مايكروسوفت تحذر: موجة اختراقات تضرب السعودية و97% تستهدف سرقة الهوية

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 10:37 ص

شركة مايكروسوفت

محمد السيد

أكدت شركة مايكروسوفت، أن السعودية أصبحت في قلب المواجهة مع الهجمات الإلكترونية، حيث احتلت المرتبة الـ23 عالميًا والخامسة على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا من حيث الأنشطة السيبرانية التي تؤثر على المستخدمين، وفقًا لتقرير «الدفاع الرقمي لعام 2025» الصادر عن الشركة، وأن أكثر من 97% من هذه الهجمات تستهدف سرقة الهوية الرقمية، في وقت يشهد فيه الاقتصاد السعودي توسعًا هائلًا في التحول الرقمي ضمن رؤية المملكة 2030، من الخدمات الحكومية إلى القطاعين المالي والصحي، ما يجعل الأمن السيبراني خط الدفاع الأول عن التنمية الرقمية.

الدافع المالي يقف وراء غالبية الهجمات الإلكترونية

ويشير التقرير إلى أن الدافع المالي يقف وراء غالبية الهجمات الإلكترونية، إذ تبين أن 52% منها ترتبط بالابتزاز أو ببرمجيات الفدية، في حين لا تتجاوز نسبة الهجمات التجسسية 4%، كما أن ثمانية من كل عشرة حوادث تعاملت معها فرق مايكروسوفت كان هدفها سرقة البيانات، ما يعكس تحول الجريمة السيبرانية إلى نشاط اقتصادي منظم تدعمه أدوات متطورة متاحة عبر الإنترنت.

وتتعامل مايكروسوفت يوميًا مع أكثر من 100 تريليون إشارة أمنية، وتحظر 4.5 مليون محاولة اختراق جديدة، وتفحص 5 مليارات رسالة بريد إلكتروني بحثًا عن فيروسات أو محاولات تصيّد، مما يبرز حجم التهديدات التي تواجهها المؤسسات حول العالم.

الهجمات تتحول إلى أزمات واقعية تؤثر على حياة الناس

ويحذر التقرير من أن الهجمات لم تعد تقتصر على الأنظمة الرقمية، بل باتت تتحول إلى أزمات واقعية تؤثر على حياة الناس مباشرة، فقد شهد العالم خلال العام الماضي هجمات استهدفت المستشفيات والبلديات والقطاع التعليمي، مما أدى إلى تعطّل الخدمات الصحية وتأجيل العمليات وتأثر العملية التعليمية، ويرى التقرير أن القطاعات الحيوية في السعودية، مثل الطاقة والرعاية الصحية والنقل، مطالبة بدمج الأمن السيبراني في تصميم مشاريعها منذ المراحل الأولى، لضمان استمرارية الخدمات العامة وحماية بيانات المواطنين.

الذكاء الاصطناعي الآمن أصبح ضرورة استراتيجية

ويبرز التقرير أيضًا البُعد الجديد في استخدام الذكاء الاصطناعي كسلاح مزدوج، حيث يستخدمه المهاجمون لتوليد رسائل تصيّد واقعية وتطوير برمجيات خبيثة قادرة على التكيّف، بينما تعتمد المؤسسات الأمنية على الذكاء الاصطناعي ذاته لاكتشاف التهديدات مبكرًا وتحليلها، ويؤكد التقرير أن الذكاء الاصطناعي الآمن أصبح ضرورة استراتيجية، خصوصًا مع توسع المملكة في مشاريع الذكاء الاصطناعي السيادي والنماذج اللغوية العربية، مما يستدعي بناء بنية تحتية رقمية مرنة وآمنة في الوقت ذاته.

تفكيك شبكة «Lumma Stealer»، إحدى أكبر شبكات سرقة البيانات في العالم

ويكشف التقرير أن أكثر من 97% من الهجمات على الهوية الرقمية تبدأ عبر كلمات المرور، وأن الهجمات القائمة على الهوية ارتفعت بنسبة 32% في النصف الأول من 2025، وهو ما يوضح أن القراصنة لم يعودوا بحاجة لاختراق الأنظمة، بل يدخلون إليها ببيانات مسروقة، وتوصي مايكروسوفت باستخدام المصادقة المتعددة العوامل (MFA) المقاومة للتصيّد، القادرة على منع أكثر من 99% من هذه الهجمات حتى في حال تسرب كلمات المرور، وأشار التقرير إلى نجاح وحدة الجرائم الرقمية بالشركة، بالتعاون مع وزارة العدل الأميركية واليوروبول، في تفكيك شبكة «Lumma Stealer»، إحدى أكبر شبكات سرقة البيانات في العالم.

الأمن السيبراني مسؤولية مشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص

وتؤكد مايكروسوفت أن الأمن السيبراني مسؤولية مشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص، مشيرة إلى مبادرتها «Secure Future Initiative» التي تهدف إلى دمج الحماية في كل منتج وخدمة رقمية، وتعزيز المساءلة والشفافية، كما أشاد التقرير بجهود الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في السعودية (NCA) التي أصبحت نموذجًا إقليميًا في بناء بيئة رقمية آمنة ومتوافقة مع أفضل الممارسات الدولية، وتختتم مايكروسوفت تقريرها برسالة واضحة: التقنية وحدها لن تحمي المستقبل، فالأمن الرقمي الحقيقي يقوم على الوعي، والتعاون، والجاهزية المستمرة في عالم بلا حدود.