مطارات أمريكا على حافة الفوضى، الإغلاق الحكومي يهدد الحركة الجوية

الجمعة، 07 نوفمبر 2025 04:09 م

الطيران الأمريكي

مع دخول الإغلاق الحكومي الأمريكي يومه السابع والثلاثين، يبدو أن واحدة من أكثر البنى التحتية حساسية في البلاد “نظام الطيران المدني”، التي تقف على حافة أزمة غير مسبوقة، تهدد بتقويض موسم السفر الأكثر ازدحامًا في العام، موسم عيد الشكر، وتكشف عن هشاشة العلاقة بين السياسة والاقتصاد في أكبر اقتصاد في العالم.

**الإغلاق الحكومي الأمريكي يهدد الطيران**

شلل تدريجي في سماء مزدحمة

الإدارة الفيدرالية للطيران تواجه ضغوطًا هائلة في ظل نقص حاد في عدد مراقبي الحركة الجوية، الذين يعملون دون رواتب منذ أكثر من شهر.

ووفقًا لوزير النقل الأمريكي شون دافي، ستبدأ الحكومة بخفض تدريجي للرحلات بنسبة 4%، ترتفع إلى 10% الأسبوع المقبل، في محاولة لتخفيف الضغط وضمان السلامة.

هذه الخطوة تعني فعليًا شللًا جزئيًا في حركة الطيران، إذ سيطال الخفض نحو 40 مطارًا، من بينها المطارات الخمسة الأكثر ازدحامًا في البلاد: شيكاغو، وأتلانتا، ودالاس، ودنفر، ولوس أنجلوس.

خسائر اقتصادية فادحة

بيانات شركة سيريوم لتحليلات الطيران ترسم صورة قاتمة، إلغاء نحو 1800 رحلة يوم الجمعة وحده، ما يعادل فقدان أكثر من 268 ألف مقعد، ويترجم هذا إلى خسائر مالية مباشرة لشركات الطيران، وتكاليف إضافية للمسافرين والاقتصاد المحلي في المدن الكبرى التي تعتمد جزئيًا على حركة المسافرين.

مطار "أوهير" في شيكاغو يأتي في صدارة المتضررين، بخسارة تقدر بـ121 رحلة، يليه مطار "هارتسفيلد جاكسون" في أتلانتا بـ104 رحلات.

هذه الأرقام تشير إلى ضربة قاسية لموسم السفر، وربما أولى مؤشرات الركود في قطاع الطيران الأمريكي إن استمر الإغلاق.

الجوع يطرق أبواب واشنطن، الإغلاق الحكومي يضع ملايين الأمريكيين في خطر

تداعيات تمتد إلى سوق الأسهم

رغم محاولات شركات الطيران طمأنة المسافرين، بتأكيد أن الرحلات الدولية لن تتأثر، إلا أن الأسواق لم تتقبل الرسالة بالسهولة ذاتها، فقد شهدت أسهم شركات كبرى مثل يونايتد إيرلاينز وأمريكان إيرلاينز انخفاضًا في تعاملات الخميس، تعبيرًا عن مخاوف المستثمرين من تصاعد الخسائر.

وبينما تبنت الشركات سياسات مرنة لاسترداد الأموال في خطوة نادرة، إلا أن هذا يشير إلى قلق عميق من تأثير الإغلاق الممتد على ثقة المستهلك وسلوك السفر في المدى القصير.

الإغلاق.. أزمة سياسية بتكلفة اقتصادية

جذور الأزمة سياسية بحتة، إذ بدأ الإغلاق في الأول من أكتوبر بسبب خلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين حول تمويل برنامج التأمين الصحي المعروف بـ"أوباما كير".

لكن مع تعطل رواتب نحو 750 ألف موظف فيدرالي، تحولت الأزمة من جدل تشريعي إلى مأزق اقتصادي يهدد قطاعات متعددة.

ويبدو أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تستخدم خفض سعة الطيران كورقة ضغط إضافية على الديمقراطيين، في مشهد يعيد إلى الأذهان إغلاق 2018-2019، عندما أجبر توقف الرحلات في مطار "لاجوارديا" الكونجرس على التحرك لإنهاء الأزمة.

السماء الأمريكية تترنح تحت وطأة الإغلاق، نقص حاد في مراقبي الحركة الجوية يهدد قطاع النقل

سلامة الطيران في دائرة الخطر

النقص المزمن في مراقبي الحركة الجوية، الذي يقدر بنحو 3500 مراقب أقل من المستوى المطلوب، تفاقم بفعل الإغلاق، بينما المراقبون يعملون لساعات إضافية إلزامية، فيما ارتفعت نسبة التأخيرات والإلغاءات إلى 44% الأسبوع الماضي، مقارنة بـ5% في الظروف الطبيعية.

القلق هنا لا يقتصر على راحة المسافرين، بل يمتد إلى السلامة الجوية ذاتها، إذ إن إرهاق المراقبين في بيئة عالية الضغط قد يزيد من احتمالات الأخطاء البشرية.

أكثر من مجرد مواجهة سياسية

تتجه أزمة الإغلاق الحكومي إلى أن تصبح أكثر من مجرد مواجهة سياسية في واشنطن، إنها اختبار حقيقي لقدرة البنية التحتية الأمريكية على الصمود تحت ضغط الخلافات الحزبية.

وفي الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون طمأنة الرأي العام بأن الإجراءات مؤقتة، فإن المؤشرات الاقتصادية من انخفاض أسهم الطيران إلى خسائر المطارات، تنذر بأن استمرار الإغلاق سيكلف الاقتصاد الأمريكي مليارات الدولارات، وربما يخلف آثارًا أطول مدى على ثقة المستثمرين والمستهلكين.

يبدو أن السجال السياسي في واشنطن يوشك أن يتحول إلى أزمة اقتصادية في السماء، حيث يدفع المواطن الأمريكي ثمن الخلافات من وقته وماله وسلامته.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.