بين الحذر والضرورة، هل يواصل الفيدرالي الأمريكي خفض الفائدة رغم ضغوط الإغلاق الحكومي؟
الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 08:05 م
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
بينما يدخل الاقتصاد الأمريكي مرحلة حساسة من التباطؤ، يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه السابع هذا العام وسط ظروف استثنائية، من بينها الإغلاق الحكومي المستمر الذي أربك صدور البيانات الرسمية، وعمق حالة الغموض بشأن مسار السياسة النقدية.
تحول بعد طول انتظار
بعد دورة تشديد نقدي استمرت طويلًا، عاد الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر الماضي إلى نهج التيسير النقدي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في أول تقليص منذ مطلع العام، وتبعًا لتوقعات أعضائه، فإن خفضين إضافيين بنفس الوتيرة كانا على الطاولة لهذا العام، أحدهما في اجتماع أكتوبر الحالي، والآخر في ديسمبر المقبل.
ورغم أن التحول أراح الأسواق المالية، إلا أن الضغوط التضخمية المتبقية والمخاوف من عودة الأسعار إلى الارتفاع ما زالت تؤرق صناع السياسة النقدية.

اقرأ أيضًا:
الفيدرالي الأمريكي يحدد مصير أسعار الفائدة اليوم وتوقعات بالتخفيض
تضخم يهدأ والحذر مستمر
تظهر أحدث البيانات أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي تباطأ إلى 3% في سبتمبر مقارنة بـ3.1% في أغسطس، في حين استقر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي عند 2.9%، وهو المستوى الأدنى منذ عامين، وهذه الأرقام، التي جاءت أقل من التوقعات، تقدم دعمًا قويًا لمؤيدي خفض الفائدة، إذ تعكس نجاح السياسة النقدية السابقة في كبح جماح الأسعار دون أن تدفع الاقتصاد نحو ركود حاد.
في المقابل، حذر رئيس الفيدرالي جيروم باول من أن بعض العوامل غير المستقرة، مثل الرسوم الجمركية الجديدة وتراجع الإنتاج الصناعي، قد تعيد إشعال التضخم في حال التسرع بالتيسير النقدي.

إغلاق حكومي.. وضباب في البيانات
يزداد موقف الفيدرالي تعقيدًا بفعل الإغلاق الحكومي الذي عطّل صدور عدد من التقارير الاقتصادية الحيوية، وفي مقدمتها تقرير الوظائف الشهري الذي يعتمد عليه البنك لتقييم أوضاع سوق العمل، ومع أن بيانات التضخم صدرت في موعدها، إلا أن غياب مؤشرات التوظيف والدخل يجعل من الصعب على صناع القرار قياس مدى تباطؤ الطلب الحقيقي داخل الاقتصاد.
اقرأ أيضًا:
الفيدرالي أمام مفترق جديد، هل يبدأ زمن التيسير بعد أطول تشديد في التاريخ الحديث؟
ترامب يضغط.. والفيدرالي يتأنى
رغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يخفي استياءه من أداء باول، واصفًا إياه بـ”الرئيس غير الكفء للاحتياطي الفيدرالي”، فإن الفيدرالي ما زال متمسكًا بالاستقلالية الحذرة، محاولاً الموازنة بين ضغوط البيت الأبيض ورؤية الأسواق.
في ضوء تلك المعطيات، ينقسم المحللون بين من يرى ضرورة خفض الفائدة اليوم بمقدار 25 نقطة أساس لدعم النشاط الاقتصادي المتباطئ وتخفيف آثار الإغلاق الحكومي، وبين من يفضل التريث حتى تتضح الصورة بشأن سوق العمل والتضخم.

قرار بين التيسير والحذر
إذا كنت صانع القرار داخل اللجنة الفيدرالية، تبقى الإشكالية واضحة ما بين:
- البيانات تشير إلى تباطؤ وتراجع في التضخم.
- الإغلاق الحكومي يهدد بتجميد النشاط الاقتصادي.
- لكن التسرع في التيسير قد ينسف مكاسب عام كامل من السيطرة على الأسعار.
وفي ظل هذا التوازن الدقيق، فإن خفضًا محدودًا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس اليوم، يبدو الخيار الأقرب إلى الواقعية، ويبعث الطمأنينة للأسواق دون أن يفرط بانضباط السياسة النقدية، ويمنح الفيدرالي الوقت الكافي لمراقبة البيانات حتى نهاية العام.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
المملكة تدخل نادي الـ13، السعودية بين الدول المنتجة للشركات المليارية في 2025
29 أكتوبر 2025 05:00 م
القوة الآسيوية تكتسح، كيف تقود "نيودلهي وبكين" ثورة الطاقة الخضراء عالميًا؟
29 أكتوبر 2025 03:00 م
196 مليار دولار في عام، السعودية نحو نهضة عمرانية واقتصادية غير مسبوقة
28 أكتوبر 2025 10:30 ص
أكثر الكلمات انتشاراً