متكاملة ومعبأة، تستخدمها الجيوش لتوفير طعام جاهز للجنود في الميدان دونما حاجة للطهي)، والتغذية التكتيكية، وحلول الإعاشة في العمليات الخارجية.
الاعتماد على الوجبات الجاهزة
وتحتاج الجيوش إلى طعام سريع ذو قيمة غذائية عالية، ويتحمل مناطق بدون مطابخ وأيضًا فترة صلاحية طويلة، ما دفع الشركات لتطوير منتجات جديدة خفيفة وسهلة الحمل.
أحدث التقنيات في تطوير منظومات المعيشة العسكرية
وشهدت تقنيات المعيشة العسكرية، تطور كبير في السنوات الأخيرة، أبرزها التجفيف بالتجميد الذي يساعد على تقليل وزن الوجبات مع الحفاظ على قيمتها الغذائية، والتعبئة بالتفريغ التي ترفع العمر التخزيني وتحافظ على جودة المحتوى لفترات أطول.
أيضًا دخلت الرقمنة بقوة من خلال أنظمة تتبع الشحنات باستخدام RFID، وتقنيات البلوك تشين لضمان الدقة والشفافية في حركة الإمدادات، ومع تطور الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن التنبؤ بنقص الإمدادات قبل حدوثه، وأيضًا توزيع الوجبات حسب النشاط البدني لكل فرد، لكي يصل له النوع والكمية المناسبة اللي تحافظ على أعلى مستوى من الأداء.
البعد الجيوسياسي لصناعة الأغذية العسكرية
وخلقت الصراعات الجيوسياسية، تحديدًا في أوكرانيا، والبحر الأحمر، وإفريقيا الساحلية، ضغطًا هائلًا على سلاسل الغذاء، ما جعل الجيوش تتجه لتأمين خطوط إنتاج محلية بدلًا من الاعتماد على الاستيراد، وهو ما أدى إلى نمو شركات وطنية في الهند، وتركيا وكوريا الجنوبية، ودول خليجية، وذلك بهدف الاكتفاء الذاتي العسكري الغذائي، الذي يعد عنصر قوة في أي سيناريو حرب طويلة.
شكل الوجبات الجاهزة (MRE) ولماذا هي سوق يُقدر بمليارات ؟
وتعتبر وجبات MRE هي "المنتج النجم" في الصناعة نظرًا لأنها خفيفة، ومتوازنة، وصالحة لسنوات طويلة، وسهلة التحضير بفتح الكيس فقط، فهي تحتوي على طبق رئيسي وطبق جانبي ومشروبات ومحليات وتسخين ذاتي أحيانًا.

منافسة العملاقة على صناعة الأغذية العسكرية عالميًا
ويمتلئ السوق العالمي للأغذية العسكرية بالمنافسة بين العملاقة، وكل دولة تحاول أن تفرق نفسها بطابعها الخاص، فأمريكا تركز على وجبات مريحة مثل الباستا والشوربات والبسكويت والحلويات، أما فرنسا فتقدم وجبات راقية بها بط وأرنب وأنواع جبن فاخرة.
وفي آسيا تشتهر تايلاند بالأكلات الحارة التي أساسها الأرز، وكوريا معروفة بالنودلز والأطعمة المخمرة، بينما تركيا تقدم وجبات مشبعة وبروتين أعلى، أما الصين، فتطور بسرعة كبيرة محتوى الوجبات لكي يواكب احتياجات جيشها الضخم، ويعكس كل هذا أن ثقافة ومطبخ كل دولة، ينتقل لحقائب الجنود ويظهر في كل وجبة عسكرية.
أبرز الفرص الاقتصادية في صناعة الأغذية العسكرية
1.التحول العالمي نحو الجيوش الذكية Smart Armies، فيتطلب هذا التحول وجبات محسوبة السعرات تدعم التحمل العضلي، وغنية بالأحماض الأمينية، ومدمجة مع مكملات دقيقة.
2. ارتفاع الطلب في الدول الناشئة خاصةً في كل من:- (الهند، تركيا، إندونيسيا، السعودية، الإمارات) وذلك لمواكبة برامج التحديث العسكري.
3. توريد للبعثات الإنسانية وعمليات الإغاثة وليس للجيوش فقط، فوجبات MRE أصبحت مهمة للأمم المتحدة والإغاثة في الكوارث الطبيعية.
أبرز التحديات الاقتصادية التي تواجه الصناعة
1. ارتفاع تكاليف المواد الخام والتعبئة تحديدًا في الحبوب والزيوت والبروتينات ومواد التغليف العازلة.
2. اضطرابات النقل العالمية كالحرب الروسية، والبحر الأحمر، وتايوان، فكلها تهدد نقل الغذاء العسكري.
3. الحاجة لابتكار مستمر، ففي الفترة الأخيرة أصبحت الجيوش تطلب تحسينات مستمرة، من وزن أقل للوجبات، وقيمة أعلى، ومدة صلاحية أطول.
بالتالي انتقلت صناعة الأغذية العسكرية، من كونها مجرد عبوات غذاء إلى قطاع تقني عالي القيمة بمعدل نمو سنوي ثابت (3.4%)، وأيضًا طلب مدفوع بالإنفاق العسكري والتوترات الجيوسياسية، مع هيمنة أمريكية ولكن أسيا في طريقها للصعود، في وقت تُعد فيه هذه الصناعة في الأساس “مؤشر صحة للاقتصاد العسكري”، فكلما زادت قدرة الدولة على تصنيع غذائها العسكري محليًا، ارتفعت قدرتها على الاستقلال في أي حرب ممتدة.
اقرأ أيضًا:-
صناعة السلاح العالمية.. اقتصاد يزداد توترًا ونفوذًا، وأمريكا تتصدر المشهد

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
سوق أقمشة السيارات يقترب من 40 مليار دولار في 2025، هل مصر ستدخل اللعبة؟
19 نوفمبر 2025 01:04 م
إيلون ماسك على عرش التصنيف، أغنى 5 رؤساء تنفيذيين في العالم
19 نوفمبر 2025 09:01 ص
ACWA Power السعودية تنافس أكبر 5 شركات للطاقة المتجددة في العالم
18 نوفمبر 2025 03:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً