كفاءة أكبر وإنتاجية أعلى، الذكاء الاصطناعي يعيد رسم استراتيجية التوظيف داخل مايكروسوفت

الأحد، 02 نوفمبر 2025 11:19 م

شركة مايكروسوفت

محمد السيد

أعلنت شركة مايكروسوفت عن استراتيجية جديدة في سياسات التوظيف، تقوم على الدمج الكامل لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف إداراتها، بما يعيد رسم خريطة العمل داخل الشركة ويغيّر مفهوم النمو الوظيفي التقليدي، في خطوة تعكس التحول الأعمق في عالم التكنولوجيا والعمل.

وقال الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا إن المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في عدد الموظفين، ولكن بأسلوب مختلف، إذ سيكون تحقيق الإنتاجية العالية الهدف الأساسي، لا مجرد زيادة عدد العاملين.

النمو سيكون أكثر كفاءة بفضل الذكاء الاصطناعي

ناديلا أوضح، في حديثه خلال بودكاست "BG2" مع المستثمر براد جيرستنر، أن مايكروسوفت أنهت سنتها المالية 2025 دون تغييرات كبيرة في هيكل التوظيف، حيث بلغ عدد موظفيها نحو 228 ألف شخص، ومع ذلك، تستعد الشركة لمرحلة توسع جديدة بعد أن فقدت نحو 15 ألف وظيفة خلال العام الماضي نتيجة إعادة هيكلة واسعة، قائلا: "سننمو من جديد، لكن هذه المرة سيكون النمو أكثر كفاءة بفضل الذكاء الاصطناعي، لا على الرغم منه".

موجة التغيير تمثل نقطة تحول في بيئة العمل داخل مايكروسوفت

وأشار إلى أن موجة التغيير الحالية تمثل نقطة تحول في بيئة العمل داخل مايكروسوفت، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من أدوات الموظفين اليومية عبر منتجات مثل "مايكروسوفت 365" و"جيتهاب كوبيلوت"، والتي تستند إلى نماذج متقدمة من "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك"، وأكد أن العام المقبل سيكون بمثابة "عام تعلّم شامل" داخل الشركة، إذ سيُطلب من الموظفين إعادة اكتساب المهارات بأسلوب جديد يواكب طبيعة الأدوات الذكية.

الثورة التقنية تشبه التحولات التي أحدثها البريد الإلكتروني

ويرى ناديلا أن هذه الثورة التقنية تشبه التحولات التي أحدثها البريد الإلكتروني وبرنامج إكسل في تسعينيات القرن الماضي، حين غيّرا جذريًا طريقة العمل المكتبي، وقال: "اليوم لا يمكن لأي عملية تخطيط أو تنفيذ أن تبدأ دون الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، سواء في التحليل أو اتخاذ القرار أو التعاون بين الزملاء".

إعادة تشكيل سوق العمل

ويأتي هذا التحول في وقت تشهد فيه صناعة التكنولوجيا بأكملها إعادة تشكيل لسوق العمل، وشركة أمازون، على سبيل المثال، أعلنت هذا الأسبوع عن تسريح 14 ألف موظف إداري ضمن خطة لإعادة هيكلة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وفي المقابل، تُظهر نتائج مايكروسوفت نجاح هذا النهج، حيث سجلت الشركة ارتفاعًا بنسبة 12% في الإيرادات السنوية، وحققت أعلى هامش تشغيلي منذ عام 2002، وهو ما يعكس مدى تأثير دمج الذكاء الاصطناعي في رفع الكفاءة وتحقيق النمو المستدام.