الجوع يطرق أبواب واشنطن، الإغلاق الحكومي يضع ملايين الأمريكيين في خطر
الأحد، 02 نوفمبر 2025 07:56 م
الإغلاق الحكومي الأمريكي
مع دخول الإغلاق الحكومي الأمريكي شهره الثاني، تحوّل النزاع السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الموازنة والرعاية الصحية إلى أزمة اقتصادية واجتماعية تهدد ملايين الأمريكيين في معيشتهم اليومية.
الإغلاق الذي بدأ مطلع أكتوبر، أصاب شرايين الدولة بالشلل، إذ تم تسريح نحو 670 ألف موظف فيدرالي دون أجر، بينما أجبر 730 ألف موظف آخرون على العمل بلا مقابل، من بينهم عناصر الجيش، ومراقبو الحركة الجوية، وحراس الحدائق الوطنية.

ووفق تقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس (CBO)، فإن كل أسبوع إضافي من الإغلاق يكلف الاقتصاد الأمريكي نحو 6 مليارات دولار من الناتج المحلي الإجمالي، ما يعني أن استمرار الأزمة لشهرين قد يخصم أكثر من 0.3% من الناتج الأمريكي البالغ نحو 28 تريليون دولار.
الأمن الغذائي على المحك
الأخطر من الخسائر الاقتصادية هو التهديد المباشر للأمن الغذائي، إذ يعتمد نحو 42 مليون أمريكي على برنامج المساعدات الغذائية التكميلية (SNAP)، الذي يواجه خطر التوقف مع نفاد التمويل الفيدرالي، كما أن برنامج المساعدات للنساء والأطفال (WIC)، الذي يخدم أكثر من 6.5 مليون مستفيدة، قد ينفد قريبًا، ما يفاقم المخاطر الاجتماعية.
اقرأ أيضًا:
بين الحذر والضرورة، هل يواصل الفيدرالي الأمريكي خفض الفائدة رغم ضغوط الإغلاق الحكومي؟
الأمن الغذائي في مهب السياسة
في خضم الصراع حول تمويل برامج الرعاية الصحية والطوابع الغذائية، تتصاعد المخاوف من أن تتحول الأزمة إلى كساد اجتماعي مصغر.
فقد حذر مسؤولون من أن ملايين الأسر ستفقد القدرة على شراء المواد الغذائية الأساسية خلال أيام، خاصة مع قرب نفاد أموال برنامج المساعدات الغذائية للنساء والأطفال (WIC)، الذي يخدم أكثر من 6.5 مليون مستفيدة.
وفي غياب اتفاق بين الحزبين، تعجز الحكومة عن استخدام احتياطي طوارئ بقيمة 5 مليارات دولار لتغطية العجز، في حين تتزايد طوابير المحتاجين أمام بنوك الطعام في مدن مثل ديترويت وهيوستن وفينيكس، وهي ظاهرة أعادت إلى الأذهان مشاهد الركود العظيم عام 2008.
تقديرات مراكز الأبحاث المستقلة تشير إلى أن واحدًا من كل ثمانية أمريكيين قد يواجه انعدام الأمن الغذائي بحلول نهاية نوفمبر إذا استمر الإغلاق، فيما ترتفع النسبة إلى واحد من كل خمسة بين الأطفال.
وبينما يتبادل الجمهوريون والديمقراطيون الاتهامات، يبقى ملايين الأمريكيين رهائن لعبة سياسية باتت تهدد أهم مظاهر القوة الأمريكية: الاستقرار الاجتماعي والقدرة الشرائية للأسر.

تكلفة سياسية واقتصادية باهظة
الأزمة الراهنة تأتي في وقت حساس يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي تباطؤًا ملموسًا، فبيانات وزارة التجارة أظهرت أن معدل النمو الفصلي تباطأ إلى 1.6%، مع انخفاض ثقة المستهلكين إلى أدنى مستوياتها منذ عامين.
إغلاق المؤسسات الفيدرالية لا يضر فقط بالموظفين، بل يشل أيضًا عقود المقاولين وشركات الخدمات العامة والمطاعم الصغيرة التي تعتمد على النشاط الحكومي.
وتقدر غرفة التجارة الأمريكية أن نحو 2.3 مليون وظيفة خاصة مهددة بالتأثر المباشر إذا استمرت الأزمة لأكثر من ثمانية أسابيع.
على الصعيد السياسي، تظهر استطلاعات الرأي أن 45% من الأمريكيين يحملون ترامب والجمهوريين مسؤولية الإغلاق، مقابل 33% للديمقراطيين، بينما يميل المستقلون إلى تحميل الحزب الجمهوري المسؤولية بنسبة 2 إلى 1، وهو ما قد ينعكس سلبًا على فرص الحزب في الانتخابات النصفية المقبلة.
وفي حين تحاول إدارة ترامب تبرير الموقف باعتباره إصلاحًا ماليًا ضروريًا، يرى خبراء الاقتصاد أن التوقف الحكومي الطويل يقوض ثقة المستثمرين في قدرة واشنطن على إدارة شؤونها المالية، خصوصًا بعد أزمة سقف الدين الأخيرة التي كادت تدفع الولايات المتحدة إلى حافة التخلف عن السداد.
اقرأ أيضًا:
رئيس الفيدرالي الأمريكي: الإغلاق الحكومي يُصعّب مهمة التوقعات الاقتصادية
الجوع كجرس إنذار اقتصادي
تاريخيًا، كانت الإغلاقات الحكومية السابقة قصيرة نسبيًا ولا تتجاوز بضعة أسابيع، لكن استمرار هذا الإغلاق لشهرين يجعله الأطول منذ إغلاق عام 2018-2019 الذي كلف الاقتصاد الأمريكي أكثر من 11 مليار دولار.
وتتجه الأزمة حاليا إلى مرحلة جديدة، إذ أصبح الأمن الغذائي هو محور الصراع وليس فقط الرعاية الصحية، هذا التحول يعكس هشاشة شبكات الأمان الاجتماعي الأمريكية التي تعتمد على التمويل الفيدرالي المستمر دون بدائل محلية فعالة.
ومع كل يوم يمر، تتزايد الضغوط على الأسر الفقيرة والمتوسطة، ما ينذر بارتفاع معدلات الفقر الغذائي والتضخم الاجتماعي، وتراجع الإنفاق الاستهلاكي، وهو ما قد يدخل الاقتصاد الأمريكي في دوامة تباطؤ يصعب كبحها سريعًا.

أمريكا على مفترق طرق
الإغلاق الحكومي الأمريكي لم يعد مجرد شلل إداري، بل تحول إلى اختبار لصلابة النموذج الاقتصادي والاجتماعي الأمريكي، خاصة أن ملايين الأمريكيين باتوا مهددين بالجوع في أكبر اقتصاد في العالم.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
صراع المرشحين على قيادة الفيدرالي في عهد ترامب، من سيحرك الدولار والفائدة؟
02 نوفمبر 2025 06:00 م
صناعة اللياقة في السعودية، استثمارات بمليارات الريالات تستهدف 40% من السكان بحلول 2030
02 نوفمبر 2025 03:00 م
مصر تسعى للريادة الإقليمية في صناعة الهواتف بـ 200 مليون دولار استثمارات
02 نوفمبر 2025 01:10 م
أكثر الكلمات انتشاراً