بسبب بيع رقائق الذكاء الاصطناعي للصين، صدام جديد بين إنفيديا والكونجرس

الخميس، 11 سبتمبر 2025 10:35 ص

شركة إنفيديا

محمد السيد

تجد شركة إنفيديا الأميركية نفسها في قلب مواجهة سياسية متصاعدة مع الكونجرس، بعد اتهامات بأنها تسهّل وصول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين، في وقت تتصاعد فيه المخاوف داخل واشنطن من فقدان التفوق التكنولوجي لصالح بكين.

حماية الأمن القومي الأميركي

الجدل تفجّر مع مناقشة مشرعين أميركيين مشروع تعديل يلزم الشركات بالحصول على موافقة حكومية مسبقة قبل تصدير أي شرائح متقدمة إلى الصين، ويعتبر داعمو هذا التوجه أن الأمر يتعلق بحماية الأمن القومي الأميركي، حيث شدّد السيناتور جيم بانكس على أن منع وصول الرقائق إلى "خصوم الولايات المتحدة" هو أولوية وطنية لا يمكن التهاون معها.

ضغط سياسي وإعلامي

ردت إنفيديا بقوة عبر حملة ضغط سياسي وإعلامي، مؤكدة أن الشرائح التي تبيعها، مثل H20، هي منتجات تجارية مخصّصة للأغراض المدنية وليست عسكرية، المتحدث باسم الشركة، جون ريزو، قال إن عزل السوق الأميركية عن الصين سيضر بالمكانة الريادية للتكنولوجيا الأميركية، مشيراً إلى أن استمرار القيادة العالمية يتطلب الانخراط لا الانسحاب.

دفع الكونجرس نحو تشديد القيود

لكن الجدل لم يتوقف عند حدود السياسة، إذ دخلت مراكز أبحاث مؤثرة مثل مؤسسة "راند" على خط النقاش بعد أن اتهمتها إنفيديا بدفع الكونجرس نحو تشديد القيود، المؤسسة نفت الاتهامات مؤكدة استقلاليتها، فيما أصرّ مسؤولون أمنيون سابقون على أن التحذيرات تستند إلى تقييمات استراتيجية واقعية، وليس إلى "مخاوف نظرية" كما تصفها الشركة.

استمرار بيع الرقائق للصين

الخلاف يعكس رؤية متباينة، تري إنفيديا أن استمرار بيع الرقائق للصين يضمن بقاء شركاتها مرتبطة بالتكنولوجيا الأميركية، وبالتالي تحت السيطرة غير المباشرة لواشنطنن بينما يرى معارضوها أن أي تنازل في هذا الملف يمنح بكين فرصة لتقليص الفجوة التكنولوجية، بما يهدد الأمن القومين، ومع اقتراب تصويت مجلس الشيوخ على التعديلات ضمن قانون الدفاع الوطني، يبدو أن المواجهة بين الاقتصاد والأمن قد تدخل مرحلة أكثر حدة في الأسابيع المقبلة.