-
بقيمة 4 تريليونات دولار.. رجال أعمال يتربعون على عرش الاستثمار في العملات المشفرة
-
البورصة: 3.16 مليار جنيه صافي أصول صناديق الذهب، و80% من المستثمرين شباب
-
ديون الصين تصل إلى 336% من الناتج المحلي، فقاعة اقتصادية تهدد الحلم المالي لبكين في 2025
-
وزير البترول: ارتفاع إنتاج مصر من الغاز خلال أغسطس مسجلًا أول زيادة منذ 3 سنوات
الإغلاق الحكومي الأمريكي، مقامرة سياسية تضع المواطن في خط النار
الخميس، 23 أكتوبر 2025 11:00 ص

الإغلاق الحكومي مقامرة سياسية تضع المواطن في خط النار
ميرنا البكري
يعتبر الإغلاق الحكومي الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي حاليًا اختبار حقيقي لقوة المؤسسات السياسية والمالية في أكبر اقتصاد في العالم، فيواجه ترامب الديمقراطيين وجهًا لوجه في معركة تمويل الحكومة، ونتيجة ذلك أكثر من مليون موظف فيدرالي لم يحصلون على رواتبهم، ومناخ سياسي يشتعل قبل الانتخابات النصفية.

إلى أين تعود الحكاية؟
بدأت الأزمة حينما فشل الكونجرس في تمرير قرار تمويلي مؤقت لتسيير الحكومة، بسبب الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين على بند الإنفاق الحكومي وبعض أولويات التمويل في الموازنة.
كما رفض ترامب أي تنازلات، وقال بوضوح: “لن نبتز من الديمقراطيين”، وفي المقابل، يعتقد الديمقراطيين أن الإدارة تستخدم التمويل كوسيلة ضغط سياسية، وليست كأداة إدارة دولة، ونتج عن ذلك إغلاق الحكومة جزئيًا، مما يعني إيقاف وزارات ومؤسسات اتحادية، وتعطل ملايين المعاملات والخدمات الحكومية.
التأثير الاقتصادي المباشر، شلل جزئي لكن بتكلفة كبيرة
يكلف الإغلاق الحكومي الاقتصاد الأمريكي مليارات كل أسبوع، كما أن العمالة الفيدرالية المتوقفة مؤشر على تراجع القوة الشرائية والإنفاق الاستهلاكي الذي يعتبر محرك الاقتصاد الأمريكي الأساسي، كما تباطأت الخدمات العامة مثل مراقبة الطيران، والأمن الغذائي، والمساعدات الاجتماعية، وأيضًا ثقة المستثمرين في السوق الأمريكي بدأت تهتز، خاصةً مع قرب الانتخابات التي تجعل المناخ السياسي ليس مستقرًا.
ويعتبر البنك الفيدرالي أن كل أسبوع إغلاق قد يقلل الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 0.1 إلى 0.2%، وهذا رقم ضخم على اقتصاد يتخطى 27 تريليون دولار.
البُعد السياسي، صراع نفوذ وليس خلاف موازنة
يحاول ترامب أن يقدم نفسه كبطل الانضباط المالي، في مقابل اتهامه للديمقراطيين بـ"الابتزاز السياسي"، لكن خلف الكواليس، فهذه الأزمة معركة سيطرة على الموازنة قبل الانتخابات النصفية، والتي عادةً تكون مؤشر على مزاج الناخب الأمريكي، وإذا استمر هذا الإغلاق، ستتراجع القوة الشرائية للناخب، ووقتها قد يتحول الغضب الشعبي ضد الحزب الحاكم، وهذا ما يخشاه ترامب، رغم أنه يحمل خصومة المسئولية بالكامل.
التأثير على الأسواق، توتر مؤقت أم خطر طويل المدى؟
على المدى القصير، تتفاعل أسواق الأسهم عادة سلبًا في أول أسبوعين من أي إغلاق حكومي بسبب حالة عدم اليقين، لكن إذا استمرت الأزمة سيحدث تأخير في صرف عقود حكومية كبيرة لشركات التكنولوجيا والدفاع، وتباطؤ في المشروعات الفيدرالية للبنية التحتية، وأيضًا ضغوط على الدولار في السوق العالمية إذا فقد المستثمرون الثقة في التزامات الحكومة قصيرة الأجل، ومع وجود فائدة مرتفعة بالفعل بسبب سياسة التشديد النقدي، فيزيد الإغلاق من التوتر المالي في وقت حساس للغاية.
ترامب والانتخابات النصفية، الاقتصاد في قلب المعركة
قال ترامب بنفسه: "عادةً يخسر الرؤساء الانتخابات النصفية"، ما يعني أنه يدرك أن أي تدهور اقتصادي سيكلف الجمهوريين، لذلك قد يكون الإغلاق مقامرة سياسية، فإما يثبت ترامب أنه صارم أمام الديمقراطيين، او خسارة تأييد الطبقة الوسطى التي يصل لها تأثير الأزمة في المرتب والمصروف.
إلى أين يتجه الاقتصاد الأمريكي؟
إذا تم توقف الإغلاق خلال أسابيع قليلة، قد يستعيد الاقتصاد الأمريكي عافيته بسرعة، خاصةً مع قوة السوق المحلية ومرونة الشركات الأمريكية، لكن إذا استمرت الأزمة لشهور، سيحدث تباطؤ نمو اقتصادي في الربع الأخير من السنة، وزيادة في معدلات البطالة المؤقتة، وضغط جديد على تصنيف الديون الأمريكية، مما يفتح باب لجدل أوسع حول كفاءة إدارة المالية العامة في عهد ترامب.
الاقتصاد الأمريكي بين المطرقة والسندان
في النهاية، يُعد الإغلاق الحكومي مرآة لأزمة الثقة بين جناحي السياسة الأمريكية، فيحاول ترامب أن يظهر بأنه القائد القوي، لكن المواطن الأمريكي العادي هو من يدفع الثمن.
الأسواق تترقب، والعالم يراقب، والنتيجة ستُحدد بحسب قدرة واشنطن على تجاوز الحسابات السياسية الضيقة لصالح الاستقرار الاقتصادي.
اقرأ أيضًا:-
الإغلاق الحكومي الأمريكي، اقتصاد في مهب الريح وأزمات تتفاقم بعد مرور أكثر من 20 يومًا
تداعيات الإغلاق الأمريكي على سوق الإسكان، قروض متوقفة ومخاطر تمتد إلى البنوك

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
بين الحلم والحقيقة، لماذا لم تتحقق السيارات النووية حتى الآن؟
21 أكتوبر 2025 03:00 م
تداعيات الإغلاق الأمريكي على سوق الإسكان، قروض متوقفة ومخاطر تمتد إلى البنوك
20 أكتوبر 2025 03:53 م
لماذا أصبح الذكاء الاصطناعي شرطًا للبقاء في سوق صناعة المنتجات الاستهلاكية؟
20 أكتوبر 2025 03:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً