الحرب التجارية تتصاعد، الاتحاد الأوروبي يرد على القيود الصينية بسبب المعادن النادرة

الإثنين، 20 أكتوبر 2025 12:05 م

المعادن النادرة - صورة تعبيرية

في تصعيد جديد للحرب التجارية بين الصين والغرب، تحرك الاتحاد الأوروبي بشكل عاجل لمواجهة القيود التي فرضتها بكين مؤخرًا على صادرات المعادن النادرة، وسط تزايد المخاوف من تأثير تلك الخطوة على الصناعات الأوروبية الحساسة، واهتزاز سلاسل التوريد العالمية التي تعتمد على هذه المواد.

اجتماع أوروبي طارئ لمناقشة الأزمة

وفي خطوة سريعة، يعقد ستيفان سيجورنيه، المفوض الأوروبي المسؤول عن الاستراتيجية الصناعية، اليوم الاثنين، محادثات عاجلة مع ممثلي الصناعات الأوروبية المتضررة من القيود الصينية، لبحث التداعيات وتحديد الخطوات التي ستتخذها بروكسل للرد على هذه الإجراءات، حيث يشارك في الاجتماع مسؤولون تنفيذيون من قطاعات السيارات والدفاع وطاقة الرياح والكيماويات ومعالجة المعادن، خصوصًا الشركات المشاركة في مشاريع المواد الخام الأوروبية.

ووفقًا لوكالة فرانس برس، أكد الاتحاد الأوروبي أن القيود الصينية أجبرت بعض الشركات على وقف الإنتاج وألحقت أضرارًا اقتصادية مباشرة بعدة قطاعات داخل الكتلة، فيما تتعاون بروكسل حاليًا مع مجموعة السبع لتنسيق رد مشترك على الخطوة الصينية.

ومن المقرر أن يقدم سيجورنيه، تقريرًا مفصلًا بنتائج الاجتماع خلال الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي، مع مفوضي الاتحاد الأوروبي، غدًا الثلاثاء في ستراسبورج.

الصين تشدد قبضتها على صادرات المعادن الحيوية

تزامن التحرك الأوروبي مع تراجع صادرات الصين من المعادن النادرة في سبتمبر الماضي إلى 6538 طنًا مقابل 7338 طنًا في أغسطس، وفقًا لبيانات الجمارك الصينية التي نقلتها وكالة الأنباء الألمانية.

ويمثل هذا الانخفاض تحولًا عن الزيادات المطردة التي شهدتها الأشهر السابقة، والتي رفعت الشحنات إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2012.

ويرجع هذا الانخفاض إلى الضوابط الصارمة الجديدة التي فرضتها الصين على تصدير المعادن الاستراتيجية، ما أدى إلى اضطراب سلاسل التوريد العالمية وزيادة حدة التوترات مع الولايات المتحدة.

المعادن النادرة، العناصر التي أصبحت استراتيجية

ضوابط جديدة تطال حتى المنتجات المحتوية على كميات ضئيلة من المعادن

كشفت الصين هذا الشهر عن قيود شاملة على العناصر الأرضية النادرة، شملت توسيع نطاق ضوابط التصدير لتشمل حتى المنتجات المتداولة خارج الصين والتي تحتوي على نسب ضئيلة من المعادن ذات المنشأ الصيني.

وصدرت هذه الإجراءات ضمن وثيقة رسمية بعنوان “الإعلان رقم 62 لعام 2025” عن وزارة التجارة الصينية، والتي ألزمت الشركات الأجنبية بالحصول على موافقة حكومية مسبقة وتوضيح أغراض الاستخدام النهائية قبل استيراد أي منتجات تحتوي على هذه المعادن.

تصاعد المواجهة التجارية بين واشنطن وبكين

وأثار القرار الصيني ردود فعل غاضبة في واشنطن، وأعلن ترامب عزمه فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على البضائع الصينية، إلى جانب قيود جديدة على تصدير البرمجيات الحساسة، معتبرًا أن ما تفعله بكين هو خنق الصناعة العالمية.

وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، أن ما يحدث ليس الصين ضد أمريكا فقط، بل ضد العالم الحر، مضيفًا أنهم وجهوا مدفعًا نحو سلاسل التوريد الصناعية للعالم بأسره، مشيرًا إلى أنهم نقبل بذلك، وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

وردت وزارة التجارة الصينية بأن الولايات المتحدة تثير هلعًا غير مبرر، مؤكدة أن طلبات التصدير ذات الأغراض المدنية ستوافق عليها بشكل طبيعي ما دامت تستوفي الشروط المطلوبة.

أبعاد صناعية وعسكرية خطيرة للقيود الصينية

وأشارت تقارير BBC إلى أن المعادن النادرة تمثل عنصرًا حاسمًا في الصناعات الدفاعية والعسكرية، موضحة أن مقاتلة أمريكية واحدة من طراز إف-35 تحتاج إلى أكثر من 400 كيلوجرام من هذه المعادن لصنع طلاءها الخفي ومحركاتها وأنظمتها الرادارية.

ويرى محللون ومراقبون للمشهد، أن الصين تستخدم ملف المعادن النادرة كورقة ضغط تفاوضية قبيل القمة المرتقبة بين الرئيسين ترامب وشي جين بينج، إذ تدرك بكين أن نقطة القوة لديها هو اعتماد الاقتصاد الأمريكي على المعادن الصينية التي يصعب استبدالها في المدى القصير.

قصة المعادن النادرة.. ولماذا تستخدمها الصين بالحرب التجارية ضد أمريكا؟ - مجلة عالم التكنولوجيا

اقرأ أيضًا:

الصين تخفض صادرات «المعادن النادرة» 31% ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية

الصين تُحكم قبضتها على المعادن النادرة، وأمريكا تشعل حرب الرقائق برسوم 100%

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.