الجمعة، 24 أكتوبر 2025

11:19 م

شلل حكومي يُربك الاقتصاد الأمريكي، الملايين بلا رواتب وقطاع الطيران على حافة الانهيار

الجمعة، 24 أكتوبر 2025 07:12 م

الاقتصاد الأمريكي

الاقتصاد الأمريكي

يدخل الإغلاق الحكومي الأمريكي أسبوعه الرابع، حاملاً معه تداعيات اقتصادية واجتماعية متصاعدة تنذر بأزمة أعمق مما يتصوره صانع القرار في واشنطن.

فبينما يستمر الجمود السياسي في الكونجرس بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الموازنة الفيدرالية، تتسع دائرة المتضررين لتشمل مئات الآلاف من الموظفين، ومطارات شبه مشلولة، واقتصاداً يفقد زخمه يوماً بعد يوم.

شلل سياسي بثمن اقتصادي باهظ

أكثر من 700 ألف موظف فيدرالي أُحيلوا إلى البطالة التقنية، وفق تقديرات مركز “بايبرتيزان بوليسي سانتر”، فيما يواصل نحو 700 ألف آخرين العمل من دون رواتب. هذه الأرقام وحدها تكشف حجم التجمّد الذي أصاب شرايين الاقتصاد الأمريكي، إذ يتراجع الإنفاق الاستهلاكي بشكل واضح نتيجة توقف الأجور، ما ينعكس على قطاعات الخدمات والتجزئة والضيافة، ويهدد بتباطؤ النمو في الربع الأخير من العام.

الإغلاق الحكومي لا يعني فقط توقف مؤسسات الدولة عن العمل الإداري، بل هو توقف جزئي لعجلة الاقتصاد ذاته، إذ يُعطّل صرف العقود الحكومية، ويجمّد الاستثمارات العامة، ويؤثر في ثقة الأسواق والمستثمرين.

ما ومع غياب الثقة في الموازنة، تتزايد احتمالات تأجيل الاستثمارات الخاصة أيضاً، ما يضاعف الكلفة الاقتصادية على المدى المتوسط.

قطاع الطيران.. في عين العاصفة

تجلّت آثار الإغلاق بوضوح في قطاع الطيران، أحد أكثر القطاعات حساسية في الاقتصاد الأمريكي ، فقد أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية وقف حركة الطائرات في مطارين رئيسيين بمدينة هيوستن بسبب نقص العمالة ومشكلات تشغيلية، في مشهد يذكر بأزمة عام 2019 حين تسببت الإجازات المرضية الجماعية في شلل جزئي لحركة الطيران.

ويعمل نحو 63 ألف مراقب جوي وعنصر أمن نقل من دون رواتب منذ بداية الأزمة، ما يفاقم الضغوط النفسية والمهنية عليهم، ويهدد بانخفاض كفاءة العمل في واحد من أكثر القطاعات حرجاً وأهمية للأمن القومي والاقتصادي الأمريكي.

وكل تأخير في الرحلات أو اضطراب في جداول الطيران يترجم إلى خسائر مباشرة لشركات الطيران، وخسائر غير مباشرة لقطاعات السياحة والنقل والخدمات اللوجستية.

تداعيات اجتماعية ونفسية عميقة

الضرر لا يقف عند حدود الاقتصاد الكلي، بل يمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية لملايين الأسر الأميركية التي تعتمد على الرواتب الفيدرالية.

انقطاع الأجور للمرة الرابعة في عقد واحد أضعف الثقة بين المواطنين والحكومة، وأعاد إلى الواجهة النقاش حول مدى هشاشة النظام المالي الحكومي في مواجهة الانقسامات السياسية.

وفي المدن التي تضم نسباً عالية من الموظفين الفيدراليين، كواشنطن العاصمة وهيوستن وأتلانتا، بدأت مؤشرات الإنفاق المحلي بالانكماش، في ظل زيادة الاعتماد على بطاقات الائتمان والقروض قصيرة الأجل لتغطية النفقات الأساسية.

أزمة تتجاوز الموازنة

ما يجري في واشنطن لم يعد مجرد خلاف حول بنود مالية، بل أزمة ثقة بين جناحي الحكم في الولايات المتحدة. 
فبينما يسعى الجمهوريون إلى تمديد الموازنة الحالية دون زيادة الإنفاق، يصر الديمقراطيون على توسيع برامج الدعم الصحي والاجتماعي، ما جعل التوصل إلى حل وسط شبه مستحيل.

هذا الاستقطاب السياسي الحاد يلقي بظلاله على الاقتصاد الأكبر في العالم، ويثير قلق المؤسسات الدولية والمستثمرين العالميين، الذين يرون في استمرار الإغلاق تهديداً للاستقرار المالي الدولي، خصوصاً مع اقتراب موعد استحقاقات الدين العام الأمريكي.

ساعة الحساب الاقتصادي تقترب

مع دخول الإغلاق أسبوعه الرابع، تتزايد التحذيرات من أن كل يوم إضافي يعني خسارة بمئات الملايين من الدولارات للاقتصاد الأميركي، وإذا استمرت الأزمة لأسبوعين إضافيين، قد يتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع بنحو 0.3 إلى 0.5 في المئة وفق تقديرات خبراء الاقتصاد.

إن استمرار العناد السياسي في واشنطن لا يضر بالحكومة وحدها، بل يهدد سمعة الاقتصاد الأمريكي ومكانته كرمز للاستقرار المالي العالمي، فبين رواتب متوقفة وطائرات متوقفة واقتصاد متباطئ، يبدو أن الثمن الحقيقي للإغلاق الحكومي هذه المرة سيكون باهظاً على كل المستويات.

اقرأ أيضًا:   

الاقتصاد الأمريكي على مفترق طرق، تباطؤ في الواردات وتراجع بالشحن وسط تصاعد التعريفة الجمركية

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search