من الشهادة إلى الكفاءة.. كيف تغيّر معيار القبول في سوق العمل؟

الخميس، 18 سبتمبر 2025 10:51 ص

التوظيف عن طريق المهارات لا الشهادات- تعبيرية

لم يعد معيار القبول في سوق العمل مرتبطًا حصريًا بالشهادة الجامعية أو اسم المؤسسة الأكاديمية، بل بما يقدمه الفرد من مهارات قابلة للقياس والتطبيق، ويعكس هذا التحول انتقال الاقتصاد العالمي إلى مرحلة جديدة يكون فيها الأثر الملموس أهم من الأوراق الرسمية، اقتصاد يعتمد على المهارات لا الشهادات.

اقتصاد المهارات بديل لرأس المال التقليدي في الأسواق

ظهور ما يعرف باقتصاد المهارات يؤكد أن الكفاءة الفردية باتت موردًا استراتيجيًا موازيًا لرأس المال المالي، إذ أصبحت الشركات الكبرى مثل Google وApple وIBM تخفف من شرط الدرجة العلمية مقابل إثبات الكفاءة، هذا التوجه ليس من فراغ، بل قرار مدروس يفتح الباب أمام مواهب جديدة لم تكن قادرة سابقًا على اختراق السوق.

سرعة تقادم المهارات التقنية

التطور السريع للتكنولوجيا واقتحام الذكاء الاصطناعي كافة مناحي الحياة، يعني أن المهارة التي تمنح صاحبها ميزة اليوم قد تفقد قيمتها خلال بضع سنوات، وتشير الدراسات الأكاديمية إلى أن المهارات الصلبة تتقادم بوتيرة أسرع من المهارات الناعمة، ما يجعل التعلم مدى الحياة هو السلاح الأساسي للحفاظ على التنافسية المهنية.

خبراء لـ«إيجي إن»: المحافظ الرقمية أصبحت منافسًا مباشرًا للبنوك التقليدية

بطاقة هوية مهنية في الاقتصاد العالمي

من الابتكارات التي يجري العمل عليها حاليًا محفظة المهارات الرقمية Digital Skills Wallet، وهي أداة توثيق معيارية لمهارات الأفراد يمكن للشركات الاطلاع عليها عالميًا، تلك التقنية مرشحة لتصبح خلال العقد القادم أشبه ببطاقة هوية مهنية تحدد القيمة الاقتصادية للعامل في أي سوق عمل، مما يساعد أصحاب العمل على اتخاذ القرار الأنسب بما يخص موظفيها.

تحولات نحو اقتصاد منخفض الكربون

مع التزام الاقتصادات الكبرى بخفض الانبعاثات والمحافظة على البيئة، يتسارع الطلب على المهارات المرتبطة بالاستدامة والاقتصاد الدائري، وتشير تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الطلب على هذه المهارات سيرتفع بنسبة 55% بحلول 2030، ما يجعلها أحد أسرع القطاعات نموًا في سوق العمل المستقبلي.

اختبار التحول من مؤسسات تعليمية إلى مصانع كفاءات

لم تعد الجامعات مطالبة فقط بتدريس المقررات، بل بتهيئة بيئات عملية لإنتاج الكفاءات عبر المشاريع التطبيقية، الحاضنات الجامعية، ودورات قصيرة محدثة باستمرار وفق احتياجات السوق، يعيد هذا التحول صياغة دور الجامعات والعملية التعليمية، لتصبح جسرًا بين المعرفة الأكاديمية والطلب الفعلي في الاقتصاد.

باستثمارات تفوق 3 مليارات دولار، شركات التكنولوجيا المالية تتحدي البنوك التقليدية

الميكروشهادات.. المفتاح الجديد للعمل

قديمًا، كانت الكلية هي الطريق الوحيد، اليوم أصبحت الميكرو -شهادات Micro-Credentials وسيلة سريعة وفعالة لإثبات المهارات، و91% من أصحاب الأعمال قالوا إن ما معه شهادة متخصصة يصبح لديه كفاءة أعلى.

وصل النمو في كورسات الشهادات الاحترافية لـ37% في أمريكا الشمالية، و36% في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باختصار شهادة صغيرة في مجال مثل GenAI أو الأمن السيبراني قد يفتح لك أبواب لفرص عمل كثيرة.

المهارة رأس المال الحقيقي في اقتصاد المستقبل

الشهادات الأكاديمية لن تختفي، لكنها تفقد حصانتها تدريجيًا، فيما يكافئ الاقتصاد الجديد الكفاءات القادرة على التعلم المستمر وتحويل المعرفة إلى أثر ملموس. في هذا المشهد، يصبح امتلاك المهارة وتطويرها باستمرار هو الأداة الأهم للنجاح الفردي والتنافسية الاقتصادية للدول.

نقص المهارات أصبح تهديد حقيقي للنمو الاقتصادي، في ألمانيا مثلًا، الوظائف الشاغرة بسبب نقص المهارات كلفت الاقتصاد حوالي 339 مليار دولار، و85% من الشركات تنوي إعادة تدريب موظفيها.

المهارات التي تركز عليها الشركات حاليًا هي تحليل البيانات (Excel، Python)، وتعلم الآلة (Machine Learning)، والذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)، و40% من المهارات الأساسية المطلوبة في العمل ستتغير تمامًا بحلول 2030.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم