الجمعة، 31 أكتوبر 2025

05:39 ص

الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة للمرة الثانية وسط تباطؤ سوق العمل وضبابية البيانات الحكومية

الجمعة، 31 أكتوبر 2025 12:30 ص

الفيدرالي الأمريكي

الفيدرالي الأمريكي

ميرنا البكري

يخطو الاقتصاد الأمريكي، خطوة هامة من البنك المركزي بعد خفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي، ليكون النطاق بين 3.75% و4%، وذلك بجانب إعلان بدء تقليص الميزانية اعتبارًا من ديسمبر المقبل، حيث جاء هذا القرار وسط بيانات اقتصادية متقلبة، خاصةً في التضخم وسوق العمل، فقد ظهرت عدة مؤشرات على "ضعف نسبي" في خلق الوظائف.

وسيتم استعراض الأسباب التي دفعت الفيدرالي لاتخاذ هذا القرار حاليًا، وتأثيره الفوري على الأسواق، مع تسليط الضوء على انعكاساته على الاقتصاد الأمريكي والاقتصادات الناشئة، إضافة إلى السيناريوهات المتوقعة على المدى القصير والتوصيات الإستراتيجية، لمواجهة التقلبات الاقتصادية المحتملة، حيث نهدف بذلك إلى تقديم رؤية شاملة توضح أبعاد القرار، وتداعياته المحتملة على المستوى المحلي والعالمي.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي: التضخم في البلاد مرتفع للغاية - RT Arabic
رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول

 

لماذا خفض الفيدرالي الأمريكي الفائدة في الوقت الحالي؟ 

عاد التضخم الشهري ليرتفع بنسبة 0.3%، ما رفع المعدل السنوي لـ3%، أي لايزال فوق هدف الـ2% لكنه ليس بفارق كبير، فالبيانات تأخرت بسبب الإغلاق الحكومي، ما جعل صانعي القرار يفتقرون إلى المعلومات المطلوبة. 

الأهم الآن عند الفيدرالي "سوق العمل"،  فخلق الوظائف بدأ يتباطأ كما ظهرت علامات ضعف، فيما يعتقد الفيدرالي أن المخاطر على الوظائف ارتفعت، فمن الأفضل تقديم حوافز نقدية بدلًا من أن يتدهور السوق ويصل لأزمة بطالة، ويعد هذا الخفض كذلك محاولة لتخفيف التدهور في سوق العمل دون أن يخرج التضخم عن السيطرة.

 

تداعيات القرار على الأسواق الأمريكية

واستجابت الأسهم الأمريكية بمرونة، حيث حافظت المؤشرات الكبرى على مكاسبها، كما قفز بعضها بشكل طفيف في جلسات التداول؛ نظرًا لأن الخفض يقلل تكلفة الاقتراض ويدفع المستثمرين للمجازفة، لكن عوائد السندات ارتفعت بعد القرار، وشهد الدولار ارتداد قوي بسبب توقعات للفيدرالي، فالسوق يعاقب عدم وضوح المستقبل، أي أن خفض الفائدة ليس سحرًا مباشرًا للأسواق، فالسوق دائمًا يتفاعل مع التوقعات والتصريحات.

 

تداعيات القرار على أمريكا اقتصاديًا

ويهدف خفض الفائدة، إلى إبطاء وتيرة التراجع في التوظيف؛ لكن إذا استمر الطلب على العمالة في تباطؤ، فسيحتاج الفيدرالي لخطوات أقوى في فترات مقبلة، كما أن الإغلاق الحكومي، أسفر عن تعطيل إصدار بيانات رسمية، ما سبب ضبابية في اتخاذ القرار؛ فإذا استمر الإغلاق أو تأثر الإنفاق، فستتفاقم الضغوط على سوق العمل وكذلك على معدلات النمو، ويضطر الاحتياطي للتكيف سريعًا.

 

تداعيات القرار على الاقتصادات الناشئة 

وقد يقلل خفض الفائدة الأمريكية تكلفة الاقتراض بالدولار، ويجذب تدفقات استثمارية نحو الأصول ذات العائد الأعلى في الأسواق الناشئة، أي أن هناك فرصة لتمويل مشاريع واستيراد الأرخص مؤقتًا.

كما تظهر عدة مخاطر مزدوجة، فضعف الدولار يؤدي إلى ضغوط تضخمية على دول مستوردة للطاقة والسلع، خاصةً إذا كانت العملة المحلية لم تستقر بعد، وأيضًا التدفقات الساخنة، قد تدخل ثم تخرج بسرعة مسببة تقلبات في أسواق المال وأسعار السندات والعملات.

وإذا تدفقت رؤوس الأموال، ستُخفف تكلفة التمويل الخارجي، وهذه فرصة لخفض عبء الدين الخارجي مؤقتًا؛ لكن إذا ارتفع التضخم المحلي، ستواجه البنوك المركزية المحلية التضخم، برفع الفائدة في وقت تحتاج فيه لدعم النمو.

 

أبرز السيناريوهات المحتملة

1.قد يخفض الفيدرالي الفائدة 25 نقطة في ديسمبر، وأيضًا قد يتحسن نمو الوظائف قليلًا، لكن التضخم يتراجع بمعدلات بطيئة نحو الهدف، فقد يشجع هذا السيناريو تدفقات قصيرة الأجل للأسواق الناشئة.

2.إذا ارتفعت أسعار الطاقة أو السلع الأساسية بشكل مفاجىء، فسيعود التضخم للارتفاع وتخطي الـ3%، وبالتالي قد يدفع الفيدرالي لرفع الفائدة.

3.إذا استمر ضعف سوق العمل وأصبح ملموسًا في طلب المستهلك، فقد يلجأ الفيدرالي لتحركات تيسيرية أكبر، لكن محدودة بسبب التضخم، وسيجعل هذا السينارويو السوق والعملات في حالة عدم يقين طويلة.

 

أبرز نقاط ضعف القرار

وتم اتخاذ قرار خفض الفائدة مع بيانات ناقصة بسبب الإغلاق الحكومي، ما قلل من دقته وزود احتمالية الخطأ في التقدير، إضافة إلى أن تقليص الميزانية الذي يكون في بداية ديسمبر خطوة كبيرة، فإذا لم يتزن السوق قد تحدث تدخلات غير مخطط لها من الفيدرالي، ما يغير ديناميكية السيولة عالميًا.

خفض الفيدرالي الفائدة بسبب هشاشة سوق العمل وأيضًا وقف برنامج تقليص الميزانية، لكي يعطي الاقتصاد الأمريكي استراحة مؤقتة للأسواق الناشئة والمنطقة من فرص تمويل أرخص وتدفقات رؤؤس أموال، لكن أيضًا هناك مخاطر حقيقية تكمن في التقلبات المحتملة في تدفقات رؤوس الأموال، وإذا تم تنسيق السياسات المالية والنقدية بطريقة صحيحة، فقد يكون هناك فرصة للنمو، وإذا حدث ارتفاع مفاجئ في التضخم أو بيانات سوق العمل ساءت، كما سيكون هناك تقلبات جديدة أسرع.

 

اقرأ أيضًا:-

الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة والمركزي الخليجي يسير على النهج ذاته

تصريحات "باول" تدفع مؤشر الدولار الأمريكي لمواصلة الصعود 0.33%

إغلاق الحكومة الأميركية.. ماذا يعني ومن سيتأثر؟
الإغلاق الحكومي الأمريكي

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search