الذكاء الاصطناعي يشعل البورصات والذهب يعود للواجهة.. خريطة الاستثمار في الربع الأخير من 2025
الأحد، 12 أكتوبر 2025 12:05 م

الاستثمار في الأسهم والسندات
مع دخولنا الربع الأخير من عام 2025، يعيش المستثمرون مفارقة لافتة؛ إذ تقف الأسواق المالية عند قمم تاريخية مدفوعة بحمى الذكاء الاصطناعي، في وقتٍ تلامس فيه ثقة المستهلكين أدنى مستوياتها منذ سنوات، بينما يواصل المشهد الجيوسياسي تصعيده الهادئ ولكن المتواصل.
في هذا السياق، يبرز السؤال الأهم: كيف يمكن للمستثمر أن يحمي محفظته في عالمٍ يشبه في آنٍ واحد "أفضل الأزمنة وأسوأها"؟
الجواب، بحسب جاكوب فالكنكرون، رئيس استراتيجية الاستثمار العالمي في ساكسو بنك، يكمن في إعادة تعريف مفهوم التنويع.
فبينما كان التنويع يعني تقليديًا المزج بين الأسهم والسندات، فإن هذا النموذج الكلاسيكي ـ ولا سيما صيغة 60/40 الشهيرة ـ فقد كثيرًا من فاعليته، إذ لم تعد السندات تؤدي دور “ممتص الصدمات” كما في السابق، بل باتت تتحرك في أحيان كثيرة بالتوازي مع الأسهم، مما يجعل المحافظ أكثر هشاشة بدلًا من أن تكون أكثر أمانًا.
اقرأ أيضًا:
الذهب يُعيد رسم خريطة الاستثمار الآمن، المعدن النفيس في صدارة المشهد العالمي
الذكاء الاصطناعي.. محرك نمو أم ضجيج بلا نتائج؟
رغم الارتفاعات القياسية التي شهدتها الأسواق العالمية بدعم من الطفرة التكنولوجية، لا تزال هناك تساؤلات كبيرة حول استدامة هذه المكاسب؛ فالذكاء الاصطناعي، الذي كان عنوان الموجة الأولى من النمو هذا العام، يواجه الآن مرحلة “إثبات الربحية”.
صحيح أن الشركات العاملة في مجالات أشباه الموصلات ومراكز البيانات حققت عوائد استثنائية، إلا أن التوقعات سبقت الأرباح الفعلية، والسوق يحتاج الآن إلى دليل ملموس على أن الذكاء الاصطناعي ليس فقاعة رقمية جديدة، إذ أصبح المستثمرون مطالبين بأن يكونوا أكثر انتقائية؛ فالتعرض العشوائي لشركات الذكاء الاصطناعي لم يعد كافيًا. المرحلة المقبلة ستفصل بين من يحول التكنولوجيا إلى إيرادات حقيقية ونمو في ربحية السهم، ومن يعيش فقط على آمال السوق.

الأسهم.. تركّز مفرط في أمريكا وفرص صاعدة في أوروبا وآسيا
رغم احتفاظ السوق الأمريكية بمكانتها كمعيار عالمي، فإنها فقدت كثيرًا من اتساعها، إذ تركز الأداء القوي في عدد محدود من عمالقة التكنولوجيا، ما يزيد مخاطر التركز والمبالغات في التقييم ، في المقابل، تبرز فرص بديلة في الأسواق الأوروبية والآسيوية. فأوروبا تعيد تموضعها بفضل استثمارات ضخمة في الدفاع والبنية التحتية والطاقة المستقلة، ومع استقرار عام 2025، يُتوقّع تحسن الأرباح في 2026 مدعومًا بتخفيف السياسات النقدية والتحفيز المالي.
أما في آسيا، فتتوزع بؤر النمو بين اليابان والهند والصين، إذ تشهد اليابان إصلاحات حوكمة عميقة، في حين تواصل الهند النمو بفضل الرقمنة والديموغرافيا، وتبقى الصين خيارًا انتقائيًا محفوفًا بالتقلبات، لكنها تقدم فرصًا مغرية في السيارات الكهربائية والتصنيع الأخضر.
اقرأ أيضًا:
دليلك للاستثمار في سوق البورصة والأسهم
الأسهم الصغيرة.. “القيمة المنسية” التي قد تفاجئ السوق
من المجالات الجديرة بالاهتمام في هذا الربع الأسهم الصغيرة في الولايات المتحدة، فمع توقع خفض أسعار الفائدة في 2026، قد تستعيد هذه الفئة بريقها، لا سيما الشركات المربحة ضمن مؤشر S&P 600. هذه الشركات قد تستفيد من تحسن الطلب المحلي وتراجع تكاليف التمويل، مما يعزز فرص انتعاشها، رغم استمرار المخاطر في المؤشرات الأوسع مثل Russell 2000 التي تضم عددًا كبيرًا من الشركات الخاسرة.

