أزمة داخلية في صناعة الألعاب، ضغوط الأرباح تهز قسم "Xbox" بـمايكروسوفت

الأحد، 26 أكتوبر 2025 11:22 م

شركة مايكروسوفت

محمد السيد

تعيش شركة مايكروسوفت واحدة من أكثر فتراتها اضطرابًا داخل قسم الألعاب المسؤول عن علامة Xbox، بعد أن كشفت تقارير حديثة أن الإدارة العليا فرضت منذ خريف 2023 هدفًا طموحًا لتحقيق هامش ربح يبلغ 30%، وهو رقم مرتفع للغاية مقارنة بمتوسط أرباح قطاع الألعاب العالمي الذي لم يتجاوز 17% خلال عام 2024، هذا القرار، الذي جاء في إطار خطة لزيادة كفاءة العمليات، أدى إلى نتائج عكسية تمثلت في موجات تسريح واسعة وإغلاق استوديوهات تطوير عريقة كانت تمثل حجر الأساس في منظومة Xbox.

رفع كفاءة قطاع الألعاب وتحسين عوائده المالية

ووفقًا لتقرير نشرته وكالة «بلومبرج»، فإن المديرة المالية لمايكروسوفت، “إيمي هود”، أطلقت خطة داخلية تُعرف باسم «هوامش المساءلة»، تستهدف رفع كفاءة قطاع الألعاب وتحسين عوائده المالية، إلا أن هذه الخطة أثارت انتقادات حادة داخل الشركة، بعد أن انعكست آثارها على استقرار فرق التطوير، وتسببت في خسائر بشرية ومشروعاتية كبرى، فقد أظهرت الوثائق المسربة من لجنة التجارة الفيدرالية في عام 2023 أن قسم Xbox لم يحقق سوى هامش ربح بلغ 12% خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية 2022، مع معدلات راوحت بين 10% و20% خلال السنوات الست السابقة، ما يجعل الهدف الجديد بعيدًا عن الواقع المالي الفعلي.

تسريح 10 آلاف موظف في عام 2023

السياسات الجديدة تسببت في موجات متلاحقة من التسريح شملت أكثر من 10 آلاف موظف في مطلع عام 2023، ثم 1900 موظف في يناير 2024، و650 في سبتمبر من العام نفسه، قبل أن تصل ذروتها في يوليو 2025 بإلغاء نحو 9000 وظيفة إضافية، كما أغلقت الشركة عددًا من الاستوديوهات البارزة، مثل Arkane Austin وTango Gameworks وAlpha Dog Games وRoundhouse Games، إلى جانب إلغاء مشاريع كبرى كانت قيد التطوير مثل Perfect Dark وEverwild وProject Blackbird وContraband.

معايير النجاح تختلف من مشروع إلى آخر

ورغم الغضب الواسع داخل أوساط مجتمع اللاعبين والمطورين، اكتفت مايكروسوفت بتصريحات مقتضبة أكدت فيها أن معايير النجاح تختلف من مشروع إلى آخر، دون أن توضح ملامح سياستها الجديدة في ما يتعلق بالربحية أو إدارة فرق التطوير، وهذا الغموض فاقم الشعور بعدم الاستقرار داخل الشركة، خاصة بين الموظفين الذين يخشون أن تمتد إجراءات التقليص إلى فرق أخرى خلال العام المقبل.

الموازنة بين زيادة أعداد المشتركين وبين تراجع مبيعات الألعاب الفردية

ويرى محللون أن خدمة Game Pass، التي تُعد ركيزة استراتيجية لمايكروسوفت في مجال الألعاب، تواجه تحديات معقدة، إذ تحاول الشركة الموازنة بين زيادة أعداد المشتركين وبين تراجع مبيعات الألعاب الفردية، وهو ما يجعل تحقيق الأرباح المستهدفة مهمة شبه مستحيلة، وفي محاولة لتخفيف الخسائر، رفعت مايكروسوفت أسعار اشتراك Game Pass Ultimate مؤخرًا، لكن الخطوة قوبلت برفض واسع من المستخدمين وأدت إلى موجة من إلغاء الاشتراكات، ما يعكس حجم الضغوط التي يعيشها قطاع Xbox في ظل سعي الإدارة لتحقيق أهداف مالية تفوق حدود السوق الواقعية.