إفريقيا تدخل سباق المعادن النادرة، منافسة عالمية على الأبواب بحلول 2034
الأحد، 26 أكتوبر 2025 08:35 م
سباق المعادن النادرة
وسط تصاعد الصراع العالمي لتأمين سلاسل إمداد المعادن النادرة، تبدو قارة إفريقيا على أعتاب دور محوري في هذا القطاع الحيوي، الذي يشكل العمود الفقري لصناعات المستقبل، من السيارات الكهربائية إلى الطاقة المتجددة والإلكترونيات المتطورة.
رغم أن إفريقيا لم تحقق بعد إنتاجًا تجاريًا واسعًا من هذه المعادن، فإن الخطط المستقبلية للقارة قد تعيد رسم خريطة السوق العالمي التي هيمنت عليها الصين لعقود طويلة.

جنوب إفريقيا.. البوابة الأولى نحو التغيير
تشير تقديرات فيتش سوليوشنز إلى أن القارة الإفريقية ستمثل نحو 7% من الإنتاج العالمي من المعادن الأرضية النادرة بحلول عام 2034، وهي نسبة ترتفع إلى 16% إذا ما استثني الإنتاج الصيني.
وتتصدر جنوب إفريقيا قائمة الدول المرشحة لقيادة هذا التحول، إذ تستعد لتشغيل 3 مشاريع كبرى قبل عام 2030، قادرة على إنتاج نحو 12.4 ألف طن سنويًا من أكسيد الأتربة النادرة، ما يجعلها سابع أكبر منتج على مستوى العالم.
ويبرز في هذا السياق مشروع زاندكوبسدريفت الذي تطوره شركة فرونتير راير إيرثز، وهو من بين 13 مشروعًا استراتيجيًا صنفتها المفوضية الأوروبية عام 2025 كبدائل حيوية لمصادر المعادن النادرة خارج الصين.
يحتوي المشروع على 789 ألف طن من الاحتياطيات المثبتة والمحتملة، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في النصف الثاني من عام 2028، بطاقة سنوية تبلغ 17 ألف طن من المعادن النادرة، منها 4 آلاف طن من المعادن المغناطيسية المستخدمة في توربينات الرياح والمركبات الكهربائية.
وفي المقابل، يشهد مشروع ستينكامبسكرال مراحل تطوير متسارعة، إذ من المنتظر أن يبدأ إنتاج 5.4 آلاف طن سنويًا من مركزات المونازيت في عام 2025، قبل أن يتوسع في 2027 لإنتاج 2.7 ألف طن من أكاسيد الأتربة النادرة عبر مصنع فصل متطور.
كما تطور شركة رينبو رير إيرثز مشروع فالابوروا في إقليم ليمبوبو، باحتياطات تبلغ 35 مليون طن، ما يعزز مكانة البلاد كقاطرة جديدة في مجال المعادن الإستراتيجية.
اقرأ أيضًا:
"القائمة السوداء" وسباق المعادن النادرة يُشعلان جبهة جديدة بين واشنطن وبكين
سباق إفريقي متعدد الجبهات
لا تقف الطموحات الإفريقية عند حدود جنوب القارة. فدول مثل أنجولا، وملاوي، وتنزانيا تتحرك بخطى سريعة لدخول مضمار الإنتاج.
في أنجولا، يُتوقع أن ينتج أحد المشاريع 20 ألف طن سنويًا من كربونات الأرض النادرة، على أن تنقل إلى المملكة المتحدة للمعالجة وتحويلها إلى 12.5 ألف طن من الأكاسيد المغناطيسية.
أما ملاوي، فتمتلك مشروع كانجانكوندي الذي يُنتظر أن يبدأ الإنتاج في الربع الأول من 2026 بطاقة 8.3 آلاف طن سنويًا، إلى جانب مشروع آخر بطاقة 5.9 آلاف طن.
وفي تنزانيا، يضم أحد المشاريع مخزونًا يتوقع أن يوفر 3.6 آلاف طن من النيوديميوم والبراسيوديميوم سنويًا، على مدى 24 عامًا.
كما تشهد دول مثل أوغندا وموزمبيق ومدغشقر وناميبيا وزامبيا نشاطًا متزايدًا في مراحل الاستكشاف الأولى، ما يُنذر بتشكل خريطة جديدة لموارد القارة في السنوات القادمة.

