تسريح 3 آلاف عامل وخفض نفقات بـ5 مليارات كرونة، «فولفو» تراهن على البقاء
الخميس، 04 سبتمبر 2025 03:20 م

شركة فولفو للسيارات
في خطوة تعكس التحديات المتصاعدة التي تواجهها صناعة السيارات عالميًا، أعلنت شركة فولفو السويدية للسيارات، عن تراجع مبيعاتها العالمية بنسبة 9% خلال أغسطس 2025، لتصل إلى 48,029 سيارة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وعلى الرغم من أن الهبوط يبدو محدودًا نسبيًا في ظاهره، إلا أن خلفياته وأبعاده الاستراتيجية تشير إلى أزمة أعمق من مجرد تقلب موسمي في الطلب.
تراجع المركبات الكهربائية.. تحدي مزدوج
اللافت في تقرير فولفو أن مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل تراجعت بنسبة 28%، لتشكل فقط 20% من إجمالي المبيعات، بينما انخفضت مبيعات الطرازات الكهربائية المعززة بما في ذلك الهجينة القابلة للشحن بنسبة 17%.
هذا التراجع يطرح تساؤلات حيوية حول مدى قدرة الشركة على المنافسة في سوق من المفترض فيه أنه المستقبل الأبرز لصناعة السيارات.
إن تراجع الطلب على السيارات الكهربائية لا يخص فولفو وحدها، بل هو جزء من موجة أوسع تضرب القطاع، وسط ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتباطؤ بناء البنية التحتية لمحطات الشحن، وتراجع الحوافز الحكومية في بعض الأسواق الكبرى.
لكن بالنسبة لفولفو، التي لطالما تباهت بخططها الطموحة للتحول الكامل إلى السيارات الكهربائية بحلول نهاية العقد، فإن هذا التراجع قد يكون بمثابة جرس إنذار استراتيجي.
اقرأ أيضًا:
«فولفو» تستدعي سيارات شهيرة لوجود عيب خطير في نظام الفرامل
عودة سامويلسون.. رهان على الحرس القديم
في محاولة للحد من التدهور، أعادت فولفو تعيين رئيسها التنفيذي السابق، هاكان سامويلسون، الذي يعرف بخبرته الطويلة وتاريخه في إعادة هيكلة الشركات.
عودته في هذه المرحلة العصيبة لم تكن مفاجِئة، بل جزء من خطة طوارئ أوسع تهدف إلى تقليص النفقات، وضبط الاستثمارات، وإعادة ترتيب أولويات النمو.
من أبرز ملامح خطة سامويلسون، الإعلان عن برنامج تقشف ضخم بقيمة 18 مليار كرونة سويدية نحو 1.87 مليار دولار، يشمل تسريح حوالي 3,000 موظف، وخفض التكاليف غير المباشرة بنحو 5 مليارات كرونة "عملة السويد"، والتركيز على عمليات أكثر رشاقة.
وقد ترافق هذا الإعلان مع هبوط فوري في أسهم الشركة بأكثر من 10%، ما يعكس توتر المستثمرين تجاه المسار المستقبلي لفولفو.

الرسوم الجمركية تضرب القلب التجاري للشركة
من بين العوامل الهيكلية التي تعقد وضع فولفو، تأتي الرسوم الجمركية الأمريكية على صادرات السيارات الأوروبية، وهي مشكلة تمس الشركة مباشرة كونها تعتمد بشكل كبير على التصدير من أوروبا إلى السوق الأمريكية.
هذه الرسوم أضرت بالقدرة التنافسية لفولفو في واحد من أهم أسواقها، في وقت يشهد فيه الطلب الأمريكي أيضًا تباطؤًا عامًا.
