الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

07:44 م

بين الاقتصاد والسياسة، عمالقة التكنولوجيا يسيرون على حافة الصراع التجاري بين واشنطن وبكين

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 03:54 م

الحرب التجارية بين أمريكا والصين

الحرب التجارية بين أمريكا والصين

محمد السيد

تجد شركات التكنولوجيا العملاقة، نفسها أمام معادلة شديدة الحساسية، إذ تحاول التوفيق بين مصالحها الاقتصادية ومقتضيات السياسة الدولية، في خضم التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة والصين، وبينما تتبادل واشنطن وبكين القيود والردود في حرب التكنولوجيا والرقائق، تتعامل الشركات الكبرى مثل:- (أبل وفوكسكون، وإيه إس إم إل)، مع الأزمة بعقلانيةٍ حذرة، ساعيةً لحماية مصالحها دون خسارة أي من السوقين الأكبر في العالم.

 

إعادة التصنيع داخل الولايات المتحدة الأمريكية

وفي الوقت الذي تشجع فيه الإدارة الأمريكية الشركات على إعادة التصنيع إلى الداخل، اختار الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك، أن يرسل رسالة معاكسة من بكين، مؤكدًا خلال لقائه وزير الصناعة الصيني، أن الشركة ستواصل تعزيز استثماراتها داخل الصين.

وتُظهر هذه الخطوة، أن أبل لا تزال ترى في السوق الصينية، مركزًا رئيسيًا لعملياتها الإنتاجية والتجارية، خاصة وأن سلاسل التوريد الضخمة التي تعتمد عليها، وتشمل مئات الموردين وشركات التجميع مثل:- (فوكسكون وبيجاترون) لا يمكن تعويضها بسهولة.

كما عززت الشركة، حضورها بإطلاق صندوق طاقة نظيفة بقيمة 101 مليون دولار، لدعم المشروعات البيئية المحلية، في إشارة إلى رغبتها في تعزيز العلاقات مع الحكومة الصينية، رغم الضغوط الأمريكية.

 

القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة

أما فوكسكون، الشريك الصناعي الأكبر لأبل، وأحد أكبر صانعي الخوادم لشركة إنفيديا، فاختارت بدورها نهج التهدئة، وأكد رئيسها التنفيذي يونج ليو، أن القيود الصينية الأخيرة على تصدير المعادن النادرة، لم تؤثر على الشركة حاليًا، لكنه حذر من أن استمرار التوترات، قد ينعكس سلبًا على جميع الصناعات.

وتأتي هذه التصريحات، بعد أن أضافت الصين خمسة عناصر جديدة إلى قائمة المعادن الخاضعة للرقابة، في رد مباشر على القيود الأمريكية المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى بكين، وبينما تستفيد فوكسكون من الطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي بتحقيقها إيرادات قياسية في الربع الثالث من 2025، فإنها تعمل على توزيع سلاسل توريدها بين أسيا وأميركا، لتقليل المخاطر المحتملة من أي تصعيد جديد.

 

تصدير معدات الطباعة الضوئية المتقدمة إلى الصين

وتواجه شركة (إيه إس إم إل) الهولندية ضغوطًا متزايدة من واشنطن، للحد من تصدير معدات الطباعة الضوئية المتقدمة إلى الصين، لكنها نفت الاتهامات الأمريكية بأن المصانع الصينية، تقوم بتخزين المعدات تحسبًا للقيود المستقبلية.

وأكد المدير المالي للشركة، أن تراجع المبيعات في الصين العام المقبل لا علاقة له بعمليات تخزين، موضحًا أن المعدات تُستخدم بالفعل داخل المصانع العاملة، ورغم أن الطلب الصيني شكّل 42% من إجمالي مبيعات الشركة في الربع الثالث من 2025، فإن الشركة تتوقع انخفاضًا ملموسًا في الطلب خلال 2026، بسبب القيود المفروضة.

 

الصين تظل مركزًا صناعيًا ضخمًا وسوقًا لا يمكن تجاهلها

ومع تصاعد المواجهة الاقتصادية بين القوتين العظميين، تحاول الشركات العالمية الكبرى أن تسير على خيط رفيع بين المنافسة والتعاون، والصين تظل مركزًا صناعيًا ضخمًا وسوقًا لا يمكن تجاهلها، بينما تمثل الولايات المتحدة محور الابتكار التكنولوجي والتمويل العالمي، ويؤكد المراقبون أن الشركات باتت تمثل "اللاعب الثالث" في الحرب التجارية، إذ تعتمد قوتها على قدرتها في التكيف مع المتغيرات السياسية دون التضحية بالنمو.

 

تفكك الجسور الاقتصادية بين واشنطن وبكين

وبينما يحذر الدبلوماسيون من تفكك الجسور الاقتصادية بين واشنطن وبكين، ترى الصين أن استمرار انخراط الشركات الأمريكية في سوقها المحلي، يخدم مصالح الطرفين، وفي هذا المشهد المليء بالعواصف، تبدو (أبل - فوكسكون - إيه إس إم إل)، وكأنها تسير بخطوات محسوبة بين مطرقة السياسة وسندان الاقتصاد، مدفوعة برغبة واحدة البقاء في صدارة صناعة تكنولوجية عالمية، تتغير قواعدها كل يوم.

 

اقرأ أيضًا:-

الحرب التجارية تتصاعد، الاتحاد الأوروبي يرد على القيود الصينية بسبب المعادن النادرة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search