الخميس، 30 أكتوبر 2025

02:27 م

الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة والمركزي الخليجي يسير على النهج ذاته

الخميس، 30 أكتوبر 2025 09:05 ص

جيروم باول - رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي

جيروم باول - رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي

في خطوة متوقعة ولكنها ذات دلالات عميقة، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مساء الأربعاء 29 أكتوبر 2025، خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل النطاق المستهدف إلى ما بين 3.75% و4%، في ثاني خفض خلال العام الجاري، وسط إشارات متزايدة إلى تباطؤ سوق العمل وتراجع زخم النمو، مقابل بقاء التضخم أعلى من مستوياته المستهدفة.

وجاء القرار بعد أشهر من الجدل داخل أروقة السياسة النقدية الأمريكية، بين دعاة التريث خوفًا من عودة الضغوط التضخمية، والمطالبين بخفض الفائدة لتخفيف وطأة التشديد المالي على الاقتصاد والأسر والشركات.

باول: سوق العمل يتباطأ.. والتضخم لا يزال مرتفعًا

في مؤتمره الصحفي عقب القرار، أكد جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن سوق العمل الأمريكي يظهر علامات تباطؤ واضحة، مع تراجع الطلب على العمالة، وارتفاع البطالة تدريجيًا خلال الأشهر الماضية، وإن كانت لا تزال عند مستويات منخفضة تاريخيًا.

وأشار باول إلى أن النشاط الاقتصادي ما زال يتوسع بوتيرة جيدة، لكن استمرار التضخم فوق الهدف البالغ 2% يفرض على الفيدرالي حذرًا مضاعفًا في قراراته المقبلة، مضيفًا أن الإغلاق الحكومي المرتقب في الولايات المتحدة يضيف طبقة من الغموض إلى التوقعات الاقتصادية، كما لفت إلى أن الرسوم الجمركية المفروضة على عدد من السلع ساهمت في زيادة الأسعار مجددًا، مما أعاق التقدم نحو استقرار الأسعار.

اقرأ أيضًا:

الفيدرالي الأمريكي يكشف أسباب خفض الفائدة 0.25 % (تفاصيل)

توازن دقيق بين دعم التوظيف وكبح التضخم

بحسب البيان الرسمي للجنة السوق المفتوحة، فإن ميزان المخاطر الاقتصادية تغير بوضوح خلال الأشهر الماضية، إذ تباطأ نمو الوظائف وارتفعت البطالة قليلًا، في وقت لا يزال فيه التضخم أعلى من الهدف، ولذلك قررت اللجنة خفض الفائدة لدعم أقصى درجات التوظيف واستدامة النمو الاقتصادي، مع التأكيد على التزامها بإعادة التضخم إلى مستوى 2%.

وأكد البيان أن الفيدرالي سيواصل تقييم البيانات الواردة عن سوق العمل، وضغوط الأسعار، والتطورات الدولية قبل اتخاذ أي قرارات جديدة، ملوحًا بأن خفض الفائدة في ديسمبر ليس محسومًا بعد.

وفي خطوة موازية، أعلن البنك إنهاء عملية تقليص ميزانيته العمومية (Quantitative Tightening) اعتبارًا من الأول من ديسمبر، بعد أن كان قد سحب أكثر من 2 تريليون دولار من السندات والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري منذ منتصف 2022، وهي خطوة تمثل تحولًا كبيرًا في اتجاه السياسة النقدية نحو التيسير النسبي.

 الاحتياطي الفيدرالي

تأثير فوري في الخليج.. قطر والإمارات والبحرين تخفض الفائدة

وكالعادة، لم تتأخر البنوك المركزية الخليجية في اتخاذ خطوات مماثلة، نظرًا لارتباط عملاتها بالدولار الأمريكي، فقد أعلن مصرف قطر المركزي خفض سعر الفائدة على الإيداع والإقراض وإعادة الشراء بمقدار 25 نقطة أساس، لتصبح الفائدة على الإيداع 4.10%، وعلى الإقراض 4.60%.

أما مصرف الإمارات المركزي، فقرر خفض سعر الفائدة الأساسي بالمقدار نفسه، في حين خفض مصرف البحرين المركزي سعر فائدة الإيداع لليلة واحدة إلى 4.50%، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي في ظل التحولات العالمية.

وتعكس هذه القرارات التناغم التقليدي بين السياسة النقدية الأمريكية ونظيراتها الخليجية، التي تسعى للحفاظ على استقرار عملاتها وأسواقها المالية في مواجهة التقلبات الدولية.

اقرأ أيضًا:

رئيس الفيدرالي الأمريكي: الإغلاق الحكومي يُصعّب مهمة التوقعات الاقتصادية

أسواق المال تترقب.. وترامب يهاجم باول مجددًا

في الأثناء، لم يخل المشهد من التوتر السياسي، إذ شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا جديدًا على جيروم باول، متهمًا إياه بأنه "تأخر كثيرًا" في خفض الفائدة، مشيرًا إلى أن الفيدرالي كان ينبغي أن يتحرك قبل شهور لدعم الاقتصاد.

ويرى محللون أن تصريحات ترامب تأتي في سياق سياسي واضح مع اقتراب موسم الانتخابات، وأنها تعيد إلى الواجهة النقاش القديم حول استقلالية السياسة النقدية عن التأثيرات السياسية.

الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

الأسواق والآفاق.. تفاؤل حذر

رد فعل الأسواق كان حذرًا ومحدودًا، إذ سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعًا طفيفًا، بينما تراجعت عوائد السندات قصيرة الأجل، واعتبر المستثمرون الخطوة إشارة أولية إلى تحول تدريجي في السياسة النقدية، لكنهم ينتظرون بيانات التضخم المقبلة لتأكيد الاتجاه، ويقترب الفيدرالي من إنهاء مرحلة التشديد النقدي رسميًا، بينما إنهاء تقليص الميزانية في ديسمبر سيكون بمثابة إعلان ضمني عن بدء دورة تيسيرية جديدة.

يبدو أن الفيدرالي الأمريكي يسير على حبل مشدود بين الركود والتضخم، فبينما تدعو المؤشرات الاقتصادية إلى دعم النمو وتخفيف كلفة الاقتراض، لا يزال شبح الأسعار المرتفعة يحد من مساحة المناورة أمام صانعي القرار.

وحتى إشعار آخر، يظل ديسمبر المقبل محطة مفصلية، سيتحدد على ضوئها ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدخل رسميًا في مرحلة خفض متتابع للفائدة، أم أن هذا الخفض الأخير سيكون مجرد استراحة مؤقتة في مسار طويل من التشديد الحذر.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search