صراع الرقائق، الصين تحظر تعامل شركات التكنولوجيا مع «إنفيديا»

الخميس، 18 سبتمبر 2025 10:47 ص

إنفيديا

محمد السيد

تواجه شركة إنفيديا الأمريكية ضغوطًا غير مسبوقة في السوق الصينية بعد أن أصدرت هيئة الفضاء السيبراني في بكين قرارًا يمنع شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "بايت دانس" و"علي بابا" من شراء رقاقاتها المخصّصة للذكاء الاصطناعي، وهذه الخطوة، التي استهدفت تحديدًا رقاقة RTX Pro 6000D المصممة خصيصًا للصين، جاءت لتؤكد مساعي الحكومة الصينية إلى تسريع الاعتماد على البدائل المحلية وتقليص الحضور الأمريكي في قطاع حساس يشهد تنافسًا عالميًا محمومًا.

تراجع أسهم الشركة وسط مخاوف المستثمرين

القرار أربك خططًا كانت قد وضعتها كبرى الشركات الصينية للحصول على عشرات الآلاف من هذه الرقاقات، حيث بدأت بالفعل مراحل التحقق مع موردي إنفيديا، قبل أن يأتي الحظر ليوقف كل شيء، وسرعان ما انعكس ذلك على البورصة، إذ تراجعت أسهم الشركة وسط مخاوف المستثمرين من تقلص حصتها في واحدة من أكبر أسواقها، وزاد من حدة الأزمة أن التوجيهات الجديدة شملت نطاقًا أوسع من رقاقات إنفيديا مقارنة بالقيود السابقة التي ركزت فقط على شريحة H20.

الصناعة الداخلية

السلطات الصينية أكدت أن منتجاتها المحلية من المعالجات باتت تضاهي، بل تتفوق أحيانًا، على نظيراتها المصدَّرة من إنفيديا، في إشارة واضحة إلى نضج الصناعة الداخلية، شركات مثل هواوي وكامبريكون وبايدو تعمل بوتيرة متسارعة على توسيع إنتاجها، مع خطط لزيادة المعروض ثلاثة أضعاف خلال العام المقبل، بما يضمن تلبية احتياجات السوق من دون الاعتماد على الخارج.

مكافحة الاحتكار ضد إنفيديا

المأزق لا يقتصر على الحظر وحده، إذ أعلنت هيئة تنظيم السوق في الصين عن فتح تحقيق لمكافحة الاحتكار ضد إنفيديا على خلفية استحواذها السابق على شركة Mellanox، ما يضيف عبئًا آخر على عملاق الرقائق الأمريكي، ورغم ذلك، أكد الرئيس التنفيذي للشركة، جنسن هوانج، أن السوق الصينية ستظل محورية بالنسبة لإنفيديا، مشيرًا إلى أن الشركة خدمت الصين لعقود وستواصل دعمها، وإن كان بحدود ما تسمح به السياسات.

استثمار 15 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي

وفي الوقت الذي تخسر فيه إنفيديا مساحة في الصين، تحاول تعويضها في أوروبا، وكشف هوانج، الذي رافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة، عن خطة لاستثمار 15 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في بريطانيا، في خطوة تتماشى مع توسعات أمريكية مشابهة أعلنتها جوجل ومايكروسوفت.