بـ60 مليار جنيه لتطوير البنية التحتية التكنولوجية، التحول الذكي نهضة الاقتصاد المصري

الخميس، 09 أكتوبر 2025 03:34 م

التحول الرقمي

محمد السيد

يشهد الاقتصاد المصري تحولًا نوعيًا مع توسع الدولة في مشروعات الرقمنة التي أصبحت أحد محركات النمو الرئيسية، ووفقًا لتقرير وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لعام 2024، بلغ حجم الاستثمارات الحكومية في التحول الرقمي أكثر من 60 مليار جنيه خلال خمس سنوات، استهدفت تطوير البنية التحتية التكنولوجية وربط المؤسسات الحكومية والخاصة بمنصات موحدة، وتأتي مبادرة "مصر الرقمية" في صدارة هذه الجهود، إذ تقدم أكثر من 170 خدمة إلكترونية في مجالات التموين، الضرائب، والمرور، ما أسهم في تقليل وقت الخدمة بنسبة 45% وخفض التكاليف التشغيلية على المواطنين والشركات.

إطلاق مشروع المصنع الذكي

التحول الذكي لم يقتصر على الخدمات الحكومية، بل امتد إلى قطاعات استراتيجية مثل الصناعة والزراعة، وفي القطاع الصناعي، تم إطلاق مشروع "المصنع الذكي" بالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية لدعم أكثر من 400 مصنع صغير في التحول نحو التشغيل الرقمي باستخدام أنظمة إنترنت الأشياء (IoT) والتحليل البياني، ووفقًا لبيانات مركز تحديث الصناعة، فإن المصانع المشاركة في البرنامج شهدت ارتفاعًا في الإنتاجية بنسبة 30% وانخفاضًا في استهلاك الطاقة بنسبة 12% في المتوسط.

مبادرة الريف الذكي

وفي الزراعة، بدأت مبادرة "الريف الذكي" في تطبيق أنظمة استشعار وتحليل للبيانات المناخية في نحو 50 ألف فدان ضمن مشروع الدلتا الجديدة، مما ساعد المزارعين على ترشيد استخدام المياه بنسبة 25% وزيادة الإنتاج بنسبة 18%، وساهم التعاون بين وزارة الزراعة وشركة أورنج مصر في إطلاق منصة رقمية لربط الفلاحين بالموردين والأسواق، وهو ما اعتُبر نموذجًا جديدًا للاقتصاد الزراعي الرقمي.

مشروعات المدن الذكية وشبكات الجيل الخامس

ويرى محللون أن هذا التحول الذكي يضع مصر في مسار الاقتصادات الرقمية الصاعدة عالميًا، وبحسب تقديرات البنك الدولي، فإن الرقمنة يمكن أن تضيف ما يقرب من 125 مليار جنيه سنويًا للناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، خاصة مع توسع الدولة في مشروعات المدن الذكية وشبكات الجيل الخامس، وأصبحت التكنولوجيا ليست فقط أداة للتطوير الإداري، بل محركًا حقيقيًا للنمو الاقتصادي المستدام.