السندات.. مصدر دخل لا وسيلة حماية
لم تعد السندات حصنًا آمنًا كما كانت، لكنها توفر اليوم دخلًا ثابتًا للمستثمرين، إذ يُعد الاستثمار الأفضل في منتصف منحنى العائد (3–7 سنوات)، حيث التوازن بين العائد والمخاطر، ويُفضل التركيز على سندات الشركات ذات التصنيف الاستثماري أو سندات الخزانة متوسطة الأجل، لكن الحذر واجب؛ فإذا تبيّن أن التضخم أكثر ثباتًا من التوقعات، فقد تبقى العوائد مرتفعة لفترة أطول، مما يضغط على الأسعار ويقلل جاذبية السندات.
اقرأ أيضًا:
معلومة تهمك.. الفرق بين الأسهم والسندات وإزاي تستثمر فيهم؟
الذهب والأصول الحقيقية.. الملاذات التي لا تخون
في ظل تراجع فاعلية السندات كأداة تحوط، عاد الذهب ليكون عنصر استقرار أساسي في المحافظ الاستثمارية، محققًا مستويات قياسية في 2025.
ويرى فالكنكرون أن الذهب والفضة والبلاتين، المدعومة بالطلب الصناعي، توفر حماية حقيقية في سيناريوهات متعددة، سواء في ظل التضخم أو الاضطرابات الجيوسياسية، ومع ترجيحات خفض الفائدة في 2026 وتراجع جاذبية النقد، من المتوقع أن يزداد زخم الأصول الحقيقية، وعلى رأسها الذهب

التنويع الجديد.. مفتاح البقاء في عالم سريع التغير
الدرس الأهم للمستثمرين اليوم هو أن التنويع لم يعد رفاهية، بل ضرورة للبقاء، فالأسواق أصبحت أكثر تعقيدًا، والارتباطات القديمة بين الأصول تغيرت، لذلك يجب أن يمتد التنويع إلى الأقاليم والقطاعات والاستراتيجيات. فعالم ما بعد "المال الرخيص" يحتاج إلى محافظ تستند إلى:
ـ أرباح حقيقية من الذكاء الاصطناعي.
ـ دخل مستقر من السندات متوسطة الأجل.
ـ حماية طويلة الأمد عبر الذهب والأصول الملموسة.
فالشتاء قد لا يكون بعيدًا عن الأسواق، والمحافظ القادرة على الصمود ليست تلك التي تطارد المكاسب اللحظية، بل تلك المصممة لمواجهة كل الفصول الاقتصادية.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
التحول الرقمي في الخدمات المالية، طريق العدالة الاقتصادية للمجتمعات المُهمشة
09 أكتوبر 2025 03:26 م
«التقشف الأخضر»، خطة ترامب لإعادة تشكيل مستقبل الطاقة في أمريكا
09 أكتوبر 2025 10:32 ص
تقرير عالمي يؤكد ضرورة النظر إلى الموارد المائية كعامل حيوي في دفع عجلة الاقتصاد
02 أكتوبر 2025 01:57 م
أكثر الكلمات انتشاراً