ستاربكس وتسلا تخسران المليارات، هل انتهى عصر العلامات التجارية المحصنة؟

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025 12:12 ص

هل انتهى عصر العلامات التجارية المحصنة؟

ميرنا البكري

شهد عام 2025، تصحيحًا قاسيًا لقيم العلامات التجارية على مستوى العالم، فشركات كانت على قمة قطاعاتها من ستاربكس لتسلا، خسرت مليارات من قيمتها السوقية في عام واحد فقط، وفقًا لبيانات حديثة من Brand Finance.

وما حدث ليس تراجعًا عابرًا فحسب، بل مؤشرٌ على أن السوق العالمي يدخل مرحلة جديدة، من منافسة أعلى لمستهلك أقوى وتكاليف تشغيل تزداد، ونماذج أعمال تحتاج أن تتغير سريعًا، سنوضح أبرز العلامات التجارية التي تراجعت قيمتها في 2025، مع تسليط الضوء على أبرز التوقعات.

Starbucks to shrink menu by 30% to fix operations — **ستاربكس**

أكبر العلامات التجارية الخاسرة في 2025

ستاربكس، أكبر ضربة في القائمة، خسارة تُقدر بـ 21.9 مليار دولار

فقدت شركة ستاربكس، أكثر من ثلث قيمتها تقريبًا في عام واحد فقط، من 60.7 مليار إلى 38.8 مليار دولار، ويعود هذا الانهيار لتغير سلوك المستهلكين بعد موجات تضخم عالمية، مع صعود موجة القهوة المختصة (عالية الجودة)، والتي انتشرت بسرعة وأصبحت تنافس في السعر والجودة، إضافة إلى تراجع الإقبال في الصين، التي كانت أكبر سوق نمو لهم.

تسلا، العلامة التي تهتز مع كل تحرك في قطاع السيارات الكهربائية

وخسرت تسلا 15.3 مليار دولار، وقد كان هذا متوقعًا تحديدًا بعد المنافسة الصينية الشرسة بقيادة BYD، وأيضًا تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا، مع ضغط أسعار من الحكومات والشركات، فيما هبطت قيمة العلامة من 58.3 إلى 43 مليار دولار، وهو ما يعني أن الفترة المقبلة، ستكون اختبارًا جادًا لشركة كانت دائمًا "الحصان الأسود" في السوق.

WeChat، ضربات على جبهة التكنولوجيا الصينية

وخسرت الشركة 8.8 مليار دولار، وهذا نظرًا للتشديدات التنظيمية على شركات التكنولوجيا في الصين، مع ظهور منصات جديدة تنافس على الإعلانات والخدمات الرقمية، وأيضًا تراجع نمو الاقتصاد الصيني نفسه، فلاتزال "وي تشات"، منصة ضخمة لكن معدلات النمو الخاصة بها ليست كما كانت.

ما هو علم سلوك المستهلك؟ — **سلوك المستهلك العالمي**

علامات تجارية تراجعت، لكن لازالت صامدة بقوة

وهناك العديد من العلامات التجارية التي تلقت ضربة كبيرة لكنها ما زالت ضمن أقوى العلامات عالميًا مثل، مرسيدس، Shell ،FedEX، حيث خسرت مرسيدس بنز 6.4 مليار دولار وهو رقم ضخم إلى حدم ما، لكن قيمتها بعد الخسارة لازالت 53 مليار دولار، ما يؤكد على قوتها وثقة المستهلك بها.

أما Shell، فخسرت 4.9 مليار دولار، لكن لاتزال قيمتها تُقدر بـ45.4 مليار دولار، فهي لاتزال من أقوى العلامات في الطاقة، وخسرت FedEx حوالي 5.6 مليار دولار، وهذا يعود لتباطؤ التجارة العالمية وتكلفة النقل، كما يتم استنتاج من الأرقام السابقة، أن الخسارة كبيرة لكن هذه العلامات، لم تفقد مكانها في السوق، وهذا يدل على قوة نموذج الأعمال ومرونته.

