من سنجر إلى ستاربكس، كيف تطور "الفرانشايز " إلى صناعة عالمية؟
الأحد، 05 أكتوبر 2025 04:24 م

نظام "الفرانشايز"
ميرنا البكري
في وقت العالم كله يبحث عن طرق أمان للاستثمار، يظهر نظام "الفرانشايز" كأنه الطريق السريع لريادة الأعمال، ففكرته بسيطة لكنها ذكية، فبدلًا من بدأ مشروع من الصفر، فيشتري رائد الأعمال "الحق" في فتح مشروع جاهز تحت اسم علامة تجارية ناجحة مثل "ماكدونالدز" أو “كنتاكي”، أي الانغماس في لعبة كبيرة، لكن بخطوات محسوبة ومع دعم من الشركة الأم.

ما هو نظام الفرانشايز؟
الفرانشايز ببساطة هو اتفاق تجاري بين طرفين، المانح (الشركة الأم صاحبة العلامة التجارية ونظام التشغيل)، والمستفيد (رائد الأعمال الذي يحصل على الحق في تشغيل المشروع بنفس الإسم والطريقة).
الفكرة تكمن في الاعتماد على نموذج عمل جاهز بدلًا من تضييع سنوات في التجربة، وهذا يشمل كل شيء من العلامة والتصميم حتى التدريب والدعم الفني والتسويق.
الفرق بين الفرانشايز وباقي النظم التجارية
الكثير من الأفراد لا يدركوا الفرق بين الفرانشايز والوكالة أو التوزيع، لكن الحقيقة هناك فروق كبيرة، فالوكالة تعني أن الوكيل يبيع منتجات الشركة، لكن ليس لديه نظام تشغيل خاص، والتوزيع، يعني شراء الموزع للبضاعة وبيعها مرة أخرى، لكن ليس تابعًا لنظام متكامل.
لكن الفرانشايز يأخذ العلامة والتدريب وطريقة التشغيل والدعم التسويقي، أي يبدأ مشروع متكامل وليس بيع منتجات فقط.
خلفية سريعة، من سنجر لستاربكس
تاريخ الفرانشايز ليس جديدًا، بل يعود للقرن الـ 19 مع شركة "سنجر" الخاصة بماكينات الخياطة، فحينما بدأت شركة سنجر بيع ماكينات الخياطة، حيث واجهت مشكلة بأن الماكينات كانت عالية التكلفة وأغلب الأفراد لا يستطيعون شرائها بسهولة، فبدأت الشركة تعطي لـ وكلاء محليين حق بيع الماكينات في مناطق معينة، أي كل وكيل يحصل على منطقة حصرية ويبيع بها تحت اسم “سنجر”، وهؤلاء الوكلاء كانوا يعرضون الماكينات كأنهم شركاء، ويشرحون طريقة استخدامها، ويوفرون صيانة وقطع غيار، وأيضًا يبيعون بالتقسيط.
أي باختصار، لم تكتفي سنجر بأن تصنع وتبيع، بل أعدت شبكة بيع وتوزيع منظمة، والتي كانت النواة الأولى لفكرة الفرانشايز كما نعرفها اليوم.
وبعدها بدأت سلاسل عالمية مثل "كنتاكي" و"ماكدونالدز" تعتمد هذا النظام وتتحول لعلامات عالمية، وحاليًا أصبح الفرانشايز صناعة ضخمة تغطي كل القطاعات تقريبًا، من المطاعم، والتعليم، والصحة، والتجزئة، وأيضًا قطاع الضيافة.
أنواع الفرانشايز
1. فرانشايز المنتج، مثل شركات السيارات التي تركز على بيع منتجاتها.
2. فرانشايز التصنيع أو التوزيع، كشركات المشروبات العالمية التي تعطي حق الإنتاج والتوزيع محليًا.
3. فرانشايز نموذج العمل، وهذا يجمع كل شيء من العلامة، لطريقة التشغيل، للتسويق، والتدريب مثل مطاعم الوجبات السريعة.
