50 مليون مشاهدة وتكلفة أقل، أول دراما صينية بالكامل بالذكاء الاصطناعي تصنع التاريخ

الخميس، 13 نوفمبر 2025 06:25 م

الذكاء الاصطناعي في صناعة السينما

ميرنا البكري

في السنوات الأخيرة لم يعد الذكاء الاصطناعي أداة تقنية فحسب، لكنه أصبح مخرج وسيناريست وممثل ومونتير أيضًا، وهو ما يظهر بوضوح في التجربة الصينية التي قلبت موازين الإنتاج الفني، حيث تصدرت مسلسلات مثل "المرآة الغريبة للجبال والبحار" و"الثعلب الشيطاني ذو الذيول التسعة يقع في حبي" المشاهدات أونلاين، بأرقام تخطت 50 مليون مشاهدة، رغم أنها بالكامل من إنتاج الذكاء الاصطناعي من النص للموسيقى التصويرية، مما يؤكد أن الصين مقبلة على مرحلة جديدة في الاقتصاد الإبداعي، مرحلة بها التكنولوجيا لا تساعد الفن بل تخلقه من الصفر.

Artificial Intelligence Can Augment Film Production and Editing — **الذكاء الاصطناعي يدخل بقوة في صناعة السينما**

التحول الاقتصادي، صناعة الفن تتكهرب بالذكاء الصناعي

يُعد ما يحدث في الصين تحول اقتصادي كبير في سوق الترفيه، فبدلًا ما كانت المسلسلات تحتاج فرق ضخمة من الكُتاب والممثلين والمصورين، فاليوم الإنتاج أصبح أسرع وأرخص وأقل مخاطرة، فأدوات مثل Chat GPT تكتب السيناريو، وMidjourney تخلق الصور والمشاهد، ويحول Kling AI الصور لفيديوهات متكاملة، وأداة Suno تؤلف الموسيقى التصويرية.

الذكاء الاصطناعي ساهم في خفض تكلفة الإنتاج بنسبة قد تصل لـ 70% مقارنة بالأعمال التقليدية، مع قدرة على إنتاج كم ضخم من المحتوى القصير الموجه للهواتف الذكية، وهذا السوق الأسرع نمواً في الصين، وهو ما يعني أن هذه الصناعة قد تفتح باب اقتصاد جديد بالكامل قائم على المحتوى الآلي، وتخلق فرص لشركات التقنية بدلًا من شركات الإنتاج التقليدية.

من خلف الكواليس، المبدع الإنساني لايزال موجود لكن دوره يتغير

على سبيل المثال، استخدم المخرج تشين كون أدوات الذكاء الصناعي لكن لم يستغني بالكامل عن البشر، فالفريق البشري كان مسؤول عن المونتاج والدبلجة وتنقية الصوت، مما يعني أن الإنسان لايزال له دور، لكن الدور يتحول من "إبداع مباشر" لـ "إشراف فني"، أي ببساطة بدلًا ما يرسم الفنان لوحة، فأصبح يوجه الذكاء الاصطناعي على كيفية رسمها.

الجدل الاقتصادي والأخلاقي، تهديد أم فرصة؟

أعادت الأحداث في الصين فتح نقاش عالمي قديم، فهل الذكاء الاصطناعي يسرق وظائف المبدعين؟ أم يفتح باب جديد من نوع مختلف؟ في هوليوود مثلًا، كانت هذه التكنولوجيا أحد أسباب إضراب الكتاب والممثلين عام 2023، لأنهم خشوا أن تحل البرامج محل الشركات، لكن في المقابل تعتقد الصين أن هذا فرصة لتوسيع سوقها الفني وجذب استثمارات جديدة في قطاع التكنولوجيا الترفيهية، أي ما يحدث قد يولد سوق عمل جديدة تماماً لمطوري البرمجيات والمبدعين الرقميين ومهندسي الصوت والصورة الافتراضية.

التوقعات الاقتصادية، بداية ثورة في اقتصاد الإبداع

إذا استمر هذا الاتجاه، فالعالم يتجه نحو ثورة في صناعة المحتوى، خاصةً في الأسواق التي لديها كثافة سكانية رقمية كالصين والهند، فالإنتاج الآلي سيقلل تكاليف شركات الإعلام، وسيزيد عدد الأعمال الفني بشكل ضخم، وبالتالي تنتقل المنافسة من، من لديه ممثل مشهور؟ لـ من يمتلك خوارزمية أذكى؟

وبحسب تقديرات محللين في بكين، يُتوقع أن يصل حجم سوق المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي لـ 30 مليار دولار بحلول 2030، إذا استمر بنفس معدل النمو الحالي.

الصين تقود والعالم يشاهد

تصنع الصين اليوم نموذج جديد للعالم بأكمله، ليس في الصناعة أو الذكاء الاصطناعي فقط، لكن أيضًا في إعادة تعريف الفن والدراما والخيال البشري، فالذي بدأ كمجرد تجربة في "مسلسل تنانين" أصبح مشروع دولة يجمع بين التكنولوجيا والثقافة والاقتصاد الرقمي.

مما يعني أن الدراما المنتجة بالذكاء الصناعي بداية مرحلة جديدة من الاقتصاد الإبداعي العالمي، بها البطل ليس إنسان بشري، لكنه آلة ذكية تتعلم من البشر وتقلدهم حتى تتفوق عليهم.

الدراما الصينية المنتجة بالذكاء الاصطناعي لا تغير شكل الشاشة فقط، بل تغير شكل سوق العمل والإنتاج الفني والاقتصاد الرقمي ككل، فالذكاء الاصطناعي يقلل التكاليف ويزود الإنتاج ويفتح مجالًا جديدًا للتنافس على "الإبداع الرقمي"، لكن في نفس الوقت يطرح سؤال مخيف: هل الجيل المقبل من الفنانين سيكونون بشريين أم خوارزميات؟.

سباق الذكاء الاصطناعي، استثمارات عالمية نحو عقلٍ رقمي يتفوق على البشر

بصناعة السينما والسياحة، الصين تصعّد بأسلوب ناعم للرد على السياسات الأمريكية

Oscar and Artificial Intelligence (AI): a new era for cinema — **هل الجيل المقبل من الفنانين سيكونون بشريين أم خوارزميات؟**

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.