الفرصة الإفريقية.. بين الإمكانات والمخاطر
رغم الصورة الوردية التي ترسمها الأرقام، فإن طريق إفريقيا نحو أن تصبح مركزًا عالميًا لإنتاج المعادن النادرة لا يخلو من تحديات معقدة.
فبحسب فيتش سوليوشنز، تواجه المشاريع الناشئة مخاطر تمويلية وتسويقية كبيرة، في ظل تقلبات الأسعار العالمية وصعوبة جذب الاستثمارات طويلة الأمد لمشروعات تتطلب بنية تحتية متقدمة وتقنيات فصل ومعالجة عالية الكلفة.
كذلك، لا يمكن تجاهل المخاطر البيئية المرتبطة باستخراج ومعالجة المعادن النادرة، إذ تعد من أكثر العمليات تلويثًا للمياه والتربة، وهو ما قد يثير اعتراضات مجتمعية ويعقد حصول المشروعات على التراخيص البيئية اللازمة.
وقد أثبتت التجارب في الصين وميانمار أن غياب الأطر البيئية والتنظيمية يمكن أن يحول الثروة المعدنية إلى عبء بيئي طويل الأمد.
اقرأ أيضًا:
ترامب في مواجهة التنين الصيني، وساحة المعركة " المعادن النادرة"
صراع الجغرافيا والسياسة
يتجاوز سباق المعادن النادرة حدود الاقتصاد إلى عمق الصراع الجيوسياسي بين القوى الكبرى، فبينما تسعى الولايات المتحدة وأوروبا إلى تقليص الاعتماد على الصين، تعد إفريقيا إحدى أهم الجبهات التي يمكن أن تحقق هذا الهدف.
وقد بدأت بروكسل وواشنطن بالفعل في مد جسور التعاون مع حكومات القارة لتمويل مشاريع التعدين وتطوير سلاسل القيمة المحلية، تجنبًا لتكرار نموذج "استخراج المواد الخام وتصديرها كما هي" الذي طبع العلاقة بين إفريقيا والعالم لعقود.
وفي المقابل، لا يبدو أن بكين تنوي التخلي عن نفوذها بسهولة، إذ تمتلك شركات صينية استثمارات واسعة في عدد من المشاريع الإفريقية، وتستفيد من تفوقها التكنولوجي في مجالات الفصل والمعالجة، وهو ما يمنحها ورقة ضغط إضافية في مواجهة الغرب.

نحو عقد إفريقي جديد؟
بحلول عام 2034، قد يجد العالم نفسه أمام خريطة جديدة لإمدادات المعادن النادرة، تبرز فيها إفريقيا كـ"اللاعب الثالث" بعد الصين وأستراليا، غير أن تحقيق هذا التحول يتطلب من القارة بناء منظومات إنتاج مستدامة، وشراكات ذكية، وأطر تشريعية قوية توازن بين استغلال الموارد وحماية البيئة.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
من منصة القضاء إلى قاعة التشريع، حسني عبد اللطيف يقود اللجنة الدستورية بالشيوخ
26 أكتوبر 2025 03:01 م
"القائمة السوداء" وسباق المعادن النادرة يُشعلان جبهة جديدة بين واشنطن وبكين
26 أكتوبر 2025 11:00 ص
موعد افتتاح الرسمي المتحف المصري الكبير، اعرف أسعار التذاكر والفئات المعفاة وطريقة الحجز
25 أكتوبر 2025 06:33 م
أكثر الكلمات انتشاراً