الإثنين، 03 نوفمبر 2025

09:22 م

الـ AI يهدد الأمان الوظيفي، تغيرات هيكلية في سوق العمل الأمريكي

الإثنين، 03 نوفمبر 2025 01:10 م

تسريح الموظف الأمريكي

تسريح الموظف الأمريكي

في صباح عادي، بات كثير من الموظفين الأمريكيين يفتحون بريدهم الإلكتروني بخوف حقيقي، خشية أن يجدوا تلك الجملة العبثية: «نأسف لإبلاغك…».. موجة التسريحات التي تجتاح الشركات الكبرى، من أمازون إلى مايكروسوفت وإنتل، لم تعد حدثًا عابرًا بل تحولًا هيكليًا في سوق العمل الأمريكي، وخاصة بدخول الإغلاق الحكومي الأمريكي شهره الثاني.
 

فبينما تعيد الشركات توجيه استثماراتها نحو الذكاء الاصطناعي وتقلص الأقسام التقليدية، يعيش ملايين الموظفين حالة من القلق الوجودي على مستقبل وظائفهم، وسط تباطؤ اقتصادي وتراجع فرص التوظيف الجديدة.

بلغ عدد الوظائف التي تم تسريحها في الولايات المتحدة أكثر من 720 ألف وظيفة منذ بداية 2024، بزيادة تفوق 30% عن العام السابق، بينما تشير استطلاعات منصة «إنديد» إلى أن واحدًا من كل أربعة موظفين بدأ بالفعل في العمل بوظيفة ثانية عن بعد خوفًا من فقدان مصدر دخله الأساسي.

 

اقرأ أيضًا:

27 ألف موظف منذ عام 2022، «أمازون» تواصل عملية تسريح موظفيها

تحول الشركات نحو الأتمتة.. ذكاء اصطناعي على حساب البشر

خلف هذا المشهد القاتم، تقف استراتيجيات إعادة الهيكلة التي تنفذها كبرى شركات التكنولوجيا، ففي الوقت الذي تضخ فيه مايكروسوفت وأمازون وجوجل مليارات الدولارات في مشاريع الذكاء الاصطناعي، يجري التخلص من آلاف الموظفين في الأقسام الإدارية والهندسية لدعم التحول الرقمي وخفض التكاليف.

كما خصصت الشركات الأمريكية ما يزيد عن 250 مليار دولار للاستثمار في الذكاء الاصطناعي منذ عام 2022، ما تسبب في تسارع الاستغناء عن الوظائف البشرية لصالح أنظمة ذكية أكثر كفاءة وأقل كلفة، لكن هذا التوجه، رغم ما يعد به من إنتاجية مرتفعة وأرباح أعلى، بدأ يحدث اختلالًا في سوق العمل، إذ تراجع الطلب على الوظائف المكتبية التقليدية بنسبة 18% خلال عام واحد، بينما زادت المنافسة على الوظائف التقنية عالية المهارة، ما جعل إعادة التوظيف بعد التسريح أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

الموظف في مواجهة الذكاء الاصطناعي

الموظف الأمريكي في مواجهة المجهول.. من الراتب الثابت إلى الخطة البديلة

في مواجهة هذه التحولات، لم يقف الموظفون مكتوفي الأيدي، فقصص مثل مايكل بيرمانا من أمازون أو إدواردو نورييجا من مايكروسوفت تكشف عن عصر جديد من المرونة القسرية. بيرمانا استغل إجازة الأبوة ليكسب وقتًا قبل تسريحه، في حين أسس نورييجا شركة توظيف خاصة إلى جانب عمله الأساسي، لتصبح لاحقًا مصدر دخله الرئيسي بعد فقدانه وظيفته، هذه التجارب تعكس تحولًا ثقافيًا عميقًا، الأمان الوظيفي لم يعد يعني البقاء في وظيفة مستقرة، بل القدرة على التكيف والتخطيط المسبق

الكثيرون بدأوا ببناء صناديق طوارئ مالية تتيح لهم تحمل البطالة لستة أشهر أو أكثر، فيما توسع آخرون في العمل المستقل والمشاريع الجانبية، وبحسب تقرير مؤسسة جالوب، ارتفعت نسبة الأمريكيين الذين يملكون مصدر دخل ثاني من 27% في عام 2020 إلى 42% في عام 2025، في دلالة على تآكل الثقة في الاستقرار المهني التقليدي.

 

اقرأ أيضًا:

شركة «إنتل» تلغي مصانع وتسرح موظفين لتعزيز الربحية ومنافسة الذكاء الاصطناعي

انعكاسات اقتصادية.. قلق الموظفين يهدد النمو الأمريكي

لا تقتصر تداعيات هذه الأزمة على الأفراد فحسب، بل تمتد إلى بنية الاقتصاد الكلي الأمريكي، فالخوف من التسريح يضغط على الاستهلاك المحلي، الذي يمثل نحو 70% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، وتظهر بيانات وول ستريت جورنال أن الأسر التي تخشى فقدان وظائفها تقلل إنفاقها بنسبة 15 إلى 20%، وتزيد معدلات الادخار بنفس النسبة تقريبًا.

هذا التغيير في سلوك المستهلكين يكلف الشركات الأمريكية نحو 120 مليار دولار سنويًا من الإيرادات الضائعة، ويهدد بتباطؤ النمو في وقت تعاني فيه الأسواق العالمية أصلًا من ضغوط التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة. بمعنى آخر، خوف الموظفين أصبح متغيرًا اقتصاديًا مؤثرًا بحد ذاته، حيث يؤدي إلى انخفاض في الثقة، وتراجع في الطلب، وبالتالي حلقة مفرغة من الانكماش الوظيفي والاستهلاكي معًا.

موجة من تسريح الموظفين

الأمان المهني في عصر الذكاء الاصطناعي

اليوم، لم يعد السؤال في الولايات المتحدة هو هل سيحدث التسريح؟ بل متى سيحدث؟، في ظل التغيرات التكنولوجية والاقتصادية المتسارعة، أصبح الأمان الوظيفي هدفًا يصنعه الأفراد بأنفسهم، لا امتيازًا تمنحه الشركات، وإن من ينجو في سوق العمل القادم ليس الأكثر ولاءً أو خبرة، بل الأكثر استعدادًا للتعلم، والقدرة على التكيف، وبناء مصادر دخل متنوعة، وبينما يراهن أصحاب الأعمال على خفض النفقات بالذكاء الاصطناعي، يراهن الموظفون على ذكائهم البشري في البقاء، إنها بداية فصل جديد في الاقتصاد الأمريكي، حيث يتحول العامل من ترس في منظومة كبرى إلى مشروع مستقل يحاول النجاة من تسونامي الأتمتة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search