علامات تجارية كبيرة تخسر، فما السبب؟

التحول الكبير في سلوك المستهلك العالمي

وفي الفترة الأخيرة، اتجهت الأفراد للتفكير أكثر في عدة معايير منها السعر، والقيمة مقابل الخدمة، مع الاعتماد أكثر على البدائل المحلية، وبالتالي يؤثر على العلامات الضخمة التي كانت مصدر أمان وموثوقية في الماضي.

موجة تضخم وتكاليف تشغيل مرتفعة

وتُعد تسلا وستاربكس أكبر مثال على هذا، فالتكاليف تزداد، وفي نفس الوقت من الصعب رفع الأسعار على المستهلك، ما يشكل ضغطًا كبير على هامش الربح، ومن ثم تراجع واضح في قيمة العلامة التجارية.

منافسة غير مسبوقة خاصةً من الصين

وأصبحت الصين تمتلك قدرة أكبر على البناء، أسرع وأرخص تحديدًا في السيارات، والتكنولوجيا، والخدمات.

ترتيب أكبر 10 خاسرين في عام 2025

العلامة التجارية	حجم الخسارة 2025
Starbucks	21.9 مليار دولار
Tesla	15.3 مليار دولار
WeChat	8.8 مليار دولار
Mitsui	7 مليار دولار
Mercedes-Benz	6.4 مليار دولار
EY	5.8 مليار دولار
FedEx	5.6 مليار دولار
Shell	4.9 مليار دولار
Elevance	4.2 مليار دولار
Spectrum	3.1 مليار دولار

يكشف هذا الترتيب أكثر القطاعات التي تضررت في عام 2025.

توقعات 2026، من سيتعافى بشكل أكبر؟

وقد تشهد ستاربكس، إعادة هيكلة للقهوة الجاهزة وتوسعات في الأسواق الرخيصة، فمن المتوقع أن يصبح النمو بطيئًا، لكن من الممكن أن تستعيد جزءًا من قيمتها، أما تسلا فإذا طرحت موديلات أرخص بنسبة 20 لـ30% فستواجه قفزة كبيرة في قيمتها السوقية، وإذا لم يحدث فستضغط المنافسة من الشركات الصينية على قيمتها أكثر، كما أن تعافي WeChat مرهون بالاقتصاد الصيني والإصلاحات التنظيمية، وهذا ليس قبل 2026.

ونستنتج بعد هذا التحليل، أن قوة العلامة التجارية لا تعني أمانًا مطلقًا، كما المنافسة العالمية أصبحت أسرع وأقسى، والمستهلك العالمي أصبح لديه وعي وقدرة على اختيار الأفضل له، فالسوق العالمي دخل مرحلة جديدة بها تحديات كبيرة، لكنها في الوقت ذاته فرصة للشركات القادرة على الابتكار والتأقلم بسرعة.

وأظهرت التجربة، أن العلامات القوية ليست محصنة، كما أن التعافي يعتمد على سرعة التكيف مع التغيرات في السلوك الاستهلاكي، وضغط المنافسة، وتكاليف التشغيل، فالشركات التي ستنجح في 2026 وما بعدها، هي التي تدرك كيفية تحويل هذه التحديات إلى فرص للنمو والمحافظة على ولاء عملائها وإعادة بناء قيمتها السوقية بشكل مستدام.

كما أصبح السوق، ساحة اختبار حقيقي، والعلامات التجارية القادرة على التكيف بسرعة هي من تظل في القمة.

Top 10 most valuable global brands 2025: India's most valuable revealed — **العلامات التجارية العالمية**

من سنجر إلى ستاربكس، كيف تطور "الفرانشايز " إلى صناعة عالمية؟

مبيعات تسلا تتراجع بالصين لأدنى مستوى لها خلال 3 سنوات

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.