مليون موظف خارج الخدمة، أكبر نزيف في سوق العمل الأمريكي منذ جائحة كورونا

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 03:20 م

الاقتصاد الأمريكي

ميرنا البكري

بعد سنوات من سوق عمل ناري كان يمثل العمود الفقري للاقتصاد الأمريكي بعد جائحة كورونا خلال 2020، تمر الولايات المتحدة بواحدة من أكبر موجات تسريح العمال في تاريخها الحديث، إذ أُعلن في سبتمبر 2025، عن تسريح أكثر من 54 ألف وظيفة على نحو أقل بنسبة 26 % عن العام المنصرم، إلا أن الصورة السنوية بأكملها تعكس تحديات وعقوبات كبيرة، وفقًا لمنصة "أجور إنفينيتي".

على مدار الربع الثالث من 2025، وصلت عمليات التسريح المخطط لها 202 ألف وظيفة، بزيادة 16% عن نفس الفترة منذ 2024، إذ أعلن أصحاب الأعمال في أمريكا تسريح 946 ألف موظف حتى نهاية سبتمبر الماضي، وهو أعلى رقم منذ بدء جائحة كورونا.

صدمة قوية تنتظر سوق العمل الأميركية: حالات تسريح وركود يلوح في الأفق | اندبندنت عربية — **تسريح 54064 وظيفة**

القطاعات الأكثر نزيفًا، الحكومة في الصدارة

اللافت أن القطاع الحكومي بنفسه، إذ خرج من الخدمة نحو 299 ألف موظف حكومي عام 2025، من ضمنهم 289 ألف فيدرالي، ثم جاء قطاع التكنولوجيا الذي سرّح نحو 107 ألف موظف، وأيضًا قطاع التجزئة ضحى بـ86 ألف موظف.

هذه القطاعات كانت في الماضي رمز لقوة سوق العمل الأمريكي، لكن أصبحت الشركات- تحت ضغط رهيب من تراجع المبيعات وارتفاع التكاليف التمويلية وتباطؤ النمو العام - تستغنى عن العمالة.

مأزق الفيدرالي.. بين نار التضخم وجليد البطالة

أصبح الآن بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) في ورطة حقيقية، ووظيفته الأساسية تحقيق توازن بين هدفين، التشغيل الكامل (أي البطالة تنخفض)، واستقرار الأسعار (أي التضخم عند 2%)، لكن أصبح الهدفان يتضاربان، إذ خفض الفيدرالي الفائدة في سبتمبر 25 نقطة أساس لتكون ما بين 4 و4.25%، في محاولة منه لدعم التوظيف بعد بدء السوق في التراجع.

لكن المشكلة أن التضخم لم يهبط بالشكل المطلوب، ولا تزال هناك ضغوط أسعار في المسكن والطاقة والسلع الأساسية، وبالتالي أي خفض إضافي للفائدة قد يشعل التضخم مرة أخرى.

إذا استمر الوضع بشكله القائم، قد تدخل أمريكا مرحلة “ركود ناعم”، أي يضعف النمو بدون انهيار كبير، وفي حالة استمرار التسريحات بهذه الوتيرة، ستقلل الشركات الإنتاج والإنفاق، وأيضًا المستهلك الأمريكي (المحرك الرئيسي للاقتصاد) يقلل الإنفاق، بما قد يحول الركود الناعم إلى ركود حقيقي في 2026.

السيناريو الآخر، أن الفيدرالي يبدأ سلسلة خفض جديدة للفائدة قبل نهاية العام، لكي ينقذ سوق العمل، لكن هذا سيكون مغامرة كبيرة إذا عاد التضخم للارتفاع من جديد خاصةً في عام انتخابات مثل 2025، التي تؤثر فيها السياسة دائمًا على قرارات الاقتصاد.

تضخم مرتفع وبطالة متزايدة

من المتوقع أن يخفض الفيدرالي الفائدة مرة أخرى على الأقل قبل نهاية العام، في محاولة لتهدئة سوق العمل المتدهور، لكن معدل البطالة قد يرتفع لـ 4.5%، وهو أعلى مستوى بعد الجائحة، وإذا استقرت الأوضاع وبدأ التضخم يهبط بالفعل، قد يتنفس السوق قليلًا، وإذا عاد التضخم للاشتعال مرة أخرى، سيجد الفيدرالي نفسه يخوض نفس معركة 2022، تضخم مرتفع ونمو بطيء وبطالة متزايدة، أي ركود تضخمي كلاسيكي.

يقف الاقتصاد الأمريكي الآن على خيط رفيع بين إنقاذ السوق أو الانزلاق نحو ركود حقيقي، وتسريحات العمالة الضخمة ليس مجرد أرقام، بل إشارة خطر على أن محركات الاقتصاد بدأت تتراجع، وإذا لم يستطع الفيدرالي الموزانة بين دعم التوظيف وكبح التضخم، قد تدخل أمريكا واحدة من أصعب المراحل الاقتصادية منذ جائحة كورونا.

كيف يواصل الاقتصاد الأمريكي العزف رغم العواصف؟(فيديو)

البيت الأبيض: الاقتصاد الأمريكي سيخسر 15 مليار دولار أسبوعيًا بسبب الإغلاق الحكومي

US Economy News, Features, Analysis and Advice | MoneyWeek — **الاقتصاد الأمريكي الآن على خيط رفيع بين إنقاذ السوق أو الانزلاق في ركود حقيقي**

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.