تكاليف وعقد الفرانشايز
عقد الفرانشايز ليس مجرد ورقة، بل منظومة كاملة تنظم العلاقة بين المانح والمستفيد، وأهم مكوناته:-
رسوم البداية (Initial Fee):- هو مبلغ يتم دفعه لمرة واحدة لكي تحصل على حق الامتياز.
الرسوم الدورية (Royalty Fees):- نسبة من المبيعات أو الأرباح يتم دفعها بصورة دورية.
رسوم التسويق (Marketing Fees):- هي مساهمة في الحملات الإعلانية المركزية للعلامة.
التزامات التشغيل:- الالتزام بالمعايير المحددة من الشركة الأم.
مدة العقد:- تكون عادة من 5 ل 10 سنوات، وقابلة للتجديد.
المزايا، لماذا يغري الفرانشايز رواد الأعمال؟
وذلاك لأن عقد الفرانشايز أكثر أمانًا، فرائد الأعمال يدخل في مشروع جاهز ومجرب من قبل، مما يعود عليه بالنفع من سمعة عالمية وإعلانات ضخمة، بالإضافة إلى سهولة التمويل، فأغلب البنوك تفضل تمويل مشاريع الفرانشايز لأنها أقل مخاطرة، وبالتالي ينمو المشروع سريعًا لأنه جزء من شبكة عالمية جاهزة للتوسع.
أبرز التحديات والمخاطر لعقد الفراشايز
الرسوم عالية:- النسبة قد تصل النسبة إلى 10% من المبيعات.
قيود صارمة:- من غير المسموح تغيير المنيو أو ديكور المتجر.
منافسة داخلية:- قد تجد فرع آخر لنفس العلامة في نفس المدينة.
اعتماد كامل على الشركة الأم: أي أزمة ليهم ستؤثر على رائد الاعمال فورًا.
العقود محددة المدة: إذا لم تجدد، قد تخسر استثمارك بأكمله.
أبرز العلامات التجارية التي استخدمت عقد الفرانشايز
1.ماكدونالدز، تمتلك الشركة أكثر من 38 ألف فرع حول العالم.
2.KFC، يوجد في 140 دولة حول العالم
3.تعتمد كل من ستاربكس وهيلتون على نظام الفرانشايز للتوسع عالميًا.
4.البيك والطيار للسفر، هذه نماذج عربية ناجحة بدأت محليًا وأصبحت علامات إقليمية.
ختامًا، الفرانشايز ليس وصفة سحرية للثراء، لكنه أذكى طريقة تبدأ بها مشروع مضمون نسبيًا، ففي مصر والعالم العربي، لايزال هذا المجال في بداياته، لكنه واعد للغاية خاصةً مع توجه الشباب لريادة الأعمال ودخول علامات مصرية بدأت تفكر في منح حقوق تشغيل لغيرها.
إذا وسعت الدولة والبنوك دعمهم لهذه المشاريع، قد يصبح الفرانشايز واحد من أهم محركات النمو في الاقتصاد المحلي خلال الخمس سنوات المقبلة.
اقرأ أيضًا:-
منح الامتياز التجاري، طريقك إلى النجاح أو نقطة البداية لأسوأ قرار تجاري؟
5 مخاوف تعيق رواد الأعمال، وكيف تحوّلها إلى فرص ذهبية

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
تقرير عالمي يؤكد ضرورة النظر إلى الموارد المائية كعامل حيوي في دفع عجلة الاقتصاد
02 أكتوبر 2025 01:57 م
كيف يمكن لمستثمر صغير أن يقلب سوق الأسهم ويعرض مؤسسات كبرى لخسائر فادحة؟
01 أكتوبر 2025 08:55 م
ماذا يعنى نمو الأنشطة غير النفطية للسعودية 55.6%؟ المملكة تتجه لتغيير شكل اقتصادها
02 أكتوبر 2025 12:22 ص
أكثر الكلمات انتشاراً