ورغم إعلان فولفو أنها لن تخرج بالتأكيد من السوق الأمريكية، فإنها بدأت بالفعل في نقل إنتاج طرازها الأكثر مبيعًا XC60 إلى مصنعها في كارولاينا الجنوبية، في خطوة تظهر تحولًا حذرًا نحو التصنيع المحلي كحل استراتيجي لمواجهة السياسات الحمائية الأمريكية.
اقرأ أيضًا:
فولفو: العملاء سيتحملون تكلفة الرسوم الجمركية التي تصل إلى 50% على السيارات المستوردة
إعادة هيكلة السوق الأمريكية.. ما بين الالتزام والتكيف
إلى جانب نقل الإنتاج، أطلقت فولفو خطة لإعادة تنظيم وجودها في أمريكا الشمالية، عبر إنشاء منطقة إدارية جديدة تحت اسم "الأمريكتين"، وتعيين قيادة محلية مستقلة.
والهدف هو تحقيق استقلالية إقليمية تسمح بتصميم طرازات خاصة للأسواق المحلية، استجابة لتباين الأذواق، بعيدًا عن الحلول العالمية الجاهزة.
لمح سامويلسون إلى أن فولفو قد تطور طرازات مخصصة للسوق الأمريكية مثل SUV متوسطة الحجم أو هجينة قابلة للشحن، بالتوازي مع سيارة EX90 الكهربائية، في محاولة لاستعادة الحصة السوقية التي بدأت تتآكل.
جيلي تدخل المشهد.. التكامل الصيني السويدي
في إطار خطة التقشف، أعلنت فولفو أنها ستعتمد جزئيًا على شركتها الأم الصينية جيلي لتقاسم تكاليف المواد وتوسيع شبكة الموردين، في تحرك ينتظر أن يوفر حوالي 3 مليارات كرونة.
هذا التكامل قد يكون سلاحًا ذو حدين، فمن جهة، يعزز القوة الشرائية ويقلل التكاليف، لكنه من جهة أخرى يثير تساؤلات في الأسواق الغربية حول مدى استقلال العلامة السويدية في قراراتها التصنيعية.
نظرة مستقبلية.. هل تنجح فولفو في قلب المعادلة؟
تشير كافة المعطيات إلى أن فولفو تواجه مرحلة انتقالية معقدة، ليست فقط نتيجة الظروف الاقتصادية أو السياسات التجارية، بل أيضًا بسبب تغيرات بنيوية في سوق السيارات العالمي.
ما بين ضغوط التحول الكهربائي، وتراجع ثقة المستهلك، واضطرابات سلاسل التوريد، تبدو فولفو مضطرة إلى إعادة تعريف ذاتها وهويتها السوقية.
الرهان الحالي على خطة سامويلسون يبدو محفوفًا بالمخاطر، لكنه ربما الخيار الوحيد المتاح لإنقاذ الشركة من انزلاق طويل الأمد.
فالسؤال لم يعد فقط، كيف تعود فولفو إلى الربحية؟ بل كيف تعيد مواءمة استراتيجيتها مع واقع عالمي يتغير بسرعة غير مسبوقة؟
فولفو الآن أمام مفترق طرق، نجاحها لن يتحدد فقط من خلال أرقام المبيعات في الأشهر المقبلة، بل بقدرتها على تنفيذ تحول استراتيجي جريء يوازن بين خفض التكاليف، وتلبية تطلعات الأسواق، وتحقيق الابتكار ضمن مسار التحول نحو المركبات النظيفة.
إن لم تنجح فولفو في هذا التحول، فقد تجد نفسها، مثل كثير من صناع السيارات التقليديين، ضحية لعصر جديد لم تتهيأ له بالشكل الكافي.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الذكاء الاصطناعي ومستقبل الاقتصاد العربي.. هل نحن على أعتاب نقلة نوعية؟
04 سبتمبر 2025 02:41 م
كوكاكولا أم بيبسيكو، من يحكم سوق المشروبات ؟
03 سبتمبر 2025 07:39 م
أكثر الكلمات انتشاراً